علم نفس وأخلاق - مقالاتمقالات

عندما تتسع الفجوة بين القيم الأخلاقية والمتطلبات المادية

تابعت كما تابع الملايين من الجماهير في الأيام القليلة الماضية، قضية مقتل الطالبة نيرة أشرف –طالبة جامعة المنصورة– على يد زميلها الطالب محمد عادل، وذلك على إثر خلافات متنوعة بينهما تداولتها أحداث القضية في ساحة القضاء، وأصبحت أحداثها والمعلومات المرتبطة بها متاحة ومعروفة للقاصي والداني.

لكن الواضح للعيان والملفت للانتباه ودفعني للكتابة في هذا الأمر هو الكم الهائل من ردود الفعل التي انتشرت حول تلك القضية على منصات التواصل الاجتماعي وقنواتها المتنوعة.

كيف تم استغلال قضية نيرة أشرف؟

ما زاد الأمر سوءًا هو تناول بعض الأشخاص للأمر لجذب أكبر عدد من المشاهدات، والحصول على الأموال جراء تلك المشاهدات، من خلال الهجوم على أطراف القضية سواء الجاني أو المجني عليه، وأسرهما.

سارعت تلك القنوات لتسجيل أحاديث ولقاءات متنوعة مع من له صلة بالقضية أو من ليس له صلة، وتبادل كافة الأطراف الاتهامات وإلقاء اللوم على كل طرف، حتى أخذت كافة الأطراف نصيبها من الهجوم.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

تناسى الجميع أن تلك القضية –التي أصبحت قضية رأي عام لأنها ارتكبت في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع من عامة الناس– تُنظر في ساحة القضاء، بل أنه تم الحكم والفصل فيها وفقًا لأحكام قانون العقوبات المصري.

الأمر أصبح محصورًا الآن بين هيئة المحكمة الموقرة ودفاع كلا الطرفين، سواء الجاني أو المجني عليه، في نقض الحكم والطعن عليه أمام محكمة النقض، وهي المنوط بها القول الفصل في تلك القضية.

قضية رأي عام

72022410710185545290 - عندما تتسع الفجوة بين القيم الأخلاقية والمتطلبات المادية

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هل هانت علينا قيمنا الأخلاقية إلى هذه الدرجة؟ أم هانت علينا النفس البشرية؟ حتى نحولها إلى مادة إعلامية نتكسب من ورائها سواء الجاني أم المجني عليه؟

ما الدافع لدى البعض إلى أن يتطرق في قناته أو منصته الإعلامية إلى مثل تلك القضايا الشائكة؟ والتي يجب أن يصمت الجميع فيها ويتحدث القانون بأطرافه المختلفة من قضاء ونيابة، وهيئة دفاع، وشهود، وغيرها.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

هم وحدهم المنوط بهم الحديث في تلك الأمو،ر حتى لا يحدث لغط في قضية ليست بالسهلة على الرأي العام المصري.

أعتقد أن الذي دفع البعض للحديث في تلك الأمور هو المكسب المادي فقط، الذي يأتي من نسب المشاهدة لتلك القنوات.

منصات وقنوات بلا ضمير

الجميع من حقه الحصول على المكاسب المادية، ولا أحد ينكر على شخص ما أن يحصل على ما يريد، ولكن ليس من حق الجميع أن يتطرق إلى أمور تتعلق بالجريمة أو تتعلق بالشرف أو بالقيم الأخلاقية أو حتى بالحياة الشخصية لأطراف القضية، سواء جانٍ أو مجني عليه ويطعن فيهما ويشوه صورتهما.

هناك موضوعات أخرى عديدة ومتنوعة نستطيع أن نتطرق لها ونسلط عليها الضوء وتحقق لنا ما نريد دون أن نسبب الإيذاء النفسي أو الأخلاقي للأفراد وللمجتمع بشكل عام.

فيجب على كل منا أن يراجع نفسه ومنهجه وطريقة تناوله للموضوعات التي يتحدث فيها، خاصة أن تلك المنصات والقنوات تصل إلى عدد ليس بالقليل من الأطفال والشباب حديثي السن، الذين قد يتأثرون بمضمونها أو بالمحتوى الذي تنشره، وبالتالي يحدث ما لا يحمد عقباه بعد ذلك.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

اقرأ أيضاً:

الشهرة والمال .. عندما يسير الإنسان على الطريق الخطر!

القتل ما بين الجرم واللذة

“الإنسان” ذلك الكائن الأخلاقي

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

*************

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

أ.م.د / السيد منصور الشاعر

أستاذ خدمة الفرد المساعد بالمعهد العالى للخدمة الإجتماعية بالقاهرة

مقالات ذات صلة