مقالات

من أكثر المناطق غموضًا

شيء مُرعب جدًا لو تخيلت العالم دون أحاديث مُتبادلة. ماذا لو عّم الصمت المكان؟

منطقة حزام “الصمت”

من أكتر المناطق غموضًا وشذوذًا على الإطلاق، اكتشف البشر مدى شذوذ المنطقة دي عن قوانين الطبيعة، وكأنها مكان مش على كوكب الأرض.

سنة 1930 لما كُلِف الطيار الأمريكي “سارابيا” بالطيران باتجاه الجنوب المكسيكي، وفي رحلته لاحظ إن بوصلته بقت بتتصرف بشكل غريب جدًا، وإشاراته اللا سلكية مبقتش توصل نهائي لمركز القيادة، وعانى كتير جدًا لحد ما خرج من المجال الجوي للمكان ده، وقدر يعمل هبوط اضطراري في منطقة قريبة، وقتها قال “لقد نجوت من الجحيم”. بس الموضوع مخدش تأثير ضخم زيّ ما كان مُتوقع ولحد الحادثة التانية.

سنة 1970 كان العالم على موعد مع خبر نال انتشار واسع وقتها، تحطُم صاروخ أمريكي فوق أراضي شمال “المكسيك” وتحديدًا منطقة صحراوية. الخُبراء العسكريين شافوا إن مسار الصاروخ التجريبي إللي كان بيتم تجريبه انحرف بشدة أول ما دخل المجال الجوي للمنطقة دي، وسقط أرضًا من غير أي سبب أو عُطل.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

فاستأذنت الحكومة الأمريكية من المكسيكية للسماح لخُبرائها باستكشاف الوضع. وفعلًا وصلت بعثة أمريكية للمكان إللي بيقع على نفس خط عرض “مُثلث برمودا”. درست البعثة المنطقة، وفوجئت إن البوصلة تعطلت تمامًا فور دخولهم للمكان ده، ومش مُتاح أي وسيلة اتصال، شبكات الراديو بتعطل في المكان ده ومفيش قُدرة على الاتصال بالقيادة.

فبدأوا يكتبوا كُل ملاحظاتهم في ورق..

ملاحظات البعثة الأمريكية

أول حاجة لفتت انتباههم كانت “مجموعة كبيرة جدًا” من النيازك والشُهب الفضائية موجودة هناك سقطت من الفضاء.

كمان المُثير للدهشـة والخوف كان إنهم لقوا “طيور ميتة” كتير جدًا في المكان ده بكُل اتجاه، سلاحف كتير مقلوبة على ضهرها وميتة، وحيوانات كتير جدًا واضح إنها ضلت طريقها للمكان ده وبرضه ميتة.

موت جماعي للحيوانات، والغريب إن الحيوانات دي كُلها جُثثها زيّ ما هيّ متعرضتش للتآكل أو الافتراس من الحيوانات والطيور، زيّ الصقور مثلًا إللي بتتغذى على الجيفة.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

كمان تلاحظ إن “الكلب” إللي كان برفقة البعثة أول يوم دخل المنطقة دي تصرفاتُه غريبة، ومش بيبطل “نباح” كأنه شايف حاجة مُرعبة مخوفاه، كأنه شايف “الموت”. وتاني يوم لما صحوا ملاقوش الكلب أصلًا إللي اختفى، وده سبب ذُعر وسط أعضاء البعثة، إللي قرروا يطلعوا من المنطقة المُرعبة دي عشان يسألوا أهل المناطق المُجاورة عن حقيقة الوضع.

قال الأهالي إن المنطقة هُما مسميينها “المنطقة المُحرمة” والممنوع لأي حد إنه يُدخلها حيثُ يسكُنها الشيطان.

رجعت البعثة للولايات المُتحدة، وبدأوا يحكوا وينشروا إللي شافوه، فبدأ العالم يهتم جدًا بالمنطقة المهجورة دي في شمال المكسيك. واتسرب الموضوع للصحافة إللي أطلقت اسم “حزام الصمت” على المنطقة، لأنها تبدو على الخريطة وكأنها حزام صغير كده، فبدأت المنطقة تكتسب شعبية وسط مهاويس المواضيع الغريبة والغامضة.

