إصداراتمقالات

الصبي و الذئب

الصبي و الذئب

تَركتُهم أمامَ شاشة التليفزيون لِيُشَاهدوا بَرامِجَ الأطفال، وانْسَلَلْتُ خِلْسَةً لِأُتِمَّ مَا بَدَأتُ مِن مُذاكرتي التِي تَأبَى التَّمَام ولِأجِدها في نهاية الأمرِ استحالَت مَحَاقًا، وكنتُ آمُلُ حتَّى لو وجدتْهَا هِلال! : )
أطفالُ أختي- ريَاحيين الحيَّاة- الذين لم يتجاوزوا الثلاث والأربع سنوات، يُدَقِقُون النَّظر ويشْرَئِبُون بأعناقِهم منتبهين غير مُلتفتين إلىٰ جوَارِهم أثناء مُشاهدة “فيلم كرتون”.
الفيلم ليس من إعداد عربي كامل،بل هو مُدَبلج إلى العربية الفُصحىٰ وزد على ذلك العربيّة الإسلامية بأن يُلقِي الصبي مثلًا على والده أثناء المشهد السلام قائلًا: السلام عليكم، وأن يتقبل العطاء شاكرًا جزاك الله خيرًا .. إلى آخره.
أمَّا عن محتوى الفيلم؛ فإنَّه يحكي عن المصادقة بين الإنسان و الذئب ! وكيف يُصَوِّر لك وداعة وطيبة الذئب الذي تصادقَ مع الصبي الصغير، بل وأنكَى من ذلك أن الذئب قد أنقذ حياة الصبيّ من الخطر ذات مرة.

-ليْتَ شِعري هل المُشرِف علىٰ هذه البرامج سطحِيّ الاهتمامات بأن اهتمَّ بالترجمة والحفاظ على السمت “الإسلاميّ” الظاهريّ فقط ولمْ ينتبه إلىٰ محتوى فيلم الكرتون.
أم هو ذنبُ الأمِّ التي تَركتْ صِغارها يُشاهدون تِلك الأفلام بدون اهتمام لمُحتواها، وظَنّت أنَّ أطفَالها كانوا أجنّة في بطنِها فقط، ولم تُدرك أنهم يولدون ليكونوا أجنَّةً لها في صفاتِها وأخلاقِها ومَا تَسقيه لهم مِن رَوْحها،وليس مِن شَاشَة ليسَ لهَا روحٍ عاملة ؛تُزَيِّفَ الحقَائِقَ لِـ طُفُولَةٍ تملك قوة تغيير الحقائق وتبديلها!
أمْ هِيَ وْيْلَاتُ التّبْعِيّة؟! …. التِي تْجعْلُنا نَرْزَحُ بالأغلالِ فِي ذِلّة..!

-يَحْيىٰ …بُنَيّٰ:
مَاذا تَفْعَل يَا أيها الصبي إذا أغَار علينَا فِي بيتِنَا هذَا أحدُهم، وظلَّ يْصرُخُ : سأشارككم دَارَكُم هذِه ولانِقاش!
-يَحْيَىٰ..بُنَيَّ:
كَيَف تَستَطيع مُشاهَدة برامجك المُفضَّلة بِحُرِّيَة دُون أَنْ يُمْلِي عليْكَ أحدُهم مَا تُشَاهِد؟!
-يَحيىٰ..بُنَيَّ:
هل إنْ عَرَض -هذا- عَلَيْكَ صُلْحًا؟… أَتُرَاكَ تُصَالِحْ؟!

اضغط على الاعلان لو أعجبك

هَلُمَّ -بُنَيَّ- ادْنِ أنْتَ وأخَاكَ… أحكيْ لَكُما حِكَايَة… حِكَايَةَ فَلَسْطِينْ.

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

داليا عادل

طالبة بكلية الطب – جامعة المنصورة

باحثة ومحاضرة بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالمنصورة

مقالات ذات صلة