هل تدمر أمريكا الصين كما دمرت أوروبا؟
الجميع يرى صعود الصين علميًا واقتصاديًا وعسكريًا وسياسيًا، وتراجع الولايات المتحدة الأمريكية.
الكثيرون يتوقعون أنه كما كان القرن العشرون هو قرن الولايات المتحدة الأمريكية، والقرن التاسع عشر كان قرن إنجلترا وفرنسا، فإن القرن الواحد والعشرين هو قرن الصين!
فترة الكساد الكبير
لكن يجب أن نعرف أنه لا يزال أمام الولايات المتحدة الأمريكية فرصة لتغيير هذا المسار، وتحويل المسار مرة أخرى لصالح الولايات المتحدة الأمريكية، هذه الفرصة الوحيدة هي تدمير كامل للصين وامتصاص عقول الصين.
نعم!
الولايات المتحدة الأمريكية مثل كل الإمبراطوريات، تعيش على امتصاص دم وعقول الآخرين، مثل قصص الساحرة الشريرة التي تمتص دماء الفتيات والشابات كي تحافظ على شبابها!
مثلًا بداية القرن العشرين، كانت الولايات المتحدة الأمريكية في صعود ولديها عقول ومخترعون ومال وقوة عسكرية.
لكن في العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين دخلت في الكساد الكبير، طوابير العاطلين، توقف الإبداع، ثم قامت الحرب العالمية الثانية.
كيف استفادت الولايات المتحدة الأمريكية من الحرب العالمية الثانية؟
استفادت منها الولايات المتحدة:
- أرسلت طوابير العاطلين من الولايات المتحدة إلى أوروبا للعمل جنودًا في تدمير أوروبا، وبالتالي تم حل المشكلة الاجتماعية.
هذه حيلة شهيرة، أن تحول العاطلين الغاضبين عن العمل إلى جنود لغزو وتدمير واستعمار بلاد خارجية بدلًا من إفراغ طاقتهم وغضبهم في مشاكل داخلية.
- تم تدمير أوروبا، وبالتالي هاجرت الأموال التي سرقتها أوروبا من المستعمرات الإفريقية والآسيوية طوال أربعة قرون من الزمان، هاجرت الأموال والثروات إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وانتقلت عاصمة المال والأعمال من لندن وباريس إلى نيويورك.
- تم تدمير أوروبا وإفقارها، وبخاصة إنجلترا وألمانيا وفرنسا، وبقية أوروبا طبعًا.
هذا قدم للولايات المتحدة أعظم خدمة، هجرة العقول والعلماء، بخاصة الألمانية، إلى الولايات المتحدة.
دور أمريكا انهيار الاتحاد السوفيتي
لذلك نجد كثيرًا من الإنجازات العلمية التي حققتها الولايات المتحدة الأمريكية كانت نتيجة علماء من ألمانيا وإنجلترا، بما فيها الصواريخ، والقنابل النووية، والكمبيوتر، والإنترنت، وغيرها.
بالتالي امتصت الولايات المتحدة دماء أوروبا، وحققت عودة للشباب والقوة.
ثم مرت السنوات وبدأت الولايات المتحدة في التراجع مرة أخرى، والتكاسل الذي ينتشر في أي شعب غني، يتحول إلى شعب كسول يطلب مزايا أكثر مما يقدم من إنجازات وإنتاج وإبداع.
نجحت الولايات المتحدة الأمريكية في التسعينيات في الانتصار على روسيا الشيوعية، وسقوط الاتحاد السوفيتي وأوروبا الشرقية!
مع سقوط وتدمير الاتحاد السوفيتي هاجرت عقول كثيرة من أوروبا الشرقية إلى الولايات المتحدة، ومعها أموال كثيرة.
اقرأ أيضاً: الصين وأمريكا عملاقان متصارعان
تعرف على: عوامل تقدم الصين وحفاظها على هويتها
اقرأ أيضاً: صدمتي الحضارية الأولى
كيف استفادت أمريكا من انهيار الاتحاد السوفيتي؟
نهضت الولايات المتحدة مرة أخرى! ولذلك تجد الكثيرين ممن يعملون في وادي السليكون وثورة الإنترنت والإلكترونيات والمبدعين، مثل مؤسس جوجل وغيرهم، من أصول الاتحاد السوفيتي وأوروبا الشرقية.
إضافة إلى استفادة الولايات المتحدة الأمريكية بعقول هؤلاء في كل المجالات من طب وفضاء ودفاع وطيران إلخ.
خاصة أن كثيرًا منهم متميزون في مجالات الرياضيات والفيزياء بفضل نظام التعليم الروسي، المشابه للألماني والصيني! الذي يهتم جدًا بالرياضيات والفيزياء!
رغم أن إسقاط الاتحاد السوفيتي لم يكن بالحرب العسكرية، لكن حققت الولايات المتحدة نفس المكاسب؛ تعويض تكاسل وتباطؤ الأمريكيين بعقول ذكية متعلمة مهاجرة مجتهدة!
هل تنهار الولايات المتحدة كما انهار الاتحاد السوفيتي؟
اليوم الطريق الوحيد للولايات المتحدة كي تستعيد عافيتها وقوتها هو تدمير كامل للصين! كامل! وامتصاص العقول الصينية والثروات الصينية المتراكمة طوال الثلاثين سنة الماضية.
لو نجحت في هذا خلال السنوات الخمس القادمة ستستمر الولايات المتحدة إمبراطورية عظمى لفترة أطول من الزمان، وتحقق ما حققته الدولة العثمانية والإمبراطورية الرومانية.
لكن لو لم تنجح في تدمير الصين وامتصاص عقولها وثرواتها، فستتحقق التوقعات، وينتهي القرن العشرون الأمريكي، ويصبح القرن الواحد والعشرون هو القرن الصيني.
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
**************
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا
