فن وأدب - مقالاتمقالات

انشروا الحب والتسامح

اُنْشُدُوا معي آيات الحب والوفاء، وسور الجمال والصفاء، اعزفوا سيمفونية الود والهيام، وموسيقى العطف والتهيام، نقوا قلوبكم من الكراهية والحقد، والرياء والصد، انزعوا من صدوركم الحسد والبغضاء، والشقاء والشحناء،

صفوا نفوسكم مما ران عليها، وعلق بها، اخلصوا نياتكم، وأحسنوا إلى أنواتكم وذواتكم، اجعلوا من التسامح مركبا، ومن الحباء مأدبا، اهربوا بذواتكم من الشر والإيذاء، والضر واللأواء، أحسنوا الظن، واجبروا الخاطر، وتعاملوا بما ترونه من الظاهر.

اعلموا أنكم لن تسعوا الناس بكثرة صيام، أو تواتر قيام، أو بكثرة صلوات، وترادف زكوات، قدر ما تسعونهم بحسن أخلاقكم، وصفاء نياتكم، وجميل قرباتكم!

اجعلوا من تواضعكم مرقى لِلْخَلْقِ، ووسيلة إلى الصدق، وطريقا إلى القلوب، ودربا إلى ستر المعايب والذنوب، وليكن عالمك ابتسامتك، وضحكتك رايتك، وعفوك مأربا، وتغافلك مطلبا.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

اجعلوا من حياتكم علامة، ومن طريقتكم وساما وشامة، ولنكن جميعا ممن يؤمن بوائقه، وترتجى حدائقه، وتستوطأ نمارقه، وتستملح عواتقه، وكونوا كما شاء الله لكم أن تكونوا جميل أخلاق، وحسن سلوك، وطيب سيرة، ونقاء سريرة.

وانثروا الحب ورودا وأزهارا، وياسمينا وريحانا، وعبيرا ووجدانا، ليضوع أريجه الكون كل الكون، فلا نسمع إلا أعذب الكلمات، وأسمى العبارات، ولا نتبادل إلا أرقى الألفاظ وأجمل الهتافات.

رتلوا معي ترانيم الإخاء والسلام قبل آيات سورة المائدة والأنعام، داووا النفوس والأرواح، قبل مداوة الأجسام والألواح.

أيها الناس

أيها الناس، ارفقوا بالآخرين، وهدهدوا ذواتهم، واربتوا على صدورهم، وراعوا شعورهم، وطبطبوا على أرواحهم، وطببوا آلامهم، وامسحوا دمعتهم، وخففوا جراحهم، وابتسموا في وجوههم، واحفظوا أسرارهم، وأعينوا ضعيفهم، وارأفوا بسائلهم، وأعطوا محتاجهم، وتعهدوا كسيرهم، واحترموا كبيرهم،

لا تغدروا، ولا تفجروا، ولا تختصموا، كونوا لهم الكف الحانية، والنظرة الساجية، والقبلة المرطبة، والكتف المطببة، كونوا لهم العصا التي يتوكؤون عليها، ويستندون إليها، كونوا لهم نعم النصيح، والأخ السميح، وقولوا للناس حسنا،

اضغط على الاعلان لو أعجبك

واعلموا أنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، ولا بأبنائكم، ولا بمناصبكم أو عشيرتكم، وإنما بحسن أخلاقكم، ورهافة مشاعركم، وليكن الحب شعاركم، والسكينة دثاركم، والطمأنينة وشاحكم.

واعلم أن بعض الناس في حياتنا كالبلسم الصافي، شفاء من كل قرح، وبرء من كل جرح، قد صفت صدورهم، وسمت أنفسهم، وتلألأت وجوههم، الحب دينهم، والتسامح ديدنهم، أصواتهم الخرير، وروائحهم العبير، وقلوبهم الطير، لا يعرف النفاق إليهم سبيلا، ولا الرياء إلى دربهم مقيلا، كلامهم الشهد، وتعبيرهم الود، قد طلقوا الحقد، وتبرأوا من الحسد، العدل ترتيلهم، والمروءة تنزيلهم،

والأمانة حياتهم، والسكينة شياتهم، هؤلاء هم طوق النجاة في مستنقع هذي الحياة، والأمان في هذا الزمان، هم بقايا مما جادت به الدنى، وعصارة من أدعية المنى، وثمالة من الصالحين، وسكر المتبتلين، ملائكة قد تسربلوا ثياب البشر، والمورد الصافي في هذا الكدر، فإذا وجدت أحدهم فالزم سبيله، وارقب طريقه، وتمسك بذيله، واسهر بليله …  فلعلك تستيقظ يوما فتجده قد فارق الحياة!

اقرأ أيضاً:

الآداب

هل ننظر لمفهوم التسامح بشكل سليم صحيح دون مبالغه أو تنظير؟

اضغط على الاعلان لو أعجبك

دعوة للتسامح

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

*****************

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

اضغط على الاعلان لو أعجبك

أ. د. محمد دياب غزاوي

أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية- جامعة الفيوم وكيل الكلية ( سابقا)- عضو اتحاد الكتاب

مقالات ذات صلة