مقالاترياضة - مقالات

الأهلي والدحيل .. رهان موسيماني وصحوة القطريين

عزيزي القارئ أنت الآن مع موعد جديد لقراءة سطور عن فريق القارة السمراء في محفل عالمي جديد، ومغامرة جديدة لبطل القارة ومحطم أرقامها القياسية، وهذه المرة في العاصمة الدوحة، حيث تواجد المئات من أبناء الجالية المصرية لمشاهدة أولى خطوات الأهلي المصري أمام فريق الدحيل ممثل الكرة القطرية في مونديال الأندية. فهل أنت مستعد لكشف خبايا وتفاصيل المباراة؟ وكيف لعب موسيماني ولموشي مباراة تكتيكة تبادل كل منهما السيطرة خلال 95 دقيقة؟

تشكيلة الفريقين

في البداية وكما تعودنا أن نبدأ بالتعريف بتشكيلة الفريقين وسنبدأها بصاحب الملعب والضيافة فريق الدحيل تحت قيادة صبري لموشي، الذي اختار طريقة لعب 4-1-4-1، زكريا في حراسة المرمى وخط الظهر المكون من 4 لاعبين من اليمين إلى اليسار محمد موسى علي وقلب دفاع مهدي بن عطية، وأحمد ياسر المحمدي وأخيرا سلطان الـبريك، أمامهم الراوي ثم رباعي أخر مكون من تريندادي وكريمي وبوضياف وإدميلسون، ثم مهاجم وحيد أولونجا.

أما عن الأهلي وتحت قيادة الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني، والذي ذكرنا في مقالاتنا السابقة طريقة لعبه، وليس هناك ضرر من ذكرها مرة أخرى اختار أن يلعب بطريقة 4-2-3-1، في حراسة المرمى محمد الشناوي ورباعي خط الظهر مكون من محمد هاني والسلطان بدر بانون وأيمن أشرف وعلي معلول، ثم ثنائي ارتكاز حمدي فتحي وعمرو السولية، وثلاثي بمهام هجومية مكون من الشحات الذي جاء إشراكه مفاجأة للبعض، وأفشة وطاهر محمد طاهر أمامهما بواليا مهاجم وحيد صاحب حظ سيئ حتى لو اختلفت الفرق أو البطولات.

الشوط الأول

الشوط الأول كان هو الأفضل لفريق الأهلي من حيث السيطرة والأداء وفرض أسلوب اللعب والتنوع في الهجمات من مفاتيح الأهلي الضاربة، قابله دفاع قوي من فريق الدحيل والذي تراجع أمام الشياطين الحمر بشكل كبير مع قلة خبرة واضحة، ساهمت في مزيد من المعاناة لفريق الدحيل.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

الأهلي في نسخة موسيماني التكتيكية كان يظهر في البداية بشكل باهت وأفضل بكثير في الشوط الثاني، ولكن حدث العكس في ليلة الدحيل، إذ منح حرية الحركة للثنائي طاهر محمد طاهر وحسين الشحات وحرية تبديل المراكز، حتى إن كنت شاهدت عزيزي القارئ المباراة بصوت المعلق حفيظ دراجي ستجده اختلطت عليه أسماء الثنائي من كثرة تبديل المراكز.

بدأ الشحات يمينا ولكن بعد 10 دقائق ضغط من الناحية اليسرى على مهدي بن عطية وكاد أن يسجل أول الأهداف لولا براعة زكريا في الذود عن مرماه ولكن لم تدم نظافة الشباك طويلا، راهن موسيماني على الشحات رغم ابتعاد الأخير عن مستواه الحقيقي، وحتى بعد أن تردد في وسائل الإعلام عن عدم قدرة لاعب الأهلي في اللحاق بالمباراة أو اللعب أساسيا.

الضغط الثنائي على حامل الكرة من الخطوط الأولى منح الأهلي الأفضلية على منافسه الذي لم يستطع أي من لاعبيه في الخط الخلفي الخروج بالكرة من هذا الضغط، حتى أن نجح والتر بواليا مهاجم الأهلي في الضغط على كريمي وكان الشحات لها بتسديدة قوية سكنت يمين الحارس زكريا.

تألُق بدر بانون وأيمن أشرف في الخط الخلفي حرم أولونجا مهاجم الدحيل من تشكيل خطورة تنتج عنها أية أهداف، ارتكاز أشرف بشكل قوي ورزانة بانون منحوا الأمان للحارس محمد الشناوي حتى نهاية الشوط الأول، والذي شهد هدفا من انطلاقة والتر بواليا لاعب الأهلي سجله من بين أقدام زكريا، ولكن “الفار” كان له رأي آخر بعد أن احتسب الهدف تسللا “بالمسطرة”.

