مقالاتفن وأدب - مقالات

Concussion – كيف يمكن لمجتمع أن يقف أمامك لتطبيق ما تعلمته؟ – فيلم صدمة

هل من الممكن أن تشعر صدمة عندما تقوم بتطبيق ما تعلمته؟

هل من الممكن فعلًا أن يقف أمامك مجتمع– يدّعي المعرفة- في تطبيق ما تعلمته؟

إذًا ما مصير ما تعلمته؟ وما فائدة ما تعلمته إن لم يكن سَيُطبق؟

(مع الأخذ في الاعتبار أن ما تعلمته مبني علي علم وحقائق).

اضغط على الاعلان لو أعجبك

مجموعة من التساؤلات طرحها فيلم “صدمة” الذي يتكلم عن سيرة ذاتية حدثت في أوائل عام 2000، يبدأ الفيلم بإظهار بعض اللاعبين الذين يفزعون بعد فترة من لعب مباريات كرة القدم الأمريكية، وتبدأ إصابتهم بالخرف، (ويل سميث) الذي يجسد الطبيب الشرعي يبدأ في فحص هؤلاء اللاعبين حالة ثم الأخرى على مدار الفيلم، ويكتشف أن هناك مرضًا مشتركًا يسببه تكرار صدمات الرأس أثناء اللعب، ثم تصل تلك الفحوصات إلى اتحاد كرة القدم الأمريكية ولكنه لا يعلق ولو بكلمة، بل يفعل ما يمكن لكيلا تتسرب القصة.

ولكي تعرف كيف أجاب الفيلم عن هذه التساؤلات أدعوك لمشاهدته، ولكني هنا في هذا المقال سوف أحاول أن أجيب عن بعضها.

صدمة المعرفة

صدمة المعرفة أو صدمة الثقافة هي حالة من الارتباك والقلق تصيب الشخص الذي يجد نفسه فجأة وسط معلومات لم يكن يتصور أبدًا أنها موجودة أو ستوجد، أو يجد نفسه فجأة في وسط ردود أفعال لم يكن يتصورها أبدًا. اتضح ذلك في الفيلم عندما توقع الطبيب (ويل سميث) أن اتحاد الكرة سيقدم له الشُكر على معرفته “على كوني عرفت، على معرفتي” كما يقول، لا أن يُحاربوه.

صدمة المعرفة هي أيضًا هدف كل من يريدك ألا تعرف، لأنك عندما تعرف يمكن أن تتخطى بمعرفتك معرفته، فسيجعلك تشعر بالصدمة منذ البداية، بل ويمكن أن يُسخر كل ما هو ممكن لكي يُعزز من شعورك بالصدمة، اتضح ذلك في الفيلم بأن أطباء اتحاد الكرة كانوا يعلمون بالمرض، لكن لم يتصوروا أبدًا أن طبيبًا أفريقيًا (ويل سميث) سيكتشف المرض وسيسعى إلى توقف الرياضة الأكثر شعبية لديهم.

شعورك بالصدمة في بداية الأمر إما أن يجعلك لا تحرك ساكنًا وتزداد اندهاشًا ويضعك في وسط حاجز فكري لا يمكن أن تتخطاه، وإما أن يُثير تفكيرك ويزيد من حُبك وشغفك بالمعرفة أكثر وأكثر لكي تعرف الحقيقة عن سبب شعورك بهذه الصدمة وكيفية استبعاد الشعور بها فيما بعد.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

الصدمة بالواقع

الشعور بالصدمة يتكون من صدمتك بالواقع، فدرجة اصطدامك بالواقع هي نفس درجة تصورك الخطأ له، والعاقل يحاول أن يقلل من نسبة الخطأ التي قد تكون في تصوره للواقع لكيلا يصطدم به، فيكون تصوره مطابقا للواقع قدر الإمكان.

الصدمة بالواقع اتضحت في الفيلم حيث كان الطبيب (ويل سميث) يتخيل أنه في مجتمع يحث ويسعى إلى المعرفة ويهدف إلى قول الحقيقة، لا أن يتصدى إلى بحث بسبب أنه ضد مصالحه المادية ويكتم الحقيقة مرارًا وتكرارًا.

والشعور بالصدمة أيضًا يتكون شيئًا فشيئًا عن طريق انشغالك بالجزئيات الحياتية الخاصة بك وعدم النظر لما يحدث بالواقع من حولك، فلا تدري ماهي أخبار البشر ولا الأحداث التي تتجدد، فسوف تتفاجأ بعدم القدرة على فهم ما يحدث، وستشعر بأنك مذهول وتائه، وستصطدم بالواقع بحجم انشغالك عما يحدث من حولك، فإن اضطررت للتعامل فستكون ردود أفعالك كلها مبنية على هذه الصدمة ومغلوطة وغير مستوعبة لما حدث من تراكمات للأحداث.

خوفك وعدم رغبتك بالشعور بالصدمة يجب ألا تكون نتيجته إلا ازديادًا في معرفتك، فالذين لهم مصلحة بجهلك هم رؤوس الأموال وأصحاب السلطة -كما سترى في الفيلم– لأن مصلحتهم وهمهم الرئيسي هو جهلك وعدم معرفتك لكي تنساق لما هو مخطط من قِبلهم ليزدادوا هم ثراء وتزداد أنت فقرًا وجهلًا بالمعرفة.

إذًا فتغلبك على شعورك بالصدمة ومحاولة تقليلك له يكون بالمعرفة فقط، بالمعرفة الصحيحة وعرضها على العقل لكي ينتقي منها.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

اقرأ أيضا:

الإنسان عدو ما يجهل

 المعلومات والمعرفة وصناعة القرار

فلسفة التغيير

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

خالد حسام

عضو فريق مشروعنا بالعقل نبدأ المنصورة

مقالات ذات صلة