مقالات

الإستثمار الرابح

هناك نوعين من البشر …

نوع يبحث … فيكتشف أن حقيقة وجوده و شرفه في روحه.

و أن طريق تكامل الروح هو كمال القوى العقلية و تحكمها في القوى الشهوية و الغضبية الموجودتان لحفظ الجسد, فيبحث في الجسد فيفهم أنه بتدافعه في هذه الحياة الدنيا ما هو إلا وسيلة لكمال الروح.

بعد تحديد الإمكانيات (قوى عقلية و جسد) و الهدف (كمال الروح) ينطلق في رحلة طلب الحكمة اللانهائية, ينطلق باحثا عن الحق المطابق للواقع, الحق في ما هو كائن في هذا الكون و الحق في ما يجب أن يكون و ما لا يجب أن يكون, أي البحث عن الحق في المعرفة و الفعل.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

هذا الإنسان عندما يسلك الطريق الصحيح و يصل إلى الحق و يعيشه, ينظر إلى إستثماره (الروح) فيراه ينمو و يتكامل أمامه يوما بعد يوم فيشعر بمزيد من الرضا النفسي و الإقتناع بصحة الإختيار,

و يصبح كل يوم جديد في حياته فرصة ذهبية لمزيد من الربح و السعادة.

و ما يزيد من الرضا و الإقتناع هو دوام هذا الإستثمار حتى بعد إنتهاء رحلة العمر. بل إن الربح الحقيقي الدائم يتحقق بعد إنتهاء هذه الرحلة الشاقة.

النوع الثاني قد يبحث (و قد لا يبحث), و لكنه يعتقد أن حقيقة وجوده هي جسده,

و أن ما يرتبط به من قوى شهوية و غضبية هي قوى خادمة و موجوده لإسعاد هذا الجسد, و أن العقل يمكن إستخدامه كسلاح إضافي لخدمة هذه القوى, فيستخدمه عكس فطرته و يصبح حيوانا مسلحا بالعقل, يستخدم عقله لإختراع ما يديم الشهوة الفانية إلى أقصى حد ممكن, أو لقتل آلاف الأشخاص بضغطه زر لإرضاء غضبه و طمعه, و هدفه هو الحفاظ على إستثماره القيم … الجسد.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

يوما بعد يوم يرى هذا الإستثمار و ما أفنى فيه عمره يذبل شيئا فشيئا, تضعف قدراته و سلطاته الجسدية من قوة و جمال, فيعمل على إستبدالهما بسلطات المال و المنصب و العائلة الكبيرة العزيزة,

حتى هذه البدائل هي غير مضمونة بالكامل, فيوافق على ظلم الحاكم الجائر بشرط توفير الأمن و لقمة العيش, توفير ما يلزم لحفظ إستثماره الأغلى في هذا الكون … الجسد.

و لكن الحقيقة التي لا مفر منها أن الجسد ينتهي بالموت, فيجتهد لحفظ نفسه في ذرية تحفظ إسمه, أو بناء يخلده أو إنجازات تتداول على ألسن الناس تحفظ ذكراه أو يكتفي بشاهد قبر فخم يحفر عليه إسمه.

و لكن الدنيا بما فيها هي إلى زوال … فإختر لنفسك أخي الكريم أو أختى الكريمة الإستثمار الرابح, الإستثمار النامي, الإستثمار الباقي .

يا خادم الجسم كم تشقى بخدمته

اضغط على الاعلان لو أعجبك

أتطلب الربح فيما فيه خسران؟

أقبل على النفس واستكمل فضائلها

فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

أحمد عثمان

باحث ومحاضر بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ

مقالات ذات صلة