مقالات

قصة إنشاء خان الخليلي

الفاطميين عاشوا في مصر فوق ال٢٠٠ سنة، بأمرائهم بوزرائهم بمستشاريهم بعائلاتهم بكل حاجة، قرنين يعني قاعدين في مصر وفي القاهرة تحديدا، طيب ليه مفيش قبور للفاطميين في مصر اللهم إلا حتة صغيرة أوي في قرافة المماليك، طب جثث الخلفاء والوزراء والأمراء راحت فين؟ الموضوع كان غامض شوية يعني، أصل الفاطميين مش بوذيين وبيحرقوا جثثهم!

من هم الفاطميين؟

المهم، عشان نفهم لازم نعرف الأول مين هم الفاطميين، الفاطميين يا سيدي دول جماعة منشقة عن الدولة العبّاسية، شيعة، بس مش إثنى عشريين زي إيران، لكن من فرقة اسمها الإسماعيليين، الفرقة دي مؤمنة موحدة بالله، متفقين على نبوة الرسول ومصحف الرسول وكل حاجة،

بس بيؤمنوا بالإمامة، سيدنا علي وسيدنا الحسين لحد جعفر الصادق، الاختلاف هنا بقى إن الفاطميين بيقولوا إن الإمامة راحت لابن جعفر الصادق الأولاني “محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق”، ومؤمنين بمعاني باطنية للمصحف وعشان كده سموهم الدولة الباطنية،

وكمان ربطوا الخلافة السياسية بالإمامة الدينية، فمؤسسها اللي هوا عبيدي الله المهدي بالله ربط الاتنين ببعض وأعلن نفسه مؤسس وخليفة أول للفاطميين، وإنهم من نسل فاطمة الزهراء وأحفاد النبي منها.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

حلم الخلافة الفاطمية

الحركة نفسها أنشأها الدعاة الإسماعيليين على أطراف الدولة العباسية تحديدا في تونس والمغرب، أنشأوها لما اشتد اضطهاد العباسيين للأشراف والشيعة خصوصا في الكوفة، ونقلوها لأبعد أرض عن العباسيين وعن بغداد،

وانتشرت أول ما انتشرت بين الأمازيغ خصوصا قبيلة كتامة في المغرب، ولأن أهل المغرب خصوصا البربر كانوا مؤمنين جدا بآل البيت وبالنبي، ومشفقين على الرسول وعائلته، فانتشرت الحركة بسرعة هناك والقبيلة بقت ٩ إمارات، وأسس الفاطميين إمارة المهدية هناك.

ولما الحركة قويت، ولأن الروم كانوا على حرب مع المسلمين، ومع التوسعات اللي عملها الفاطميين في بلاد المغرب وليبيا، كان حلم الخلافة الفاطمية خصوصا المعز لدين الله الفاطمي ومن سبقه إنهم يضموا مصر، ساعتها مصر كانت تحت الحكم الإخشيدي، ولإن الدولة الإخشيدية مكانتش بالعدل الكافي يعني في الحكم، وعانى الشعب معاهم كتير، فرحب المصريين بالفتح الفاطمي.

الفاطميين في مصر

تاريخ الفاطميين فى مصر - قصة إنشاء خان الخليلي

المهم، من تحمس الفاطميين، جمعوا ١٠٠ ألف جندي وصرفوا على الجيش بقيادة جوهر الصقلي ملايين الدنانير، واتجهوا إلى مصر، وهناك، جوهر الصقلي لقى ترحيب من المصريين ما عدا قائد إخشيدي اسمه أبو الفوارس وقرر يقاوم.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ولإن جوهر كان مستحرم يحارب مسلمين زيه، راح لقاضي مشهور في الإسكندرية اسمه أبو طاهر محمد الأحمد، ياخد فتوى منه بجواز الحرب لأن الإخشيديين مانعين الفتح من الوصول للروم، وأباح القاضي لجوهر بالقتال،

وفعلا قامت الحرب وانتصر جوهر على أبو الفوارس وفتح الإسكندرية والفسطاط، وبعدها مصر كلها بقت تحت إيده، ولأن المصريين كانوا بيكرهوا الإخشيديين ففرحوا بدخول الفاطميين، ودخلوا قصور الإخشيديين سرقوها ودمروها وسط تهليل وفرحة.

