مقالات

نعلم الحقيقة ولكن…

نعلم الحقيقة ولكن…

تحدث أمامنا الكثير من المواقف المتناقضة فى أفعال بعض الأشخاص كأن يرمى أحدهم القمامة فى الشارع ثم هو ينتقد من يرمها أمام بيته! أو مدخن مبتلى ثم هو يتكلم بالسلب عليها وأثرها على صحته ومع ذلك يستمر فيها ويستشهد بحجج واهية!

للأسف يعلم المدخنون أن التدخين خطر على صحتهم وأيضًا مدمنى الخمور والمخدرات، حتى الكذاب يعلم أن الكذب ليس بمنجى كالصراحة والصدق ومن يلقى القمامة فى وسط الطريق… حتى فى الكلام و لغة الحوار والكثير من الأفعال والقرارات اليومية التى نعلم يقينًا أنها ليست الصواب، هناك فلاسفة ومفكرون وعلماء أو رجال دين كبار تكلموا فى أشياء كثيرة منها الصالح والفاسد ولا ننكر اجتهادهم فى هذا ولكن على المؤمن بشىء أن يعمل به؟ أو يسعى على الأقل لتحقيقه أم أنه فقط يتبادل الأفكار فيما يستثير اهتمام الجمهور؟

ولكن لماذا يغفل الكثير من الناس عن هذا ويتدهور حالهم ولماذا يسمحون لهذا الوباء بالانتشار؟

اضغط على الاعلان لو أعجبك

هناك ما يسمى بالفطرة التى خلقنا عليها الله أو تسمى عند الملحدين البرمجة السابقة أو الأولى، وعلى حسب التعريف الشهير لها (هى كلمة تعنى مزاج، طبيعة، بنية الجسم، أو الغريزة) ويمكن للكلمة في السياق الصوفى أن تعنى حدسًا أو بصيرة.

الكلمة مشابهة للمصطلح الكالفينى “إحساس ربانى”. وحسب الديانة الإسلامية فإن الإنسان يولد مع معرفة فطرية ، مثل الإحسان والرحمة وكل الصفات التي تكوِّن معنى الإنسانية، هى جزء من الفطرة) إنما الفطرة هى عند الكثير ذات صوت ضعيف مهمل يهمس فى صدور كثير منا وفى الأغلب نغفل عنهُ، إنها الحقيقة.

ماذا تفعل هذه الفطرة الضعيفة وسط هذا المجتمع وتأثيره علينا وقتله لفطرتنا السليمة بتكرار الأفعال السيئة، وبمنتهى الهدوء يلعب هذا المجتمع دورًا كبيرًا فى تغفيل الناس عن هذه الحقيقة، ومن وجهة نظرى هى ليست مجرد تغفيل بل هى جريمة تتم فى أعماقنا وتسوقنا إلى الانحراف عن الطريق الصحيح ونحن لا ندرى هذه هى الحقيقة أو الجريمة التى يعلمها معظمنا، للأسف سمحنا بنجاح هذا الغزو الذى يؤثر على أفكارنا ومعتقداتنا السليمة ونحن فى غفلة أو موهومون!

ولكن، دائمًا هناك فرصة للرجوع إلى الاستقامة أو لهذه الفطرة بل العديد من الفرص التى تمر علينا فى كل يوم ولكن لا نراها…! أفلا نرى أن فى كل صباح يومًا جديدًا هو فرصة للرجوع إلى فطرتنا ليس بشكل شامل ولكن بشكل أفضل من الأمس، أن تراقب نفسك لا الآخرين لأن حياتك تستحق أن تشغل نفسك بها، أن تكون أغلبية أعمال يومك تقودك إلى الإصلاح فى جوانب حياتك المختلفة، وهناك شىء عظيم جدًا نستهين به على الرغم من أننا نحتاجه حتمًا فى أغلب جوانب حياتنا وهو التفكير.

التفكير فى أفعالك وسلوكك وتصرفاتك قبل التسرع فيها، ولكن سؤال هنا، لماذا التفكير لا يؤثر على الفعل، هل نستهين بالعقل؟

اضغط على الاعلان لو أعجبك

العقل الذى هو أعظم ما فينا، الذى يقربنا من هذه الفطرة، اجعل لك فرصة فى التفكير أن تؤثر فى فعلك سواء كان هذا الفعل صالحًا فتكثر منه وتساهم فى انتشاره فتزداد ثقتك بنفسك ويعلو شأنك أم فاسدًا فتقلل منه وتقاوم انتشاره فتتجنب التدهور بشكل أو بآخر.

فقط اترك مساحة للتفكير قبل أفعالك اليومية خاصةً أن الكثير من الأفعال السيئة أصبحت بديهية كرمى القمامة والتدخين والفوضى وغيرها… فقط اهتم بأمرك ونشط عقلك وفكرك واجعله مؤثرًا فى أفعالك، لتضع رأسك على الوسادة فى آخر اليوم وأنت قد قدمت شيئا فى يومك مستبشرًا بنور صباح اليوم التالى أو الفرصة التالية لتكمل مسيرتك نحو الإصلاح بما تمتلكه من وسائل ربما تكون أبسط الوسائل كالابتسامة لمن حولك أو مساعدة صديق فى قضاء حاجته أو صدقة لمسكين أو بر لوالديك وهذا يختلف من شخص لآخر…

وكثير من الأعمال والفرص التى يجب اغتنامها بقدر الإمكان مع تحمل لشدائد الدنيا والصبر على البلاء والاجتهاد والمبادرة والسعى إلى الكمال. ربما يكون هذا الكلام سهلًا ولكن يجب أن يتعرف الإنسان أكثر على فطرته ويضعها أمام كل أفعاله وقراراته.

حتمًا سوف يشعر هذا الفعل أو القرار سيوافق هذه الفطرة أم لا ويتقرب منها ليعلم أنها جزء نقى نظيف يتصارع دائمًا مع الجزء المغيب عن الحقيقة ، عندها يوقن أنه لا فائدة من الانحراف وأن البحث عنها هو الطريق المستقيم .

اقرأ أيضا:

عن الفطرة

اضغط على الاعلان لو أعجبك

خمس معوقات على طريق الحقيقة

لحظة الحقيقة

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

طارق على

طالب

عضو بفريق مشروعنا بالإسكندرية

مقالات ذات صلة