قضايا شبابية - مقالاتمقالات

العوائق والاجتياز

إنّ المسالِك والدروب ليست مُعبّدة ومُمَهّدة في معظمها كما يظن البعض أو يُهيأ له ويريد، فالطرق كالأشخاص منها السهل الليّن الجانب، ومنها الصعب الوَعِر تنتشر فيه العقبات والحشرات والهَوَام.

وقد تعيق الإنسان عوائق جمّة في حياته، فمن العوائق التي يُجابهها صحته، ففي الغالب الأعم لا يعرف قيمتها وقدرها فينفقها فيما لا طائل من ورائه فيهلكها فيَهْلَك، “نِعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ”، فالصحة نِعمة لا يُقدّرها إلا المرضى وأصحاب الأوجاع والأسقام، والفراغ لا يشعر الإنسان بأهميته إلا بعد فقْده.

طريق النجاح متاح للجميع

إنّ استغلال الشباب في مرحلة نضجه وفتوته في الأمور النافعة المفيدة لهو أمر واجب قبل أن يهجم الشيْب عليه وتنتابه الأمراض التي لا يعرف لها موعدًا، أو الموت الذي يأتي بغتة وبدون سابق إنذار، فعندئذ يندم الندم الأخير.

والفراغ كذلك ينبغي استغلاله، فالوقت هو حياة الإنسان وإضاعته إضاعة لعمره ونفسه، فبعض الناس ينفقون أوقاتهم في التعليم والقراءة أو العمل الجاد المُثمر، والبعض يندبون حظّهم ويسخطون على الحكومات المتعاقبة، ويشغلون أنفسهم بالأمور التافهة فيدورون في حلقة مفرَغة، فيضيّعون أعمارهم هباءً ما بين انتظار ارتفاع الأجور أو البحث عن عمل سِحري يجعلهم مليونيرات في أسبوع ويومين وثلاث ساعات.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

والفقر من العوائق التي تقف حاجزًا منيعًا أمام تقدّم الإنسان فيؤدي إلى شلل في التفكير وقصر النظر وقِلّة ذات اليد، فهنا ينبغي التفكير الإيجابي في كيفية تحسين الدخل، كالابتكار في العمل وتطوير الذات، والبحث عن فُرص أفضل.

وطريق النجاح متاح للجميع وأبوابه مفتوحة، فليس حِكرًا لأشخاص بعينهم أو عقل دون عقل أو دولة دون دولة، وإنما يحتاج إلى جهد جهيد ومشقة كبيرة، وعمل بالليل والنهار وسهر ونَصَب، وضبْط الطعام والشراب والملبس والإنفاق بعدم الإسراف والتبذير، لكي يصل المرء إلى مرتبة مرموقة ودرجة عالية وتميّز بين أقرانه في المنصب والمال، وبالتالي العطاء والسعادة والرضا.

مو صلاح

وهنا نضرب مثلًا لمحمد صلاح اللاعب المصري المشهور، ولد في 15 يونيو 1992م، بقرية نجريج المتواضعة بمصر، تعب في حياته واجتهد، تميَّز بالأَخلاق الجيّدة، والصفات الطيبة النبيلة، بدأ كلاعب صغير ثم تطورت مهاراته تدريجيًا، وبالتزامه في التدريبات أصبح نجمًا معروفًا محليًا وعالميًا.

إننا يمكن أن نصنع محمد صلاح في أولادنا، ليس شرطًا في ممارسة الرياضة وإنما في جميع مجالات العمل الذي يناسبهم، بغرس القيم الأخلاقية وبِر الوالدين والتواضع وحُب بلده وولائه لها، وعدم صِناعة الخلافات والمشكلات في العمل، والعمل على رفع اسم المؤسسة التي يعملون فيها بفهم ووعي، والانتماء الخالص والعطاء اللا محدود.

بدأ الناشئ الصغير صلاح في صفوف نادي (المقاولين العرب)، ومهاجما في المنتخب المصري، ثم اتجه للاحتراف في أوروبا كأي شاب يريد أن يصنع مستقبله، فبدأ في عِدّة أندية حتى انتقل واستقر في نادي ليفربول الإنجليزي، ليصبح في ذلك الوقت أغلى لاعب عربي وإفريقي عبر التاريخ.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

وقد حصد صلاح باجتهاده وصبره ومثابرته العديد من الجوائز والتكريمات، ففتح الله عليه بالمال والشُهرة، ولأنه إنسان أصيل المنبت فقد ساهم في أَعمال الخير والبر التي لا تُعد، فقدّم مساعدة لجمعيَّة (اللَّاعبين القدامى)، كما تبرَّعَ بمبلغ ثمانية ملايين جنيهًا لبناء معهد للتَّعلم، بالإضافة إلى مركز لحضَّانات الأَطفال، ومركز للتنفُّس الصناعي في مستشفى مسقط رأسه “نَجْرِيجْ”.

كما قام بتطوير مدرسته الأم، وتبرّع بمبلغ خمسة ملايين من الجنيهات لتَدعيم الاقتصاد المصري، وساهم بتصوير ثلاثة إعلانات بالمجَّان لعلاج الإِدمان والبُعد عن الْمخدّرات التي تفتك بالشباب، إلى غير ذلك من أبواب الخير والعطاء.

اقرأ أيضاً:

شماعة التبرير والابتعاد عن طريق النجاح

مفهوم النجاح بين الحقيقة والتوهم

اليوم العالمي للقضاء على الفقر

اضغط على الاعلان لو أعجبك

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

********

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

اضغط على الاعلان لو أعجبك

د. وائل زكي الصعيدي

خبير مناهج وطرق تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها/ جامعة الاقتصاد والتجارة الدولية

محاضر في: جامعة الدراسات الأجنبية كلية العلوم الإسلامية الصينية / بكين – الصين

دكتوراه فى المناهج وطرق تدريس اللغة العربية

ماجستير في أدب الأطفال، ودبلوم خاص في المناهج وطرق التدريس، رئيس قسم الموهوبين بإدارة ميت أبو غالب التعليمية دمياط سابقاً

عضو اتحاد كتاب مصر

مقالات ذات صلة