أيهما تختار؟
إذا كان عليك الاختيار بين أن تعيش وحيدًا أو فقيرًا، لكن يحترمك الناس وتحترم نفسك وينظر إليك الناس أنك قوي وربما مخيف ولك هيبة، وأن تعيش وسط أناس كثيرين لكن ينظرون إليك بنظرة الشفقة، أو نظرة العطف، أو نظرة الشخص البسيط المسلي، الشخص الطيب الغلبان اللي دمه خفيف!
أيهما تختار؟
دور الإعلام في تشكيل الوعي
أعتقد أن المحترم الذي لديه كرامة سيختار الاختيار الأول، أعيش ورأسي مرفوعة، أو أموت ومعي كرامتي.
لكن الإعلام المصري له وجهة نظر أخرى! دائمًا يسوق في الإعلام لصورة المصري الطيب الغلبان أبو دم خفيف، الذي يرضى بأي شيء، كائن يستحق الشفقة، وليس الاحترام!
و هذا ما يُزرَع في وجدان المصريين: غلبان عايز يعيش ويأكل عيش ومستعد يتنازل عن أي شيء، أقصى أمله أن يرضى الغرباء عنه، ويخدم ويتذلل للسياح.
الراجل الطيب حمال الأسية، الراجل البركة أبو ضحكة جنان، وأسنان صفراء متآكلة من الفقر ونقص الرعاية الصحية، ووجه يحمل تجاعيد الزمن والفقر، ونظرة تائهة فارغة كأنه لا يعرف أي شيء ليقول أي شيء، مفعول به وليس فاعلًا، يستحمل قسوة الزمان وقسوة البشر، أصله راجل طيب!
ياي! دا لطيف وطيب وبسيط أوي أوي ومخه على قده! يستاهل منك شوية بقشيش أو تبرعات أو صدقات!
تحويل الشعوب إلى عبيد لا يحدث فقط بالسلاح والخوف، لكن أيضًا بالتعليم والإعلام.
اقرأ أيضاً: لماذا يكذب الإعلام
من هو الإنسان المحترم؟
أن يحترمك ويخافك الناس خير ألف مرة من أن يشعروا نحوك بالشفقة، يا أبو قلب طيب، طيب أوي أوي لدرجة الهبل!
الفقر لا يعني التذلل والتنازل عن الرأس المرفوعة والكرامة، وليس مبررًا للتنازل، ولا يعني عبيط لا يفهم وجاهل ليس له رأي! ولا يعرف في الحياة غير الضحكة البلهاء والتصفيق للكرة والرقص!
الرجل الحكيم ذو الهيبة وكلمة مسموعة وثقة بالنفس ليس بالضرورة يكون غنيًا! الاحترام والتقدير أهم من الحب والتعاطف.
أنا مش عايز مصري طيب، أنا عايز مصري قوي!
أنا مش محتاج عربي طيب، أنا محتاج عربي قوي!
أنا مش منتظر مسلم عسول كيوت طيب غلبان، أنا منتظر مسلم قوي قادر له هيبة وقيمة!
مقالات ذات صلة:
الشخصية النرجسية، أعراضها، أسبابها، وخطورتها
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا
