مقالات

ثقافة لوم الضحية

الاقتصاد الإسرائيلي ينكمش بنسبة 20% وفق آخر التقارير، نسبة الإنفاق تراجعت بنحو 30%، الشركات تفقد العمالة في إسرائيل.

الدول لا تنهزم بعدد القتلى، لكن تنهزم بالخسارة الاقتصادية وعدم قدرة الاقتصاد على مواصلة الحرب.

في حرب أمريكا في فيتنام، انهزمت أمريكا أمام الغلابة بتوع المقاومة الفيتنامية، لأن تكلفة الحرب أصبحت أعلى من قدرة تحمل الخزينة الأمريكية!

رغم أن أمريكا قتلت مئات الآلاف من الفيتناميين، لكن انتهت الحرب بهزيمة أمريكا، واليوم فيتنام تعد من النمور الآسيوية الصاعدة، ومركزًا للصناعة والتطور.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

في أثناء المقاومة الفيتنامية، كان عملاء الاحتلال الأمريكي يقومون بعمل دعاية تصطنع التعاطف مع الشعب الفيتنامي، وتلوم المقاومة الفيتنامية على الضحايا الذين يقتلهم الاحتلال الأمريكي!

تمامًا كما يحدث اليوم، ثقافة لوم الضحية! أن تلوم مقاومة الظلم والاحتلال، وتصطنع أن هذا بنية الخوف على حياة الضحايا! تقول لهم وتنصحهم بقبول الاستغلال والظلم والعنصرية والإذلال والموت في صمت! وتتهم المقاومة الفلسطينية بأنها السبب في الضوضاء لأنها تقاوم ولم تستسلم، ولم تنبطح وتقبل الذل والموت في صمت!

تمامًا مثل ثقافة لوم الضحايا في كل المجتمعات المقهورة المتخلفة، مثل الفتاة التي تتعرض للتحرش، فيقوم المجتمع المقهور بلوم الفتاة الضحية بدلًا من لوم الجاني المغتصب!

لكن المقاومة الفلسطينية سوف تنتصر، لأنها تعرف جيدًا معنى قول الله تبارك وتعالى في سورة النساء: “وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ  إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ  وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ  وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (104)” صدق الله العظيم.

أو كما في سورة الأحزاب، يصف من ينشرون أفكار الاستسلام والنقد المستمر بدلًا من المساعدة: المعوقين: “قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا ۖ  وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا (18) أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ ۖ  فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَىٰ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ ۖ  فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ ۚ  أُولَٰئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ ۚ  وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (19)” صدق الله العظيم.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

مقالات ذات صلة:

القدس في العمق

أباطيل الصهاينة

إسرائيل تخسر واقتصادها ينهار

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

_________________________________

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

أ. د. خالد عماره

الاستاذ الدكتور خالد عماره طبيب جراحة العظام واستاذ جراحة العظام بكلية الطب جامعة عين شمس

مقالات ذات صلة