زيادة الغموض عن المنطقة

سنة 1985 مجموعة من المُستكشفين الهُواة يقرروا يروحوا منطقة “حزام الصمت” دي عشان يستكشفوها، المحموعة كانت مقررة تفضل في المنطقة لمُدة 10 أيام ولكنهم رجعوا بعد 3 أيام بس!

ولما اتسأل رئيس المجموعة عن سبب رجوعهم بسُرعة، قال إنه بدأ يلاحظ على الأعضاء إعياء شديد وتعب جامد، دون سبب واضح في اليوم التالت، وإن الهلاوس والخرف بدأ يُباغت أعضاء المجموعة، وأضاف إن السماء ليلًا في المنطقة كانت مُرعبة أشبه بالألعاب النارية، كأن في نار تسطُع في الأفق لكنها وهمًا.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ومع تقدُم السنين وزيادة الغموض عن المنطقة دي، اكتشف البشر إن “إشارات التليفزيون” والموبايل وغيرها من وسائل الاتصال غير مُتاحة في المنطقة دي تمامًا، مما أدى لزيادة الشكوك عن المنطقة في الخيال الشعبي حول العالم، الشكوك دي ولدت حيرة شديدة ومعاها استنتاجات ونظريات غير علمية مُستندة على وجهة النظر صاحبة الفكرة،

يعني البعض قال إن المنطقة دي عبارة عن حقل سري للكائنات الفضائية إللي بتقدر من خلال ثُقب دودي عبر الفضاء إنهم ينتقلوا للأرض في سرية تامة ودون إمكانية لرصدهم، خصوصًا إن المنطقة بتقع بالقُرب من حضارة شعوب المايا القديمة، وإللي مشهور عنها تصديقها بوجود كائنات فوقية عن البشر.

وبسماح شوية من الخيال أنه يغزو النظرية دي، ربط البعض إن حضارة “المايا” القديمة المُزدهرة كانت نتاج لتواصُل الشعوب دي مع الكائنات إللي كانت بتستخدم “حزام الصمت” للمرور من الفضاء للأرض.

ماذا لو اتسع حزام الصمت وشمل العالم كُله؟

بس التفسير العلمي إللي قدمه العُلماء والباحثين وإللي مش مُثبت بشكل مُطلق، العُلماء قالوا إن المنطقة فيها “شذوذ” عن الطبيعة بسبب إن المنطقة عبارة عن طبقة ساخنة للنشاط النيزكي، وبسبب كده زادت بعض الخصائص المغناطيسية غير العادية للمعادن الموجودة على أرضها. بس الفكرة الخصائص دي مُكتسبة ولا كانت موجودة بالأصل في المكان ده إللي محدش قادر يوصله؟!

البعض قال أنه مُكتسب نظرًا للقصف “النيزكي” إللي بتتعرض له المنطقة الشاذة، حيثُ إن المنطقة بحجمها الكهرومغناطيسي الضخم ده كانت قادرة على استقطاب المعادن وجذبها ليها بشكل كبير جدًا عبر آلاف السنين وقبل وجود الإنسان على الأرض، على الرغم من إن الكلام ده يبدو علميًا جدًا، إلا أنه مش مُثبت نهائي.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ولحد النهاردة لا يزال الإنسان عاجز عن كشف الحقيقة وراء “حزام الصمت” ده بشكل نهائي، وكُل إللي موجود شوية تكهُنات. التكهُنات دي كانت سبب في إثارة البلبلة أكتر وأكتر عن المكان الغامض ده.

ودايمًا متنساش إن أكثر مخاوف الإنسان منطقية هي الخوف من المجهول. سنة 2017 تم إنتاج فيلم سينمائي اسمه “Aliens: Zone Of Silence” عن المنطقة دي. ويبقى السؤال ماذا لو اتسع حزام الصمت وشمل العالم كُله؟

هشششش..

اقرأ أيضاً:

قصة مُثيرة للغثيان والرُعب النفسي

 البحث عن الحياة على شفا الموت

لغز الكائنات الفضائية

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

*****************

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

أ. مصطفى محمود حسن

باحث وكاتب روائي

مقالات ذات صلة