أعمال جوهر الصقلي في مصر

جوهر الصقلي بقى بعت للمعز يبشره بفتح مصر، من جهة لأنه كان مستني الخبر ده بفارغ الصبر، ومن جهة تانية قرر إنه يجهز العاصمة الجديدة اللي هينقل فيها المعز دولته في مصر، هو مكنش عارف إنها هتبقى العاصمة، هو بس قرر إنه يبني مدينة جديدة للعساكر عشان ميحصلش مشاكل لو اختلطوا مع السكان،

ولأن الجيش كان متنوع اللي روم واللي سودان واللي صقالبة واللي أمازيغ، فقرر إنه يقسم المدينة الجديدة أحياء، وكل حي خاص بالعرق، يعني حي الأمازيغ وحي الروم وحي الصقالبة وحي السودان، وأبدع في بنائها.

ولما عرف إن المعز هو كمان جي وقرر نقل العاصمة لمصر اللي حلم عمره إنه يفتحها ويضمها، قرر إنه يبني حي كامل للخليفة يبقى فيه قصره ويحكم منه، وضم كل ده للفسطاط وعساكر والطلائع، وسماها القاهرة.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

المهم، جوهر الصقلي اللي الناس استلطفته عن الإخشيديين شوية، واللي كان قائد عسكري عظيم، لدرجة إنهم غنوله “اللي بنى مصر كان في الأصل حلواني”، أتم بناء القاهرة، وبنى قصرين واحد كبير للمعز وواحد صغير كمان، أو يقال إن اللي بنى القصر الصغير كان بعد المعز وجوهر،

وما بين القصرين أنشأ حي المعز “شارع المعز، بين القصرين سابقا”، وبنى المساجد خصوصا الأزهر واللي كان جامعة عظيمة ومنبر مهم للمسلمين، وجه المعز لدين الله ودخل دخول الفاتحين وسط توزيع العطايا والاحتفالات المهيبة والذبائح، ودخل المعز لدين الله القاهرة المعزّية.

أعمال المعز لدين الله الفاطمي

المعز لدين الله الفاطمي لما جه، كان جايب معاه توابيت كتير جدا، التوابيت دي كان فيها جثث أهله وجدوده المتوفيين، عشان لما قرر إن القاهرة تبقا هي العاصمة قرر إن رفات أهله هو كمان يندفنوا فيها، وكان لازم تخصيص مكان يليق بيهم.

المعز لدين الله دخل القصر الكبير، والقصر كان فيه جنينة كبيرة وعظيمة ملحقة بيها، كانت جنينة ليها أكتر من باب ومزينة بالجواهر والنباتات، عظيمة جدا وواسعة جدا شرق القصر ومليانة نباتات ومزينة بالدهب،

المعز لدين الله قرر إن الجنينة دي تبقى هي الترب اللي يندفن فيها أهله، وسمى الجنينة دي “تربة الزعفران”، وتبقى قدام الحكام وهما داخلين وخارجين من القصر عشان يفتكروا أهاليهم، وعشان يفتكروا الموت، وفعلا غالبية الخلفاء _ما عدا الحاكم لأمر الله اللي اختفى_ اتدفنوا فيها كلهم، ومكانوش بيفرقوا في المعاملة بين سنة وشيعة.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

التربة دي كان الفاطميين مهتمين بيها جدا، وكانوا مخصصين أوقات معينة في السنة لزيارتها ووضع الجواهر قصاد الشواهد، وكان فيه احتفالات رسمية بالمكان ده وكان من أغلى الأماكن ساعتها، والاحتفالات فيها كان دايما فيه توزيع للعطايا والصدقات على الناس، فالناس ومعاهم الخلفاء كلهم منقطعوش عن زيارتها.

عهد الخليفة المستنصر بالله

عدى الزمن، ومات المعز وجوهر، واتدفنوا فيها، ووراهم كذا خليفة، لحد الخليفة المستنصر، في عهد الخليفة المستنصر بالله، حصلت مجاعة عظيمة، في المجاعة بقى، ولما الناس اضطرت تاكل كلاب وقطط، فالجنود الترك في المجاعة دي تأخرت رواتبهم،

وتمردوا على الخليفة المستنصر اللي راحوا يطالبوا بمرتباتهم وقالهم إنه مبقاش فيه خلاص، فراحوا هجموا على تربة الزعفران، وسرقوا “مع بعض العوام” الدهب والمجوهرات اللي تزينت الترب بيها، فضوها خالص من الدهب والمجوهرات، سرقوا ما يعادل ٥٠ ألف دينار وقتها وسابوها شبة خرابة. لكن بعد المجاعة حاولوا إعمارها تاني.

