أسرة وطفل - مقالاتمقالات

اجعلوا كل تلميذ يدافع عن حُلُمِه

الأحلام لا تموت، يقول أحد المعلمين: انتقلت للعمل في مدرسة ابتدائية، كلفني المدير تدريس الصف الثالث وقال لي: “سوف أصارحك القول، لدينا في المدرسة ثلاثة فصول في الصف الثالث، قررت المدرسة أن تجعل فصلين يضمان أحسن التلاميذ، والصف الثالث الذي هو فصلك أنت كل تلاميذه ميئوس منهم، فإن استطعت أن تنتشل منهم ثلاثة أو أربعة فلك كل التقدير، وإن لم تستطع فلا لوم عليك، لأن أولياء أمورهم يعرفون ضعف مستواهم”.

يقول المعلم: دخلت إلى الفصل وسألت كل طالب: “ماذا تحب أن تصبح عندما تكبر؟”، قال بعضهم ضابط، وبعضهم قال طبيب، والآخر قال مهندس.

ابتهجت في نفسي كثيرًا وقلت: “الحمد لله أن أحلامهم لم تمت بعد”.

في اليوم الثاني أعدت توزيع جلوس الطلاب بحسب أحلامهم بحيث يكون الضباط بجانب بعضهم، والأطباء بجانب بعضهم، وكذلك الحال بالنسبة إلى المهندسين وهكذا، وكتبت لكل واحد منهم لقبه على كتابه.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

الضابط: محمد، الدكتور: عبدالله، المهندس: خالد.

بدأت أمارس مهنتي التربوية قبل التعليمية مع هؤلاء الطلاب، وفي ذهني أنهم كغيرهم من التلاميذ ليسوا ضعفاء كما يوصفون، بالطبع وجدت منهم من يخطىء، ومن يتكاسل، ومن لا يكتب الواجب، إلخ.

فن العقاب

هنا جاء دور العقاب.

كان عقابي لهم مختلفًا تمامًا، فأنا لا أضربهم، كنت فقط أسحب اللقب من المقصر، وبناء عليه أسحب منه حُلُمه وأجلسه في مكان خاص بالفصل أسميناه “الشارع”، مما كان يزعجهم ويجعلهم يضاعفون جهودهم للرجوع إلى مكانهم ولقبهم المفضل لهم.

بهذا الشكل ارتفع مستوى الطلاب في الصف ،وأخذوا يؤدون الواجبات المنزلية أولًا بأول، ويدرسون باجتهادٍ كبير وتنافس شريف، وكنت أشجعهم أحيانًا بهدايا تخص كل طالب في مجال حُلُمِه.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

مع انتهاء الفصل الدراسي الأول أحب كل تلاميذي الدراسة والمدرسة والمعلم، وصرت نادرًا ما أُجلس أحدهم في “الشارع”.

بنهاية العام والحمد لله تفوق فصلي على الفصلين الآخرين، وبفارق كبير.

حلم الطالب هو طريق النجاح

shutterstock 181248998 RESIZED e1509655235442 1024x584 - اجعلوا كل تلميذ يدافع عن حُلُمِه

سألني المدير وباقي الزملاء المعلمين: “بالله عليك أخبرنا عن طرق التدريس التي غيَّرت بها هؤلاء التلاميذ ورفعت مستواهم بشكل خيالي؟”.

أجبتهم: “جعلتُ كل تلميذٍ يدافعُ عن حُلُمِه”.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

أيها المربون الفضلاء، اصدقوا مع الله واجعلوا كل تلميذ يدافع عن حُلُمِه.

مقالات ذات صلة:

المعلم البداية

رؤى إبداعية في فلسفة التعليم

مرثية معلم

اضغط على الاعلان لو أعجبك

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

_________________________________

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

د. عمرو أبو الحسن المنشد

مدرس أمراض الصدر كلية الطب – جامعة أسوان

مقالات ذات صلة