مقالات

هل تؤمن بالحقائق المطلقة ؟ ومن أين نثبت صحة إطلاقها ؟

هل تساءلت من قبل عن وجود أمور أو قضايا يقينية غير قابلة للتشكيك أو التَظْنين في شأن صحتها أبداً؟؟ حقائق مطابقة للواقع، الثابتةٌ المطلقة التي لا تقبل التغيير، مهما اختلف الزمان أو المكان، فلا تخضع لتباين وجهات النظر، ولا تقبل الحياد والوقوف على قدم المساواة من كلا زواياها، كما لا يطعن الجدل أو المِراء في صحتها بشيء.

هل الحقائق المطلقة هي ما أتفق عليه البشر ؟

ربما بادر إلى ذهنك بعض الإجابات كحقيقة وجود الإله، أو يقين الموت والفناء، أو ربما ثبوت وجودك، أو واقع قرائتِك لهذا المقال الآن، وغيرهم من الأمور.. و لكن هل تلك الأمور حقيقية ومُطْلقة بالفعل؟ ولما هي مُطْلقة ؟

هل بسبب اتفاق الناس على صحتها وإيمانهم بها؟ فماذا بشأن من ألحد وأنكر وجود الخالق.. فهل ينفي إلحاد الملحدين حقيقة وجود الإله المطلقة؟ وهل ينفي من يجهل حقيقة وجودك في مكانِك الآني، أو عدم معرفته أنك تقرأ هذا المقال الآن أنك حقاً موجود في مكانك، وتقرأ هذه المقالة بالفعل؟ وماذا بشأن من يمارس صوراً للظلم والجور على غيره؟ فهل ينفي فعله ذلك حقيقة استحسان العدل والتي تجدها لدى الظالم نفسه، فتجده يُبغض الظلم ويدفعه متى مُورس ضده أو ضد من يُحب ويُوالي؟

فهل الحقائق المُطْلقة هي ما اتفقت عليها البشرية جمعاء؟ وهل يمكن استقراء ومعرفة رأي كل البشرية منذ بِدء الخليقة وحتى زوالها على قضية ما؟ وفقط متى أجمعوا واتفقوا على صحتها جُعلت حقاً ويقيناً؟ هل هذا هو سبيل تحقيق الحقائق المُطْلقة بالفعل؟

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ما هي إذاً الحقيقة المطلقة ؟

لا ليس كذلك.. فالحقائق المُطْلقة هي ما أثبتها العقل بالبرهان، مستنداً على بديهياته لتكون حقاً مطلقاً في ذاتها، لا تقبل الشك سواء وافقها البشر أو رفضوها وأنكروها.. فأنت تدرك وجودك، وتنفي إمكانية وجودك وعدم وجودك في نفس الزمان والمكان، و جَهل غيرك لحقيقة وجودك في المكان الذي أنت فيه الآن، لا يطعن أبداً في يقين وجودك فيه..

وحقيقة وجود الإله المطلقة المبرهنة والمثبتة ببداهة العقل لا ينفيها أبداً إنكار الملحدين لها.. ووجود الظَلمة والمستكبرين في الأرض، لا يغير من حقيقة أن العدل حسن في ذاته وغيرها من الأمور.

فلا يصح إلا الصحيح، مما أُثبت بالبرهان العقلي وبديهياته، لا ما اتفقت عليه البشرية، ولا ما شاع في أوساط العامة أو أُشتُهِر وقُبل فيما بينهم، ولا ما اتفق مع هواك أو تصالح مع مصالح دُنياك. ولا ضير أبداً في أن يكون الحق مع الفئات المذكورة آنِفاً، متى أثبته العقل بالحجة والبرهان ،ولكن إجماع بعض الناس على الباطل، لا يَحُطُّ من جبل الحقائق الراسخة والمُثبتة شيئاً.

فحرِّي بك أن تتذيل ركب الحقيقة وتتشدق به، متى أدركته بالمعرفة السليمة والخلق القويم، فترتوي من عذب مائه سعادة، وتنال من خير مآله نجاة.

اقرأ أيضاً:

اضغط على الاعلان لو أعجبك

لماذا لا ينتصر أهل الحق ؟

هل الحقيقة نسبية أم مطلقة ؟

أزمة العدالة والخير والشر

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ندى علاء منصور

عضوة بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالمنصورة

مقالات ذات صلة