الشوط الثاني

الدحيل في الشوط الثاني ارتدى ثوبا آخر “مجازيا”، وظهر في نسخة أقوى بعد أن أجرى لموشي عدة تغييرات في الخط الأمامي، ولم لا؟ لا يوجد شيء يخسره لأنه خاسر بالفعل، فالدفع بعدد من اللاعبين ينشطون الناحية الهجومية إن لم يفز بالمباراة فسيقال أنه قدم عرضا طيبا أمام بطل إفريقيا صاحب المشاركة السادسة في مونديال الأندية.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

الدقيقية 60 شهدت صحوة دودو المحترف لدى الدحيل وتسديدة قوية جاءت بعد أن ترك له ثنائي الوسط الدفاعي فتحي وديانج ثغرة، تصدى لها بدر بانون، الخطورة في الكرة الثانية التي فشل أيضا دفاع الأهلي _الذي أشدنا به في البداية_ في الاستحواذ عليها ليسددها مونتاري مهاجم الفريق القطري وتمر من بين يدي محمد الشناوي وتتحول إلى ضربة ركنية.

الثغرة التي لعب عليها لموشي على خط دفاع الأهلي تمثلت في محمد هاني، لحظة واحدة عزيزي القارئ.. هل تتذكر باتشيكو مدرب الزمالك وكيف أرهق الأهلي باللعب على محمد هاني؟ هكذا استغل لموشي سرعات جناحه البرازيلي أدميلسون للعب على هاني في أكثر من كرة، وكادت أن تنجح إحدى كراته العرضية في تسجيل التعادل في شباك الأهلي، حتى نزول أكرم توفيق لإنقاذ محمد هاني ودعم خط وسط الملعب.

ظهر الأهلي بمظهر ضعيف أمام الدحيل في دقائق الشوط الثاني، حتى بعد إشراك ثنائي هجومي غير متفاهم بالمرة مروان وصلاح محسن اللذين لم يظهرا بالشكل المطلوب خلال الدقائق التي شاركا بها، عكس كل تبديلات لموشي التي شكلت خطورة واضحة على الشناوي وسيطرة على منطقة وسط الملعب وضغط لاعبي الأهلي في نصف ملعبهم إلا قليلا.

بعض من الأرقام لتوضيح سير المبارة

وعلى الرغم من خسارة الدحيل أمام الأهلي وفوز ممثل مصر وإفريقيا على ممثل قطر، أظهر اللاعبون الروح الرياضية والإخاء فيما بينهما دون تعصب، هرعوا في استبدال قمصان الأندية للذكري الخالدة، بعيدا عن أي عصبيات أو أحداث خارج الإطار الأخضر قد تتسبب في تعكير صفو ليلة مونديالية على أرض قطرية عربية.

لن أطيل عليك عزيزي القارئ فأعلم مدى تلهفك لقراء بعض الأرقام التي ستوضح لك سير المباراة وقوة المنافس أمام فريقك، الفوز كان حليف الأهلي والاستحواذ أيضا بنسبة 62% أمام الدحيل صاحبه نسبة 38%، وهذا عائد لـ 604 تمريرة للشياطين الحمر مقابل 366 لفريق الدحيل.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

التسديدات كانت من نصيب الدحيل 16 تسديدة منها 6 بين القائمين والعارضة أما الأهلي فسدد 7 تسديدات منها واحدة فقط كرة الهدف بين القائمين والعارضة.

19 كرة عرضية من جانب فريق الدحيل وهذا ما يفسر خطورة الأجنحة لدى الفريق القطري وقدرتها على الهجوم وتراجع فريق الأهلي مقابل 9 عرضيات فقط، وفقا للأرقام عزيزي القارئ الشناوي حارس الأهلي تصدى لـ 6 كرات خطيرة، مقابل 3 لزكريا حارس مرمى الدحيل.

في النهاية إذا كنت رياضيا تعلي روح الإخاء فالأهلي فريق مصري يحتاج دعم الجماهير بكافة الألوان، وإن كنت ممن يفضلون تشجيع فريقهم فقط، فلا تكن الشخص صاحب أسلوب “الشماتة” أو حتى الاستهزاء، شاهد كرة القدم استمتع برؤيتها، حتى نهاية الصافرة، وكن داعما لألوان فريقك.

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

اقرأ أيضاً:

تحليل الأهلي والمقاولين العرب

تحليل أسوان والزمالك

اضغط على الاعلان لو أعجبك

كيف حصد الشياطين الكأس

محمد الجزار

ناقد رياضي

مقالات ذات صلة