مقالات

اليوم العالمي للقضاء على الفقر

حسنا فعلت “منظمة الأمم المتحدة” أن جعلت للفقر يوما عالميا لتذكير سكان المعمورة بوجود الفقر كمشكلة عالمية تزداد استفحالًا كل يوم، وأن الملايين يقعون فريسة في براثن الفقر يوميا جراء الأمراض والكوارث الطبيعية والنزاعات السياسية والتوجهات الاقتصادية العالمية الفاشلة إلى آخر هذه الأسباب، مع اعتبار الفقر مهدرًا لحقوق الإنسان وذلك في الإعلان الرسمي لحقوق الإنسان عام 1948م.

الإنسان لا يحتاج ليوم عالمي لتذكيره بمشكلة الفقر؛ فهي مشكلة عالمية يشعر بها الإنسان جيدا، لقد علمونا أن الإنسان كائن حي حساس. إنه يحس بقرصة الجوع في بطنه ويشعر بفقدانه لمقومات الحياة الرئيسية اللازمة لكمال إنسانيته من مأكل ومشرب ومسكن، هو لا يحتاج من منظمة الأمم المتحدة يوما عالميا للفقر، هو يحتاج من منظمة الأمم المتحدة أن تطبق القانون الدولي بكل حزم وقوة لمنع أسباب الفقر، هو يحتاج من منظمة الأمم المتحدة أن تكون منظمة مستقلة غير مسيَّسة ولا مؤثر عليها سياسيا لتكون خير معبر عن صوت الإنسان المظلوم والمقهور في هذا العالم .

لقد أنشأت منظمة الأمم المتحدة في أكتوبر عام 1945م بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بهدف إنفاذ القانون الدولي لتنظيم العلاقات بين الدول وحل المنازعات السياسية التي قد تُفضي لحروب فيما بينها، ولكن أين الدور الجاد للأمم المتحدة فيما يتعلق بأسباب الفقر؟!

ومنها على سبيل المثال ممارسات الشركات متعددة الجنسيات الاقتصادية التي تستثمر في دول فقيرة مستغلة فيها حاجة السكان وذلك لتحقيق الربح تحت يافطة الرأسمالية البراقة مما يزداد فقر سكان هذه الدول نتيجة هذه الممارسات الاقتصادية المستغلة.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

بنجلاديش مثالا

تابعت فيلما وثائقيا في قناة “دوتش فيلة” الألمانية الناطقة بالعربية عن صناعة الملابس والجلود في بنجلاديش والشركات العالمية التي تستثمر في هذه الدولة مستغلة الفقر المدقع لسكان هذه الدولة وإعطائهم أجورًا متدنية للغاية لا توفر لهم العيش الكريم مع ساعات عمل كبيرة مع عدم توفير الرعاية الصحية لهؤلاء العمال في ظروف عمل تصيب بالمرض خاصة وهم يعملون في الملابس المصبوغة واستخدامهم لمواد كيماوية تصيب جلودهم وصدورهم بالمرض،

بالإضافة لعرض الفيلم الوثائقي لمكان سكناهم حيث منازل الصفيح وسط المستنقعات والمجاري المائية غير النظيفة، والمدهش أن ملابسنا صاحبة الماركات العالمية التي نرتديها هي من صنع أيادي هؤلاء البؤساء الفقراء، والذين زادتهم هذه الممارسات الاقتصادية المستغلة فقرا على فقر وبؤسا على بؤس.

والسؤال أين دور منظمة الأمم المتحدة التي حددت يوما عالميا للفقر من الممارسات الاقتصادية المستغلة لهذه الشركات الكبرى في بنجلاديش وغيرها من الدول الفقيرة؟!

العراق وأفغانستان

من الممارسات السياسية التي أصابت أهل هاتين الدولتين بمزيد من الفقر والبؤس احتلال أراضيهما وتدمير البنية التحتية في هاتين الدولتين بشكل متعمد؛ مما استفاد من هذا الوضع شركات البناء الكبرى متعددة الجنسيات والتي دخلت العراق وأفغانستان بعد الغزو لإعادة البناء مستفيدة من الاعتماد المالي المُخصص لإعادة بناء ما دمرته الحرب،

وكذلك استفادت شركات تأمين الحراسة على المؤسسات الحكومية والمناطق الحيوية لغياب الأمن في هاتين الدولتين المنكوبتين؛ فمصائب قوما عند قوم فوائد. والسؤال أين دور منظمة الأمم المتحدة من مثل هذه الانتهاكات السياسية التي تتسبب في الفقر وزيادته؟

اضغط على الاعلان لو أعجبك

على منظمة الأمم المتحدة أن تقف بكل حزم وقوة أما أسباب الفقر العالمي وتحارب بقانونها الدولي الممارسات السياسية والاقتصادية من جانب الدول الكبرى بحق الدول الفقيرة الضعيفة والتي يكون ضحيتها الفقراء الضعفاء،

والذين يزدادون فقرًا وضعفًا جراء هذه الممارسات، كذلك يجب أن يكون للمنظمة موقف قوى تجاه السياسة الاقتصادية للشركات المتعددة الجنسيات المستغلة لحاجة الدول الفقيرة للاستثمار على أراضيها ولكنه استثمار غير منصف يهضم حقوق الفقراء.

اقرأ أيضا:

الصين تحارب الفقر

صناعة الجوع وخرافة الندرة

خدعوك فقالوا عن (الزيادة السكانية )

اضغط على الاعلان لو أعجبك

على زين العابدين

باحث بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالمنصورة

مقالات ذات صلة