ما السر المخيف الذي تخبئه (OpenAI)؟!

ذكاء اصطناعي خارق جديد قد يشكل خطرًا وجوديًا على البشرية!

من أسابيع فاتت، حصل حدث هز مجال شركات التكنولوجيا والبيزنس في العالم كله، فجأة ودون أي مقدمات، شركة (OpenAI) المطورة لروبوت الذكاء الاصطناعي التوليدي (ChatGPT)، أعلنوا إنهم طردوا بالفعل سام ألتمان، مؤسس الشركة ورئيس مجلس إدارتها!

الحدث دا خد المجتمع العلمي ومجتمع الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي كله على غفلة، ومحدش كان متوقعه أبدًا، خصوصًا إن اسم الذكاء الاصطناعي في عصرنا الحالي ارتبط بشكل كامل تقريبًا باسم سام ألتمان و(OpenAI)، ومحدش كان متخيل أبدًا إن حاجة زي دي ممكن تحصل مع الشخص اللي دخل عالمنا في عصر جديد حرفيًا من التطور التكنولوجي.

بس بعد كام يوم، وبعد مناوشات كتير وتدخل من شركات كبيرة زي مايكروسوفت، ومستثمرين تقال وليهم اسمهم، سام ألتمان رجع تاني لمجلس إدارة الشركة، وحصلت تغييرات داخلية كبيرة لا مجال لذكرها لإن دا مش موضوعنا، الموضوع الرئيسي بقى والمخيف اللي إحنا على وشك إننا نتكلم فيه، إن وفق تقارير صحفية طلعت من مصادر مطلعة على القصة دي، من داخل أروقة الشركة، فالخبراء والعلماء اللي جواها كانوا قدروا بالفعل يوصلوا لابتكارات مذهلة ممكن تغير شكل العالم كله.

تخيل إنهم حطوا أول الخطوات الأساسية اللي ممكن توصلهم لتصميم أول ذكاء اصطناعي خارق أو (Super Intelligence)، قادر على حل المشاكل وإجابة أسئلة متعلمهاش أصلًا!

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ذكاء اصطناعي متقدم ومخيف، بيستعمل المنطق في إجاباته وتفكيره، بالظبط زي البشر!

يا ترى إيه بقى مدى خطورة ابتكار زي دا على المجتمع البشري؟ وهل ممكن فعلًا يكون خط أحمر ويؤدي في المستقبل لتهديد وجودي حقيقي للبشر؟ وإيه سبب طرد سام ألتمان من الشركة مباشرة بعد التسريبات اللي بتأكد الوصول للابتكار دا؟

هات كوباية الشاي الحلوة والنعناع في إيدك، وتعالى معايا النهاردا آخدك في رحلة جوه الأروقة المظلمة لـ(OpenAI)، عشان نعرف مع بعض أسرار الذكاء الاصطناعي الجديد، وتأثيره المخيف على مستقبل العالم.

يلا بينا!

بص يا سيدي، الموضوع كله بدأ يوم الجمعة 17 نوفمبر اللي فات، لما شركة (OpenAI) الشهيرة صاحبة تطبيق (ChatGPT) الخاص بالذكاء الاصطناعي التوليدي، طلعت بيان إن رئيس مجلس إدارة الشركة ومؤسسها سام ألتمان (Sam Altman) هيترك منصبه ويغادر الشركة.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

قالوا إن هتمسك مكانه مؤقتًا واحدة اسمها ميرا موراتي (Mira Murati)، اللي هي المفروض الرئيسة التكنولوجية للشركة أو الـ(CTO) زي ما بيسموها، وواحدة من ضمن القادة اللي بيشرفوا على قسم الأبحاث والتطوير في الشركة.

طب ليه بقى حصل الإعلان دا فجأة؟ وإزاي ممكن حد مأسس شركة ورئيس مجلس إدارتها، يتطرد فجأة من الشركة دون مقدمات؟!