ضعف الدولة الفاطمية

بعدها ضعفت الدولة الفاطمية، خصوصا بعد الوزير بدر الدين الجمالي، وحكم الخليفة العاضد لدين الله وكان طفل وقتها ٩ سنين بس كان شبه ملوش كلمة، وفي الوقت ده دخل صلاح الدين الأيوبي مصر كوزير للخليفة الفاطمي

واللي على نهج الفاطميين كان جيشه من كل شكل ولون مش فاطميين بس، وفي الفترة دي كان الخليفة الفاطمي مجرد اسم بيتم ذكره والدعاء له على المنابر، لكن الحكم الفعلي كان للوزراء، والحكم وقتها كان في إيد عم صلاح الدين “أسد الدين شريكوه”.

مصر في الوقت ده والشام كانوا تحت تهديد الصليبيين اللي سيطروا فعليا على الشام بقيادة عموري، وأحوال الدولة متسرش لا عدو ولا حبيب، صلاح الدين اللي بقى وزير للخليفة بعد وفاة عمه أسد الدين، لما شاف حال الدولة من ضعف، وكمان لتعرضه لمحاولتين اغتيال الأولى من الحشاشين المنتسبين للشيعة،

والتانية لخصي من المخصيين المؤتمنين عند الخليفة الفاطمي، وكمان تعرضه لثورة وتمرد من أفواج الزنوج وعددهم ٥٠ ألف للإطاحة بالوزير الجديد اللي هو صلاح الدين، وكل ده عشان المؤتمن المخصي كان طمعان في الحكم، وكمان سيطر الزنكيين على مصر وطالبوا صلاح الدين بإعلاء الدولة تحت اسمهم، بعد ما قاوم صلاح الدين الصليبيين في غزة وإيلات.

اقرأ أيضاً:

الملك الاغرب في تاريخ العالم

تاريخ الشعوب

هل سمعت عن حريق مدينة الفسطاط زمن الفاطميين؟

إقامة الدولة الأيوبية

encyclopedia صلاح الدين الايوبي - قصة إنشاء خان الخليليفقرر صلاح الدين وقتها إنه يسيطر على مصر، وفعلا كونه صاحب الكلمة الأولى والأخيرة كوزير الدولة، فسيطر على مقاليد الحكم المصري، وغير الحرس الفاطمي بحرس مواليين ليه، وحول مصر من شيعة لسنة تاني، وأمر بالدعاء للخليفة العباسي المستضيء بدين الله على المنابر،

وقرار الدعاء للعباسيين كان قرار صعب جدا حضرله صلاح الدين كتير جدا، لأن الدعاة كانوا خايفين من موالين الشيعة في مصر ومحبي الفاطميين واللي كانوا كتير، وبعد تأجيلات وتأجيلات، خد القرار وأمرهم بالدعاء للعباسيين وإلغاء الدعاء للفاطميين.

لما الخليفة العاضد عرف اللي حصل، واللي كان عمره ٢١ سنة بس وكان مريض، مرض أكتر واكتئب من الزعل على زوال ملك جدوده، ومات بعد يوم واحد من اللي حصل، لدرجة إن صلاح الدين زعل جدا على اللي حصل للخليفة وحس بالذنب، وتمنى لو كان أخّر القرار شوية، وحضر جنازته وكان بيبكي كونه كان خليفته، وكان كريم النفس مكنش ظالم يعني.

وتم دفن العاضد في تربة الزعفران، وكان هو آخر واحد يتدفن في التربة دي، آخر جثة تتحط في التربة دي كان العاضد، وفيه قصة طريفة بتقول إن المعز لدين الله لما دخل مصر، جاب عالم لغة وسأله إنه يقترح عليه أسماء تنفع ألقاب للخلفاء، وفعلا ملاله ورقة من الألقاب كان آخرها “العاضد”، وقاله نخلي العاضد اسم آخر خليفة في الورقة، وتشاء الصدفة إن العاضد يبقى هو آخر خليفة فاطمي.

سيطرة صلاح الدين على مقاليد الحكم المصري

المهم، صلاح الدين سيطر على الحكم، وأقام الدولة الأيوبية، وعزل القضاة الشيعة وعين قضاة شافعيين، وألغى المذهب الشيعي، وقفل الأزهر ومنع الأذان الشيعي، واشتغل صلاح الدين على شعبيته وسط المصريين فانشغل بيها وحبه المصريين لكثرة عطاياه وعدله،

ونقل مقر الحكم لقلعة الجبل والقصر الكبير بقى خراب وسكنه العامة بعد تقسيمه، ومباني الفاطميين اتبنى على أنقاضها مباني جديدة في عصر الأيوبيين، يعني الأيوبيين كانوا حابين يمحوا أثر الفاطميين شوية عشان يقضوا على المذهب.

