قصة مُثيرة للغثيان والرُعب النفسي
هي قصة عائلة واتس أو Watts Family. “الحقيقة غالبًا ما تكون صمّاء مُملة منزوع عنها اللمعة، لذا لا تلقى رواجًا”، مواقع التواصل Social Media خداعة والحقيقة فيها صُغيرة مش كتير، والتمثيل فيها أكتر، الصور إللي هتشوفها دي، هي صور منشورة عبر حساب الإنستاجرام والفيسبوك لسيدة اسمها شانون واتس Shannon Watts، وهي عبارة عن صور عائلية عليها الSpark أو اللمعة إللي بتخلّي بنت مُراهقة أو في مرحلة الشباب بتقول: “هيييح، نفسي في أسرة سعيدة زيّ دي”.
آلاف المُتابعين، مئات الإعجابات، عشرات التنهيدات، والصور دي كانت بتلقى رواج شديد لتمثيلها صورة العائلة السعيدة، العوض الخير، وزيّ ما أنتَ عايز تقول قول.
بس تعالى نشيل الSpark دي واحدة واحدة كده ونشوف..
في يوم من الأيام وتحديدًا في شهر أغسطس 2018 تكتشف شانون Shannon خيانة زوجها كريس Chris ليها في صدمة مكنتش مستوعباها عشان تبدأ الصدام معاه، وتُفاجأ أنه مُصِر على حبيبته الجديدة وإللي هي تبقى زميلته في الشُغل، وإنه معاها بقاله فترة، ومش هيقدر يتخلى عنها. تحس شانون إن كُل حاجة بتتهد قُدام حياتها فبتُدخل في نوبة صدمة وتتخانق مع زوجها، بس هي مكنتش عارفة إللي هيحصل بعد كده.
كريس زوجها بيفقد أعصابه، وبيقوم خانقها بالملاية، لحد ما تموت وفي بطنها طفل صُغير عُمره 3 شهـور! وبعدين بياخد جُثتها ويُحطها في شنطة عربيته، ويروح على بناته الاتنين بيلا “Bella” أربع سنين، وسيليست “Celeste” تلات سنين وبيصحيهم من النوم وبيقولهم إنه نازل يفسحهم، فبياخدهم في العربية، وبيمشي بيهم، طول السكة كانوا بيسألوا عن مامتهم مكنش بيجاوب.
كريس بيوصف نفسه وقتها أنه كان مُغيّب وحاسس بمشاعر مُختلفة من “غضب – خوف – سخط – ندم شديد” وكان مش عارف يتكلم ومتوتر، وأفكاره بدأت ترتبك، فحسّ أنه لازم يروح مكان محدش يشوفه أو يتكلم معاه فيه، وبالفعل راح على مكان شُغله إللي كان طبعًا وقتها مقفول، وعلى المخزن دخل وقال لبناته يستنوه هناك.
وراح على عربيته واستعد نفسيًا للي هيحصل، وفي حالة انهيار تام دخل على البنتين وخنقهم واحدة ورا التانية، كُل خطوة بتجُر التانية، وبعد موت الطفلتين حط كُل واحدة في برميل وغطاها وقعد يبكي. وبعدين راح على مراته وحفر جنب المخزن حُفرة ودفنها فيها، وخد عربيته ورجع على البيت.
وبعد كام يوم..
واحدة من صاحبات شانون بتزور كريس في البيت، فبتلاقيه في حالة مُزرية، وبتفهم منه إن شانون سابت البيت وهربت مع الأولاد، وإنه حاسس أنها بتخونه، فضل يبكي، فبتبلغ البنت قسم الشُرطة عن اختفاء شانون والبنتين.
العيلة كانت مشهورة أون لاين وفي المدينة إللي هُما فيها، وكريس في أول التحقيقات قال أنه مكنش عايز يبلغ عن مراته الشُرطة عشان سُمعتها، ولكن مع الوقت واستمرار التحقيقات، المُحققين شكوا إن في حاجة مش مظبوطة.
تليفون ومفاتيح وكل مُتعلقات شانون موجودين في البيت، والبيت في حالة يُرثى لها، وكريس كمان نفسيته مش مظبوطة، فأصدروا قرار بأنه يتعرض على جهاز كشف الكذب، وفعلا فشل قُصاده عشان يعترف بقتله لشانون، بس قال إن شانون قتلت البنتين، وإنه قتلها لما عرف انتقامًا للبنتين.
بس بجمع الأدلة تم اتهام كريس بالقتل العمد لزوجته وبناته فعلا، عشان يصدر عليه حُكم بالحبس مدى الحياة مع عدم إمكانية إطلاق سراحه نهائيًا. الفترة دي بيتم تصوير فيلم هوليوودي عن الحادثة دي والناس مستنياه.
طيب..
المُشكلة إن أي بني آدم في الدُنيا دي لُه قصة ينفع تتروي وقصة مينفعش تتحكي، وفي قصص لا تستحق عناء الحكي. كريس هنا قصته بقت تتحكي عشان نستدل بيها عن مدى الاختلال النفسي إللي مُمكن يحصل، شخص مشهور على السوشيال ميديا بأن حياته الأسرية سعيدة، وهو في الحقيقة بيخون مراته، وفي الأخير قتلها هي وبناته تجسيدًا لحجم الخلاف.
الصورة في الحياة الرقمية أحيانًا ما بتكون عليها Spark كده، بتخدع وفي ناس بتستغل الخدعة دي وتسوق بشرية وراها وتخلق لهم أحلام وهمية، حاجات مش حقيقية، والناس بتشوف إمكانية ليها فبتروح لآخر نُقطة وقف عندها الآخرين، مش للأول فبيحصل خلل. غير كده محدش عارف ورا الكاميرا في إيه. السوشيال ميديا أحيانًا ما تحول حياة البعض لفيلم مُصوّر أمام الكاميرات والعيشة بقت تمثيل.
المُهم إن كريس لحد النهاردة معلّق صور بناته وزوجته في الزنزانة إللي هيقضي فيها بقية عُمره بيندم وبيعيط على إللي عمله.
اقرأ أيضاً:
أكثر التجارُب العلمية رُعبًا في التاريخ
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
*****************
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا
