مقالات

لماذا الآن – عن أسعار الدواجن والبيض

لا يخفى على الجميع مؤخرًا حدوث مشكلة الارتفاع الكبير في أسعار لحوم الدجاج وبيض المائدة في فترة هامة تتمثل في بداية العام الدراسي، واقتراب موسم السياحة الشتوية، مما أضاف عبئًا جديدًا على ميزانية المواطن (الضعيفة بالأساس)، في السطور القادمة تحليل لأسباب هذا الأمر.

البداية ..

رغم وصول مصر للاكتفاء الذاتي من البيض ونسبة 97% من الدواجن، إلا أنه –وفقًا لنقيب الفلاحين حسين أبو صدام– فإن ارتفاع الأسعار يرجع لارتفاع أسعار المنتجات الغذائية على المستوى العالمي، بالإضافة لارتفاع أسعار الأعلاف، وتحويل كثير من مزارع الدجاج البياض إلى دجاج تسمين نتيجة خسائر أصحاب هذه المزارع بسبب انخفاض أسعار البيض العام الماضي.

وهنا نتساءل هل من الممكن أن تعود الأسعار لما كانت عليه؟ بالنظر إلى وجود الأسباب المؤدية لذلك فمن المحتمل أن يظل السعر مرتفعا خاصة مع ارتفاع أسعار البدائل من لحوم حمراء وأسماك.

أزمة ليست جديدة ..

من المتعارف عليه أن زيادة الطلب على سلعة ما يؤدي إلى زيادة سعرها، ونظرًا لوجود مؤشرات –كما أوضح نقيب الفلاحين– تنذر بحدوث مشكلة ارتفاع سعر البيض فقد كان من الممكن تلافي حدوثها، فدائمًا الوقاية خير من العلاج.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

أسوأ الحلول ..

يعتبر اللجوء للحل السريع وهو الاستيراد مجرد ترحيل للمشكلة وليس حلها، إذ قد يؤدي الاستيراد لانهيار صناعة الدواجن المحلية بعد أن اقتربنا من تحقيق الاكتفاء الذاتي، مع ما في هذه الخطوة من أضرار التعرض لتقلبات الأسعار العالمية، كما هو الحال في سلع أخرى مثل الزيوت واللحوم الحمراء والمزيد من استنزاف العملة الصعبة.

الحلول المقترحة ..

  • تشجيع أصحاب المزارع على إنتاج الأعلاف داخليًا، بمعنى أن تنتج المزرعة احتياجاتها من الأعلاف –أو نسبة منها– بنفسها من خلال الزراعة الرأسية للشعير المستنبت الذي لا يحتاج إلى مساحات أو تكاليف عالية.
  • التوسع في التربية المنزلية للدجاج مع توفير خدمات الدعم البيطري وصرف ولو كمية صغيرة من الأعلاف لكل مربٍ تشجيعًا له نظرًا لأن الدجاج يتغذى في هذه الحالة على بقايا طعام الأسرة.
  • إنشاء مصانع أعلاف صغيرة ومتوسطة في مناطق مزارع الدواجن.
  • الاستفادة من بقايا المحاصيل التي تحرق ومخلفات مصانع الشيبسي والعصائر في صناعة الأعلاف.
  • الحفاظ على السعر العادل الذي يلائم دخل الشريحة العظمى من المستهلكين ويوفر هامش ربح ملائم للمنتجين، من خلال زيادة التصدير في حالة زيادة الإنتاج عن الطلب، أو تحفيز منتجين جدد للدخول في السوق عند زيادة الطلب بهدف الحفاظ على حالة التوازن دائمًا.
  • خفض سعر السلع البديلة لتخفيف حدة الطلب على البيض.
  • من الممكن كحل سريع شراء البيض البلدي من مربي الدواجن في المنازل وطرحه في منافذ بيع متنقلة.
  • تحويل مزارع الدواجن لاستخدام الطاقة المتجددة مثل الرياح والبيوجاز مع تسديد أقساطها على دفعات مرتبطة بالدورة الإنتاجية.

المصادر:

  • موقع المصري اليوم
  • جريدة أخبار المال

اقرأ أيضاً:

اقتصاد الدماء

علم إدارة الأزمات.. إنفلونزا الطيور

منهج الاقتصاد في التفكير

اضغط على الاعلان لو أعجبك

محمد طنطاوي

مدرس كيمياء الأراضي كلية الزراعة جامعة الأزهر أسيوط

 

مقالات ذات صلة