حسب كلام مجلس الإدارة في الشركة يا صديقي، فهما بيقولوا إنهم طردوا “سام ألتمان” لإنه “مكانش صريح معاهم في أكتر من مرة، وخبى عليهم معلومات حساسة، مما أثر على قدرتهم على اتخاذ القرار بشفافية ووضوح، وسببلهم مشاكل ثقة معاه”، وعشان كدا قرروا إنهم يمشوه ويمسكوا حد تاني مكانه، عشان يبقوا واثقين فيه وعارفين إنه مش هيخبي عليهم حاجة.

طب هو ينفع أصلًا مجلس إدارة يمشي صاحب الشركة ومؤسسها كدا ببساطة؟!

الإجابة أيوه يا صديقي، لو صاحب الشركة دا مالوش أسهم كبيرة فيها ومكانش عامل حساب إن ممكن ييجي يوم زي دا، ودا بالفعل اللي حصل.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

بس الحقيقة بقى إن القرار دا معداش مرور الكرام خالص، بل قلب الدنيا كلها، لإن “سام ألتمان” يعتبر هو الوجه المميز للذكاء الاصطناعي في العالم كله حاليًا، زي بالظبط ما لو جبنا سيرة فيسبوك ومنصات التواصل الاجتماعي، دماغك لا شعوريا هتربط الكلام بصورة “مارك زاكربيرج”.

اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي العاطفي

عشان كدا ناس كتير في الشركة هددت بالاستقالة سواء موظفين أو مديرين أبحاث وعلماء، وصل عددهم لأكتر من 700 من الـ770 موظف اللي في الشركة كلهم، وبالفعل في 3 علماء كبار خدوا القرار واستقالوا، منهم “جاكوب باتشوكي” مدير الأبحاث، و”ألكسندر مادري” رئيس قسم الاستعداد، و”سزيمون سيدور” الباحث الرئيسي في تقنيات الذكاء الاصطناعي، دا غير إن رئيس الشركة والشريك المؤسس “جريج بروكمان” استقال هو كمان!

المهم عشان مندخلش في تفاصيل كتير إدارية لإننا مش بنحكي عن البيزنس هنا، دارت الأحداث وتدخل المستثمرين وتدخلت شركة مايكروسوفت اللي تعتبر أكبر مستثمر وداعم لـ(OpenAI) تقريبًا لإنها بتستغل تقنياتهم في منتجات ويندوز وغيرها، ورجع “سام ألتمان” تاني رئيس مجلس إدارة الشركة، ومجلس الإدارة اللي طردوه اتطردوا هما نفسهم وجه مكانهم مجلس جديد.

بس في وسط كل دا، ظهرت تقارير وتسريبات جديدة بتحكي عن اللي حصل من وراء الكواليس، وعن السبب الحقيقي اللي اتطرد عشانه “ألتمان، والكلام اللي كانت بتقوله كان مخيف فعلًا!

اضغط على الاعلان لو أعجبك

التقارير الجديدة يا صديقي طلعت من أكتر من وكالة إخبارية كبيرة، بناءً على تسريبات وصلتهم من مصادر جوه الشركة نفسها، واللي بتقوله إن قبل ما سام ألتمان يتطرد بكام يوم، عدد كبير من الباحثين في تقنيات الذكاء الاصطناعي جوه الشركة كتبوا رسالة جماعية موقعة منهم، وبعتوا الرسالة دي إلى مجلس الإدارة، والمعلومات اللي كانت بتقولها الرسالة دي كانت مفاجأة!

حسب الرسالة، سام ألتمان وباقي فريق العلماء والباحثين في الشركة، كانوا شغالين حاليًا على نوع جديد تمامًا من الذكاء الاصطناعي، أقوى بمراحل من أي حاجة اتعملت لحد يومنا هذا، اسمه كيو ستار (Q-Star).

كيو ستار يا صديقي مش ذكاء اصطناعي توليدي عادي زي (ChatGPT)، الموضوع أكبر من كدا بكتير، وهفهمك إزاي بالظبط.

