مقالاتقضايا شبابية - مقالات

الغرق

إنه ذلك الأمر الذي يشعرك بالعجز وكأنك مقيد بالأصفاد، ولكن الأكثر خيفة هو شعور الغربة، فلطالما أيقنا بامتلاك هذه الأرض، ولكن شعور عدم السيطرة الذي يتملكنا في المياه شعور مرعب، أليس الإنسان دائما عدو ما يجهل؟ ففي النهاية البحار مليئة بالأسرار العظيمة، ربما كان القراصنة على حق -إذا آمنا بوجودهم من الأساس، ولكن لم لم يجدوا هذه الكنوز العظيمة إذا؟! ولكني بالطبع لا أتحدث عن الغرق في المياه، فهناك نوع آخر من الغرق ألا وهو أن تغرق في أحلامك.

لقد اعتدت منذ صغري أن أخصص حقيبة لأحلامي ولقد زينتها بأجمل ألوان النجوم، أوليس من الجميل أن يشبه الشيء حامله؟ ولكن مع تزاحم السنوات المتتالية ضاقت حقيبة أحلامي الأرجوانية، فأنا الآن في العشرين من عمري ولدي الكثير من الأحلام لا أجد لها مكانا، فربما لو كنت أكثر اجتهادا في تحقيق هذه الأحلام لتركت مكانا لأخرى،

تمسك بأحلامك

ولكن بالتأكيد لست أنا السبب الوحيد ولكنه العالم، إنه هو دائما، لن يرضيه سوى أن نوقن بعدم تحقق هذه الأحلام رغم صغرها، لا يوجد الآن مكانا للأمل فضلا عن الأحلام، أوليست الأحلام هي ما يمدنا بالأمل؟! ولكن إذا أردت أن تصبح مواكبا لما يلقبونه بالحداثة فبالتأكيد لن يقبلوا بشخص حالم يصنع حلما جديدا كل يوم، ولعل بيت أبي العلاء المعري ينصفني في هذا الوصف:-

ولما رأيت الجهل في الناس فاشيا

اضغط على الاعلان لو أعجبك

تجاهلت حتى ظن أني جاهل

فواعجبا كم يدعي الفضل ناقص

وواأسفا كم يظهر النقص فاضل

فإن أبي العلاء إنما يعطينا نصيحة غالية، فكثير منا الآن يغير من نفسه ليرضي الآخرين، ولكن متى كان إرضاء الناس غاية من الأساس؟ أن تكون نفسك إنه لشيء بديع، أن تتصرف كنفسك وتتحدث كنفسك وتأكل كنفسك، ربما يظن البعض أنها أشياء بسيطة وربما هي كذلك،

ولكن بوجود هذه المؤثرات المحيطة بنا من تلفاز وشبكات تواصل اجتماعي كما يلقبونها -رغم أنها قضت على التواصل الاجتماعي من الأساس- أصبح من الصعب أن تكون نفسك بدون إضافات أو مقبلات، أن تؤمن أنك ستكون محبوبا بالذى أنت عليه، بأحلامك وماضيك وحاضرك.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

فلا يسعني إلا أن أنصحك بأن تتمسك بأحلامك مهما كان ما تواجهه من عقبات، احموا أحلامكم من الآخرين لا تحكيها لمن لن يشجعك على تحقيقها، وحذار حذار من هؤلاء الذين يأتون ليلا ليحطموا أحلامنا بينما نحن نيام، أولئك الملقبون بمحطمي الأحلام، يجب علينا دوما أن نؤمن بتحقق الأحلام، فما نعيشه الآن لم يكن إلا حلما لأحدهم ذات يوم ولكنه وثق في تحققه.

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

اقرأ أيضاً:

اليأس خدعة و الأمل حياة جديدة نعيشها

كيف نتعامل مع مصائب الحياة؟

روح الحياة

اضغط على الاعلان لو أعجبك

مها عبد اللطيف الامين

الفرقة الخامسة كلية طب أسوان- عضو (نادي أدب طب أسوان)

مقالات ذات صلة