مقالات

عن الصداقة … إيثيل إرينجتون وأصحابها

الصداقة شيء جميل، حب دائم غير مشروط ممكن يعيش للأبد، بل إن ممكن تلاقي اللي يضحي بحياته في سبيل إسعادك لأنك صديقه بس، مجرد صديق بتضحك معاه ويضحك معاك،

وتبقى ذكرى الصداقة اللي نشأت بين فردين هي الذكرى الدائمة اللي ممكن يعيش الإنسان على وجودها في الماضي بس، يعني تلاقي راجل كبير عايش على مجرد ذكرى أصحابه اللي كانوا عايشين معاه بس، قد إيه الصداقة حقيقي جميلة.

كلنا عارفين إن الأديان السماوية أعلت من قيمة الصداقة، اليهودية، كذلك السيد المسيح الذي قامت رسالته على تعليم أصدقائه الحواريين، وأيضا الإسلام.

الليدي كرومر

في مكتب صحة الطالبية بمنطقة الهرم، لوحة على الباب برة، مكتوب فيها الآتي: “حضرة صاحب الدولة محمد توفيق نسيم باشا رئيس مجلس الوزراء المستوصف الخيري ليكون تابعا لمستوصفات الليدي كرومر – ووضع الحجر الأساس يوم الجمعة ١١ ذو القعدة الموافق ١٠ فبراير ١٩٣٥م”.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

الليدي كرومر تبقا “إيثيل أرينجتون”، وهي الزوجة الأولى للمنتدب البريطاني الأشهر اللورد كرومر الطاغية، اللي تسبب في أحداث دنشواي، وكان بيحارب الإسلام _كما ظهر في كتابه “مصر الحديثة”_ مقابل العمل على قبول الاحتلال الإنجليزي لمصر.

الليدي كرومر من مواليد ١٨٧٦م ومعاشتش كتير، ماتت سنة ١٨٩٨م وكان عندها تقريبا ٢٢ سنة بس، ولأن وفاتها كانت مفاجأة حتى على أصحابها، فأصحابها قرروا يجمعوا مع بعض مبلغ مالي كبير، وييجوا مصر، عشان يبنوا على ذكراها مستوصف خيري كبير كان موقعه في القصر العيني، بالإضافة لعدة مشاريع وملاجيء للأيتام.

نقطة بيضاء وحيدة في ثوب أسود

وكان المشروع هو الأكبر في زمنه للعلاج بالمجان للمصريين، لدرجة إن المصريات هنا أحسوا بالغيرة إن الأجانب يعملوا مشروع زي ده للمصريين وهما اللي بينادوا بالاستقلال والتعليم والعلاج ميعملوش ده، وكان أشهر مثال على ده هدى شعراوي اللي حست بالغيرة إنها تشوف صرح زي ده على إيد الإنجليز وميكونش فيه حاجة بأيد مصرية كما روت في مذكراتها.

يعني في وقت إن الزوج اللي هو اللورد كرومر يكون سبب في مذبحة مدوية وديكتاتورية، وتدخل في شؤون مصر، وحربه على العروبة والإسلام، وكل سيئاته المعروفة دي، من قبل حتى تعيينه لما كان في لجنة المديونية بتاعت الخديوي إسماعيل والقرف اللي شافته مصر،

فيه مجموعة صحاب بنات لمراته المتوفاة قرروا إنهم يعملوا حسنة وحيدة في تاريخ الانتداب البريطاني، ويكونوا سبب في إن لحد النهاردة في أماكن للعلاج لغير المقتدرين وأماكن لتلقي اللقاح وعيادات ومكتب صحة لتسجيل المواليد وخلافه، وسابوا كمان فلوس تحت مجموعة الليدي كرومر اتبنى بيها مستوصفات تانية بعد سنين من وفاتها، عشان تكون نقطة بيضاء وحيدة في ثوب أسود خلفه الانتداب على مصر.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

وهيا دي الصداقة الحقيقية، أمر يعيش معاك

اقرأ أيضاً:

الصداقة في الفِكر الصيني

الــــــكنز

حين يلتقي الصديقان!

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

********

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

محمد أمير

كاتب ومؤرخ وصانع محتوى

مقالات ذات صلة