مقالاتفن وأدب - مقالات

البعض يبحث عن روءة .. ويغفل عن حقيقة الزواج!

إذا قمت بالبحث على جوجل عن روءة ، سوف تظهر لك روءة الفتاة التي يتمناها الجميع، أو روءة فتاة أحلام الرجال، وسوف تجد العديد من الفيديوهات التي تحث الفتيات على الاقتداء بروءة؛ حتى تكون حياتهن أفضل، ولكي يتمتعن بزواج ناجح.

بعد كل هذا يحق لكم أن تتساءلوا عن من تكون تلك الفتاة؟ ولمَ أخذت كل هذه الشهرة والقبول لدى الكثير؟ وهل فعلاً هي فتاة أحلام جميع الرجال؟ وما هي المميزات التي جعلتها تنفرد بكل هذا الإعجاب؟ وهل تستحق أن تكون مثلاً وقدوة للزوجات؟

روءة هي شخصية خيالية من فيلم العار، تأليف الكاتب محمود أبو زيد، تمثل سيدة جميلة وفية متزوجة من كمال، وهو تاجر مخدرات تطيعه في جميع تصرفاته، دون أن تناقشه أو تسأله عن أي شيء، شخصية ضعيفة خاضعة لأقصى درجة، لا تتمتع بأقل درجة من التعقل، فلا تشير على زوجها، ولا يؤخذ منها رأي، تؤمن بالخرافات والخزعبلات وتصدق بها، لا يوجد لديها رؤية للمستقبل أو أي طموحات.

إذا لماذا أخذت كل تلك الشهرة برغم ضعف شخصيتها وجهلها بحقيقة دورها كزوجة؟

اضغط على الاعلان لو أعجبك

الإجابة تتمثل في اختيار بطلة جميلة؛ لتكسب تعاطف الجمهور وتقديمها على أنها تفعل كل ما تفعله من مساعدة زوجها، في جلب وبيع المخدرات بدافع من الحب، فلا يمكنها رفض طلبه، وأيضا قد قام المؤلف بجعل روءة فتاة بنت بلد؛ ليكسب تعاطف الغالبية من الجمهور، وببعض الحبكات الدرامية جعل منها ضحية تموت في القصة؛ خوفاً منها على مصلحة زوجها التي تتمثل في نصيبه من المخدرات المجلوبة.

إذا هل تستحق روءة أن تكون فتاة أحلام الرجال؟
بغض النظر عن كون روءة شخصية خيالية يندر -إن لم يكن مستحيلاً- وجود مثلها في الحقيقة، إلا أن الرجال الذين يرون في روءة فتاة أحلامهم هم رجال غير عقلاء؛ وذلك لكونهم لم يختاروا شريكة حياة تساعدهم علي الخير والوصول للتكامل، بل اختاروا الزواج من خادمة مطيعة عديمة الشخصية؛ وذلك قد يرجع لعامل نفسي من قبل هؤلاء الرجال، أو أنه شعور بالنقص من مخافة الزواج بإنسانة لا تقبل الخطأ ولا تسمح ولا تتنازل عن تقويمه؛ لأنها تعلم جيدا أن هذا من واجباتها تجاه زوجها، كما القيام على تلبية طلباته إن لم يكن الأهم.

فالزواج هو رحلة تكامل لكلا الطرفين، المرأة تكمل الرجل وتقوّم اعوجاجه، والعكس فالرجل يقوّم المرأة ويساعدها على التكامل.

وهنا نتساءل كيف لمن يطالبون الفتيات بأن يقتدوا بروءة أن يبرروا طلبهم؟!
كيف يطلبون من النساء أن يتركن دورهم ويتجردوا من إنسانيتهم ليصبحن خاتماً في يد زوج مثل كمال؟!  للأسف هذه رؤية قاصر تنبع من الجهل سواء بمعنى الزواج أو الغاية منه أو بدور كلا الطرفين.

ومن هنا نحب أن نوضح أن الزواج هو الارتباط بغاية التكامل، فيجب أن لا يبتعد الزواج عن غايته الحقيقية وهي التكامل، أو بمعنى آخر إصلاح النفوس وسد الاحتياجات وإنشاء أسرة صالحة، فكما أن لكل منهما على الآخر حقوقاً مادية، فإن لكل منهما حقوقاً معنوية وهي المساعدة على دفع النفس لفعل الخير، هكذا يكون الزواج السليم وإلا كان شيئاً آخر مصيره الفشل؛ فما بني على باطل فهو باطل.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

 

اقرأ أيضاً:

الزواج مرة اخرى: أريد حلاً

لأن الحلال أجمل، لا تنتظر!.. الزواج الناجح كيف يكون ؟

بين دعاوي العزوبية وقدسية الزواج ، هل يمكن ان يقول أحدهم (متزوج وأفتخر) ؟

اضغط على الاعلان لو أعجبك

 

مؤمن أحمد سيف

عضو بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ أسيوط

مقالات ذات صلة