إصداراتمقالات

أى حب تقصد؟

أثناء تصفحي للفيس بوك أرى الكثير من تلك العبارات والمواعظ التي تملأ الصفحات والتي إذا طبقها الناس “على حقيقتها” لانصلحت أحوالهم جميعا، ومن هنا تمر أمامي تلك العبارة (“فرق كبير بين أن تحبها لأنها جميلة، وأن تكون جميلة لأنك تحبها.” -أنيس منصور) ولكنه لم يكن مرور الكرام إذ أنها تخلخلت إلى أفكاري لكي تلملم تلك الأفكار المبعثرة هنا وهناك لكي يراها القارئ في تلك السطور الآن.

الحب و#العاطفة تلك الكلمات التي ما كان لها سوى التأثير في النفس سوى التملك عند البعض فوجب علينا أن نطرق ذلك الباب بداخلنا لنرى ولنعرف هل تلك المشاعر والعواطف هل تأخذ ذلك السبيل وحدها أم تحتاج الى من يرشدها ويوجها حيث تتبع السبيل الصحيح؟ تلك النوازع التي فطرنا الله عليها هل هي تحتاج منا الى الرعاية والاهتمام تلك تساؤلات تحتاج الى إجابة؟

ولكن بحديثنا عن الحب والعاطفة وجب علينا أولا أن نعرف ما هو الحب لأن العواطف والأحاسيس في ذاتها تتسم بالفوضى والغموض وتفتقد إلى العقلانية والمنطقية؟

الحب هو توافق تلك المشاعر التي تشعر بها النفس تجاه الطرف الآخر والتي تنبع من القلب والتي تحدث بالنفس تلك المشاعر الفياضة التي تتوغل فيها النفس ويكون للحب بمثابة حلقات متواصلة ببعضها وتسعى جاهدة على التشبث بها حتى لا ينتهي ذلك الشعور الجميل لكي تحقق ذلك الاكتفاء العاطفي ومن ثم تسعى الى #التكامل، التكامل الذي اختزله البعض في تكامل العاطفة فقط، وهذه رؤية قاصرة؛ فالتكامل مع الطرف الآخر في حقيقته قائم على شقيين أساسيين: العقل ثم القلب. فيجب عند الارتباط أن تكون الأولوية للتوافق الفكري قبل الارتباط العاطفي وإلا تهدم البناء مع أول صدمة وبمرور بعض الوقت ما نرى إلا تهدم ذلك البناء معلنا السقوط وسط اندهاش منا، فتلك النتيجة صحيحة وفق تلك المعادلة غير القائمة على الأسس والمبادئ العقلية.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ومن هنا تنشأ الفجوة وهي أن تسبق مشاعرنا فكرنا فننساق وراء تلك المشاعر والعواطف بدون ضوابط وبذلك نجيب على تساؤلانا السابق وهو أن تلك العواطف والمشاعر هي قوة هائلة كامنة بداخلنا ولكنها تحتاج الى من يسيرها في الاتجاه السليم وكمثال على ذلك من إمكان أي شخص أن ينحاز شعوره وميوله العاطفية إلى شيء ويرى فيه كماله، ولكن إذا نظرنا لذلك الشيء بمنظور عقلي فمن الممكن أن نرى فيه الكثير من العيوب قد لا يدركها القلب أثناء اندفاعه بشعوره وعواطفه لما لها تأثير قوي في النفس لدرجة أن تؤثر على تفكيرنا فتجعلنا نرى القبح حسنا، فيجب أن تكون الأفكار هي من تثير المشاعر وليس المشاعر هي من تثير الأفكار، فإذن ما للعقل من دور سوى الحاكمية على النفس عامة و#القلب خاصة لكي يحدث ذلك التوازن ويصل بالنفس الى حقيقة الكمال.

#بالعقل_نبدأ

محمد حسن

 

طالب

باحث بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالقاهرة

مقالات ذات صلة