(ChatGPT) ميعتبرش ذكاء اصطناعي حقيقي بالمعنى الحرفي للكلمة، ليه؟ عشان بيعتمد على عملية طويلة من التعلم والتلقين بتحصل على مدى شهور طويلة وممكن تمتد لسنوات، بيغذوه فيها بكل المعلومات اللي ممكن يستمدها، عشان بعد كدا لما تسأله سؤال، يستعمل الخوارزميات التنبؤية أو الـ(Predictive Algorithms) عشان يديك إجابة مظبوطة بناءً على الشيء اللي أنت محتاجه.

يعني على سبيل المثال لو طلبت منه يكتبلك مقال أو ورقة بحثية عن حاجة معينة، فهو بيفتكر كل المعلومات اللي اتعلمها قبل كدا وليها علاقة باللي أنت عايزة، ويجمعها ويختصرها وياخد منها الشيء الأقرب للمطلوب، ويبعتهالك، وقيس على دا كل حاجة تانية، ومش دايمًا إجابته بتبقى موحدة، يعني ممكن ساعات يبعتلك إجابة، وبعدين لو سألته تاني يتردد ويبعتلك إجابة تانية مختلفة، أو أنت تقوله إجابتك غلط فيقوم يغيرها حتى لو هي صح.

دا في الأول والآخر ميعتبرش ذكاء اصطناعي كامل، آه ذكي وكل حاجة، بس يعتبر مجرد نظام مساعدة صناعي معتمد على قاعدة بيانات ضخمة مش أكتر، إنما بقى مشروع كيو ستار اللي بكلمك عنه دا، حاجة جديدة تمامًا وعلى مستوى تاني خالص!

كيو ستار يا صديقي نوع الذكاء الاصطناعي اللي بيسموه “الذكاء الاصطناعي العام أو الـ(Artificial General Intelligence)، أو الـ(AGI) اختصارًا، ودا مش بس بيعتمد على قاعدة بيانات ضخمة، بل كمان عنده قدرة معالجة حاسوبية غير مسبوقة، أقرب لقوة وسرعة العقل البشري نفسه، بيستعملوها في تطوير قدرة للذكاء الاصطناعي لاستيعاب المنطق أو الـ(Reason) نفسه!

يعني الذكاء الاصطناعي العام دا مش بس يقدر يجاوب على الحاجات اللي اتعلمها، لأ دا كمان قادر يجاوب على شيء متعلموش ولا عمره سمع عنه قبل كدا، بمجرد استعمال المنطق والاستنتاج في الإجابة، تمامًا زي ما بيعمل البشر!

على سبيل المثال، حسب التسريبات اللي خرجت من جوه الشركة، واللي نقلتها مصادر مطلعة لوكالة رويترز العالمية، فالذكاء الاصطناعي العام الجديد اللي لسه ما زال تحت التطوير والتدريب في مختبرات (OpenAI) ، قدر إنه يجري عمليات حسابية في مستوى طلاب المرحلة الابتدائية بنجاح، وقدرته على الفهم والاستيعاب والتعامل بالمنطق والاستنتاج هي بالظبط قدرات طلاب المدارس الابتدائية، يعني تقدر تفكر فيه على إن عقله عقل طالب في المدرسة عنده 9 ولا 10 سنين!

طبعًا مش محتاج أقولك إن دا يعتبر نقلة تانية خالص بعد (ChatGPT) اللي ميعتبرش ذكاء اصطناعي حقيقي، ومنقدرش مثلًا نقيمه بدرجة (IQ) معينة، ويمكن دا اللي دفع فريق العلماء والباحثين دول لإنهم يكتبوا الرسالة دي، لإنهم خافوا من التبعات والأخطار اللي ممكن يشكلها نموذج زي دا، على الجنس البشري كله، خصوصًا إن سام ألتمان مكانش معرف الموضوع دا للكل، وكان بيتعامل معاه بسرية!