أما عن تربة الزعفران فتحولت لخرابة فيها قباب الفاطميين، وبقى المصريين بيدفنوا فيها الحيوانات النافقة والمخلفات وكده، أو بمعنى أصح الجنينة الكبيرة اللي كان فيها من خيرة النباتات، بقت أرض فاضية مهملة، وفضلت كده لحد ما انتهت الدولة الأيوبية اللي كانت مهتمة أكتر بالجهاد ضد الصليبيين.

عصر المماليك الشراكسة

بعد الأيوبيين، جه المماليك الشراكسة، وكان في وقت حكم السلطان الظاهر برقوق، في الفترة دي كان فيه أمير مملوكي _أمير أخور يعني المسؤول عن الاسطبلات المملوكية_ الأمير ده كان اسمه “شمس الدين جهاركس الخليلي”،

جهاركس الخليلي كان بيكرة الفاطميين عمى، مبيحبهومش وشايفهم كفار وشيعة وكده، وكان عنده طموحات في التجارة والثراء وكده، وكان بيحلم يفتح خان _مول تجاري يعني_ في القاهرة يكون ملكه ويتاجر فيه وييجي التجار يتاجروا فيه.

جهاركس الخليلي ونبش قبور الفاطميين

فجهاركس الخليلي دور على أرض مناسبة عشان يبدأ المشروع ده، ملقاش غير أرض فاضية في وسط القاهرة مهملة وبيقولوا إنها كانت قرافة الفاطميين، وكانت قريبة من مسجد سلطانه برقوق، اسمها تربة الزعفران، وبالرغم من كره الأمير للفاطميين إلا إن نبش قبور الموتى ليه رهبة بردو،

فراح لصاحبه شمس الدين محمد القليجي، واللي كان شيخ حنفي وكان متولي نيابة القضاة بالقاهرة وشغال في لجنة الفتاوى، وقاله يفتيله بجواز النبش في القبور دي لو فيه مشروع تجاري ضخم، وفعلا أفتاله بده بحجة إنهم شيعة رافضة كفرة ويجوز نبش قبورهم عادي.

إلقاء جثث وعظام الفاطمين بمنطقة كيمان البرقية

تاني يوم، جمع الأمير جهاركس الخليلي عشرات العمال والعبيد في الأرض دي، وأمرهم إنهم يحفروا في التربة ويخرجوا بقايا جثث الفاطميين ويخرجوها برة، وفعلا، وسط دهشة الناس من اللي بيحصل، وبكل قسوة قلب، حفر العمال والعبيد في الترب، وخرجوا كل رفات الخلفاء والأمراء المدفونين في التربة دي،

ورموها في قفف على ظهور بغال كانوا جايبينها معاهم، خرجوا العظام والبقايا بكل برود وقلة احترام وكوموهم فوق بعضهم هيلة بيلة كده فوق البغال، وبعد ما خلصوا حفر، وبأمر من الأمير جهاركس الخليلي، خدوا البغال دي ومشيوا في قلب القاهرة،

مارين بكل مبانيهم وحضارتهم ومساجدهم، وسط المتفرجين اللي شايفين بقايا الخلفاء اللي في يوم من الأيام كانوا بيدعولهم على المنابر، لحد ما خرجوا برة أسوار القاهرة خالص، وقرروا إنهم يرموها في مقلب زبالة برة أسوار القاهرة في حتة اسمها “كيمان البرقية”، ودي كانت أرض فاضية بين أسوار القاهرة وجبل المقطم، وعشان كانت بعيدة عن المدينة فكان المصريين بيرموا فيها مخلفاتهم.

واترمت جثث وعظام الفاطميين بكل إهمال وإهانة في الأرض دي زي الردش كده، واللي احترم منهم هيكل عظمي دفنه، والباقي اترمى عادي. كيمان البرقية دي بقى، لما أيام الفاطميين السيول كانت بتشتغل، كانت المية بتندفع من المقطم للقاهرة، فالحاكم بأمر الله أمر إن العمال وقتها يحطوا رمل وأحجار كتير فوق بعض _كيمان يعني_ عشان يسدوا الطريق على المية المتدفقة في الأرض دي، ومع الوقت بقى الناس ترمي زبالتها هناك وبقت خرابة ومقلب زبالة.

