مقالات

أزمة الأعلاف .. التشخيص والحلول

مثل أي أزمة، بدأت بمقدمات كان يمكن رصدها ومواجهتها ومن ثم تجنب حدوثها من الأساس، لا سيما في قطاع الدواجن ذلك القطاع الحيوي الذي حققت فيه مصر اكتفاء ذاتيًا، وصناعة هي مصدر رزق لملايين، وتمثل أحد البدائل الرخيصة للبروتين مقارنة باللحوم الحمراء، إذ تسهم بنحو 75% من البروتين الحيواني في مصر، وفقًا لـثروت الزيني نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن، فما هو خط سير الأزمة حتى الآن؟ وهل من سبيل للخروج منها؟

أصل المشكلة

تعاني صناعة الدواجن في مصر –رغم الإنتاج الكبير والفائض– من عيب جوهري، هو اعتمادها على الأعلاف والأدوية المستوردة من الخارج. هذا يعني أن أية مشكلة في الدول المصدرة أو في توفر العملة الصعبة توجه ضربة موجعة لهذه الصناعة، فتحد من نموها أو تقضي عليها بالكامل، وحاليًا فإن 25 ألف مزرعة توقفت فعلًا عن الإنتاج بسبب نفاد الأعلاف.

الأسباب

  1. عدم كفاية الأعلاف المنتجة محليًا.
  2. قرار البنك المركزي بوجوب دفع ثمن شحنات الأعلاف كاملًا، بدلًا من نظام الاعتمادات المستندية القديم.
  3. نقص الدولار.
  4. الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وهما أكبر دولتين في العالم إنتاجًا للحبوب.

الآثار المترتبة على المشكلة

cljzYAkOxy 17 - أزمة الأعلاف .. التشخيص والحلول

  • انخفاض الطلب على البيض والدجاج نتيجة ارتفاع السعر، وبالتالي حدوث خسائر فادحة للمنتجين.
  • خروج عديد من صغار المنتجين من السوق لعدم قدرتهم على توفير العملة الصعبة لشراء الأعلاف.
  • زيادة البطالة.
  • صعوبة عودة هذه الصناعة إلى سابق عهدها حتى بعد مرور الأزمة، بسبب إعدام الأمهات وتحول كثير من المنتجين إلى أنشطة أخرى.
  • تأثر مبيعات الصناعات المغذية (مثل السقايات والمعالف وإضاءة العنابر وغيرها) سلبًا.
  • نشوء سوق سوداء لمكونات الأعلاف من ذرة وفول صويا، بما يساهم في تفاقم الأزمة.

الحلول المقترحة

  1. الحل العاجل –لكنه مؤقت– الإفراج عن شحنات الأعلاف المحتجزة في المواني، وهو ما تم تنفيذه بالفعل، وكذلك استثناء جميع المواد الخام ومستلزمات الإنتاج من القيود البنكية للقرار السابق.
  2. الزراعة التعاقدية لزراعة محاصيل الذرة وفول الصويا.
  3. دعم صغار المنتجين ممن تخارجوا من السوق لمساعدتهم على الإنتاج مرة أخرى.
  4. إنشاء مخزون استراتيجي للأعلاف، يتجدد سنويًا.
  5. التوجه إلى مصادر الأعلاف غير التقليدية، مثل الأزولا والشعير المستنبت، وهي سريعة النمو ولا تحتاج كميات مياه كبيرة، كما يمكن زراعتها دون تربة.

مع المضي قدمًا في تنفيذ بعض من الحلول السابقة، إلا أنه حتى يظهر تأثير ذلك فلا بد من مرور بعض الوقت، لإجراء التعاقدات مع المزارعين وفترة نمو المحاصيل وتعويض القطعان التي أعدمت، ومن ثم فالأزمة مستمرة حتى الآن –وصل سعر البيضة الواحدة وقت كتابة المقال إلى 3 جنيهات وسعر 1 كجم دجاج أبيض 43 جنيهًا– لكن ورغم ذلك، فعسى أن تكون هذه الأزمة سببًا في إعادة بناء هذه الصناعة على أسس علمية واقتصادية سليمة.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

المصادر

موقع مصراوي

الجزيرة نت

مقالات ذات صلة:

لماذا الآن – عن أسعار الدواجن والبيض

اضغط على الاعلان لو أعجبك

عندما يتدخل الإنسان

على خط النار لا يحترق الدب الروسي

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

*********

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

اضغط على الاعلان لو أعجبك

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

محمد طنطاوي

مدرس كيمياء الأراضي كلية الزراعة جامعة الأزهر أسيوط

 

مقالات ذات صلة