مقالاتقضايا شبابية - مقالات

طالب الطب والمقارنة بالغير

بعد أن تكلمنا في المقال السابق عن أولى العقبات التي يواجهها طالب كلية الطب ألا وهي اللغة، نكمل حديثنا هذه المرة مع ثاني هذه العقبات، وإن كنت أعتقد بأن البعض سيرى أن هناك من العقبات ما يستحق الكلام عنها بدلا منها، ولكن لأهمية هذا الموضوع قدمته على غيره.

تعتبر المشاكل النفسية من أهم العواقب التي يواجهها طالب العلم وبصفة أساسية طالب كلية الطب، وقد تؤدي هذه المشاكل النفسية إلى الكثير من العواقب التي لا تُحمد نهايتها.

يعد هذا الأمر مهما بالنسبة لطالب كلية الطب، لأننا إذا نظرنا إليه قبل دخوله الكلية نجده في الأغلب طالبا متصدر الترتيب على زملائه سواء في الابتدائية، أو الإعدادية، أو الثانوية. طالب اعتاد على الدرجات النهائية فقط ولا غير، وإذا نقص نصف درجة كان هذا بلاء وغما عليه في أغلب الأحيان.

وإذا به عند دخوله الكلية التي تجمع معظم من هم في مستواه أو أعلى منه يصطدم بأول عقبة نفسية ألا وهي النظر إلى الآخرين، ويبدأ حينئذ بمقارنة نفسه مع غيره مما يؤدي به إلى الإحساس بالتقصير وبأنه غير كفؤ بهذه الكلية وما يتبع ذلك من عواقب تزيد من ضغطه لنفسه وجلده لذاته.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

لكن هل يتوقف الأمر عند ذلك الحد؟

الإجابة: لا للأسف، فمعظم أساتذة الكليات _إلا من رحم ربي_ لا يتوقفون عن التذمر بأن الطالب فاشل وغير كفؤ ولا يستحق ما هو فيه، وأنه عندما كان طالبا مثله كان حاله أفضل، وإلى غير ذلك، مما يزيد الضغط النفسي على الطالب ويؤدي ذلك إلى الإحساس بالنقص، حتى أن هذا الأمر قد يصل بأحدهم إلى التحويل من الكلية، أو ترك التعليم أصلا.

وأيضا من أكثر الأمور التي تضغط على الطالب نفسيا هي وضع الكلية، حيث أن كلية الطب الوحيدة بين جميع الكليات مدة دراستها 7 سنوات، وهذه تعتبر مدة ليست بالقصيرة، بالإضافة إلى ذلك المجموع التراكمي لهذه السنين والذي يتوقف عليه الكثير من الأمور فيما بعد من تكليف، والنيابة، وغير هذه الأمور التي يعرفها الأطباء. كل ما سبق وغيره من الأمور تؤثر سلبا على الطالب.

وهنا سؤال يطرح نفسه، هل هناك حل أم أنه لابد أن يمر أي طالب بهذه المرحلة؟ نعم هناك حل ولكنه يعتمد عليك أنت، نعم أنت.

لا تستغرب ذلك فهناك قاعدة إن أحسنت استخدامها فبإذن الله لن يقف أمامك أي من هذه المشكلات والقاعدة هي: “تيجي تيجي، ما تجيش ما تجيش”، وهي قاعدة استعرتها من أستاذنا الدكتور علي حسيب أستاذ الجراحة بالقصر العيني.

نعم هذا هو الحل، أنت مطلوب منك أن تبذل قصارى جهدك وأن تكون راض عن نفسك لعمل المطلوب منك كطالب، أما ما بعد ذلك فأنت لاتملكه، لأن الباقي ما هو إلا توفيق من عند الله أو عدمه.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ذاكر بجد واجتهد لأن تكون الأول في كل شيء ولكن إن لم تصل فلا يهمك الأمر فكل منا مقدر له أين سيكون، ومتى.

“هي الأيامُ والغيرُ   وأمرُ اللهِ منتظرُ

أتيأس أن ترى فرجا؟   فإن الله هو القدر”

وأيضا لا ترهق نفسك بالنظر إلى الآخرين ومقارنة نفسك بهم والتقليد الأعمى لهم، فقد خُلقنا  مختلفين، فتميز باختلافك لأنك بهذا سوف تحقق ما تريده أنت لا ما يريدون هم.

وأخيرا “إذا اخترت فالزم، وإذا عزمت فتوكل، ثم لا تلتفت”.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

يتبع.

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

اقرأ أيضاً:

التغلب على صعوبات كلية الطب

أوقات الأزمات وتجلي التفكير العلمي

كن مختلفا!

اضغط على الاعلان لو أعجبك

مصطفى نادي علي عبدالرازق

طالب بكلية الطب البشري جامعة الأزهر أسيوط .

مقالات ذات صلة