 إقامة مشروع خان الخليلي على تربة الزعفران

المهم، بعد ما العمال خلصوا المهمة دي، ابتدوا يشتغلوا على منطقة تربة الزعفران دي بالبناء والتجميل بعد ما فضيت من البقايا والجثث والشواهد والقباب، وتم لجهاركس مشروعه اللي سماه “خان الخليلي”.

أيوة هو ده خان الخليلي بتاع الأيام دي، وفتح الأمير مشروعه الكبير وبدأت التجارة اللي كانت عبارة عن حبوب وأقمشة تزدهر في الخان بعد ما اتفتح، وكسب فلوس كتير جدا وكان من كتر الفلوس، كان بيخصص جزء ليها للحجاج والغلابة في مكة وكان بيخبز بجزء من الفلوس عيش يوزعه عند الكعبة.

نهاية عادلة لجهاركس الخليلي

المهم، ولأن ربنا مبيسبش حق حد، بعد كام سنة، تمرد شوية مماليك في دمشق على الظاهر برقوق، فأمر الظاهر برقوق بتكوين فرقة من ٥٠٠ أمير مملوكي عشان يروحوا دمشق يواجهوا التمرد ده وينهوه، وكان على رأسهم الأمير جهاركس الخليلي اللي ساب تجارته وراح في المهمة دي وكان فاكرها سهلة وهيخلص ويرجع،

لكن لما وصل هناك اكتشف إن الأمراء اللي معاه خاينين وانضموا للتمرد، ولقى نفسه لوحده ضد المتمردين، حاول يقاوم لكن عملوا عليه حفلة وقتلوه، وسابوه جثة عريانة عورته مكشوفة في الطل أيام كتير،

واتعفنت جثته واتنفخت، وهجمت عليها الحيوانات البرية أكلت منها لحد ما مفضلش إلا شوية عظم، كأنه عقاب من ربنا لفعلته دي إنه ميتدفنش وتفضل رفاته موجودة مش مدفونة ياكل منها الحيوانات.

بعد ما مات، وعدت السنين، أنشأ السلطان قنصوة الغوري سوق الغورية وقفل خان الخليلي، لكن بعد دخول العثمانيين اتفتح تاني ومستمر لوقتنا ده شاهد على التاريخ والأحداث اللي حصلت فيه.

كيمان البرقية تتحول إلى حديقة الأزهر

studio misr al azhar - قصة إنشاء خان الخليلي

أما عن كيمان البرقية، اللي كان مقلب زبالة وفيه بقايا الفاطميين، ففضل زي ما هو مقلب زبالة لحد من كام سنة فاتوا بس، سنة ١٩٨٤ بالتعاون مع مؤسسة أغاخان، أعلنت القاهرة عن مشروع تجميل المقلب ده اللي موقعه قريب من الآثار الاسلامية، وتحمس للمشروع ده الشاه كريم الحسيني،

مواطن بريطاني الجنسية بيملك مؤسسة اسمها أغاخان، وهو من أحفاد الفاطميين خصوصا المستنصر، وإمام الطائفة الإسماعيلية النزارية وأنصاره بيسموه “الأغاخان الرابع”، وصرفت المؤسسة من فلوسها على المشروع ده من مالها الخاص بالتعاون مع القاهرة، وأهدى كريم الحسيني المشروع ده هدية للقاهرة كنوع من العرفان لأجداده الفاطميين.

بدأ المشروع اللي كان قايم على إزالة ٨٠ فدان من الزبالة، حاجة ضخمة جدا يعني قعدت ٧ سنين في إزالة الزبالة بس، وفي وسط التنقيب والمشروع ده القاهرة لقت آثار كتير جدا في المنطقة دي، أحجار كريمة وألواح عليها هيروغليفي وأجزاء من سور صلاح الدين اللي مكملوش لأنه مات، وحاجات كتير جدا، وانتهى المشروع واتفتح للعامة تحت اسم “حديقة الأزهر”، الأزهر بارك.

في النهاية أحب أقول، زوروا خان الخليلي اللي كان تربة الزعفران وجزء من قصر الفاطميين، زوروا حديقة الأزهر اللي كان مقلب زبالة تاريخي، زوروه وأنتوا عارفين إن تحتها مدفون جثث وبقايا الفاطميين الكبار، اعرفوا تاريخكم وعيشوا روحه وحبوه.

 

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

********

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

محمد أمير

كاتب ومؤرخ وصانع محتوى

مقالات ذات صلة