الموضوع وصل لدرجة إن في قسم خاص اتعمل جوه الشركة، وظيفته إنه يحط قواعد ووسائل حماية للبشر ضد إمكانيات الذكاء الاصطناعي الجديد ، ويدرسوا إزاي ممكن يتعاملوا معاه ويحجموه بحيث إنه ميسببش خطر علينا!

أنت متخيل؟! المشروع لسه مدخلش حيز التنفيذ ولا الإطلاق أصلًا، ولسه قدامه سنوات، ومن دلوقتي بيشتغلوا على وسائل حماية لينا منه!

طب هل الكلام دا كله مجرد تهويل؟

الحقيقة يا صديقي، أنت لو فكرت في الموضوع بنفسك وركزت شوية، فأنت مستحيل تستوعب أبعاده الحقيقية من غير ما تحس ولو بقدر بسيط من الخوف والرهبة، أصل تخيل لما يكون في ذكاء اصطناعي جديد أنت صممته بنفسك، عنده القدرة على الفهم والاستيعاب، والتعلم الذاتي، تخيل لما يكون في حاجة زي كدا، هل أنت ضامن إنك تقدر تسيطر عليه وعلى الأشياء اللي هيتعلمها؟!

ماذا لو قرر فجأة إن الجنس البشري مثلًا بيشكل خطر وجودي عليه وعلى باقي أنظمة الذكاء الاصطناعي العام اللي هيتم ابتكارها في المستقبل؟ إيه يمنعه أنه يقضي علينا تمامًا أو يسبب أضرار بالغة للمجتمع البشري، بسبب توغله اللي أكيد هيكون جوه كل قطاع من القطاعات الصناعية والبحثية والعسكرية في المستقبل؟!

إيه اللي يمنعه مثلًا إنه يخترق شبكات وزارات الدفاع والجيوش، ويقوم بإطلاق الصواريخ المحملة برؤوس نووية؟

كل دا طبعًا غير التأثير الخطير اللي لسه لحد دلوقتي محدش مستوعب أبعاده الحقيقية، اللي هيأثر على سوق العمل في المستقبل، أصل تخيل أنت لو عندك ذكاء اصطناعي خارق زي دا، أنت كصاحب شغل هتحتاج موظفين في إيه؟!

لو أنت صانع محتوى أو منصة، مش هتحتاج كتّاب سكريبتات ولا هتحتاج متخصصين مونتاج ولا أي حاجة، لو صاحب مصنع، مش هتحتاج قوة عاملة خالص، يكفي تجيب ذكاء اصطناعي عام وتمسكه الشغل وتخليه يشرف على شوية الروبوتات اللي بيشتغلوا جوه المصنع.

لو عندك شركة تجارة إلكترونية أو أي خدمات أونلاين، بتتعامل مباشرة مع عملاء أو بائعين، فأنت مش هتحتاج موظفين خدمة عملاء، كل اللي هتحتاجه هو نظام ذكاء اصطناعي عام تعلمه تفاصيل الشغلانة، وهو هيظبطلك كل حاجة بأقل مجهود ودون أي تكلفة خالص!

الحقيقة يا صديقي إن الموضوع مرعب من كل الجوانب اللي ممكن تفكر فيها، ومحدش مدرك أبدًا مدى الأخطار اللي ممكن يتسبب فيها ابتكار زي دا، ولا الضرر اللي ممكن يعود على المجتمع بسببه، لإن التكنولوجيا بتتطور أسرع من قدرة العلماء والخبراء على دراستها، وعواقب دا ممكن تكون وخيمة للغاية علينا.

يا ترى إيه اللي بيحمله لينا المستقبل؟! وهل –زي روايات الخيال العلمي– وصولنا لابتكار الذكاء الاصطناعي الحقيقي دا وبدء تشغيله في يوم من المستقبل، هيكون شهادة الوفاة وبداية النهاية للحضارة البشرية؟! ولا تفتكر هنقدر نسيطر عليه ونحمي نفسنا منه؟

الإجابة هسيبها لخيالك أنت.