مقالات

خمس معوقات على طريق الحقيقة

خمس معوقات على طريق الحقيقة

1. لا تقل أنا في فترة بحث عن الحقيقة ويجوز لي فعل أي شيء إلى أن أصل لعين اليقين!

فلا تستحل كذبا، ولا تستمرئ خيانة، فهذا ما تستقذره الفطرة السوية وتأباه؛ فإن كليات الأمور الأخلاقية هي قضايا بديهية ونوازع فطرية فُطر الناس عليها حتى صار لهم ميزان يحكمون من خلاله في رحلة بحثهم عن الحقيقة تلك؛ فإيمانك بهذه الأخلاق هو زادك الحقيقي وميزانك الموضوعي في الترجيح والاختيار، فلو وجدت دينا ينصر ظالما، ويدعو المظلوم للركون، ويشجع على قتل النفس البريئة، أو وجدت مذهبا لا يلقي بالا لإهدار كرامتك واحتقار حريتك، أو نظاما سياسيا يدعو للطبقية والتمييز بين الناس على حسب العرق واللون والنسب فستستطيع وقتها أن تحكم على الدين أو أي أيديولوجيا حُكم الراشدين؛ لأن حسن العدل وقبح الظلم من الأمور العقلية.

2. “الفرع لا يهدم الأصل، والجزئي لا ينقض الكلي” فلو آمنت بعدل الله وكماله وقدرته وسعة علمه، ثم لم تفهم بعضا من حكمته في بعض الأمور الجزئية التي لا تخالف العقل ولا تقدح في كمال الرب، فنقضك عرى الإيمان وقتها هو كمن رفض أخذ الدواء لأنه لم يفهم سبب إصابته بدور الأنفلونزا الأخير!

اضغط على الاعلان لو أعجبك

3. لا توجد في الدنيا حرية مطلقة، وكثيرا ما تتخفى العبودية في ثوب الحرية! فلو آمنت بإله ورسول وكتاب، ثم تململت من بعض الأوامر والنواهي، فاسأل نفسك هل أنت تبحث عن الحق أم تود أن تعتنق ما يلائمك، فإن كانت الأولى ففي العقل مدارج لمن أراد المعارج، وإن كانت الأخرى فلتحلق في سقف شهواتك، إلى أن يشجك سقف حريتك!

لا تغتر بنفسك ولا تعجب برأيك ولا تتكبر على علم لأنك تظن أنه أتى ممن هو دونك؛ فالعُجب حجاب، والمغرور لن يصل للدواء، ومن أفنى نفسه لإثبات أنه الأعلم؛ أمات روحه ولم يتحصل على لذة المعرفة ولم يستظل بنور الهداية والعلم ولم يذق فرح الروح الشفيف؛ فالانكسار للمعرفة والتواضع للعلم هو سبيلك الممهد للوصول، ولا تكن من هؤلاء الذين يرون أن الاعتراف بعظمة الإله وقيوميته وحاكميته هو انتقاصا منك؛ فنحن لم ولن نكون أبدا ندا للخالق!

5. قد يكون الاستبداد والظلم حاجبًا قويًا عن الوصول للمعرفة والتبصر بالحقيقة، ولكن مهما عظم خطر الديكتاتورية يظل خطر العرف والبيئة والمحيط الاجتماعي وتأثيرهم على قرار الإنسان بتغيير معتقداته أشد ألمًا وأعظم خطرًا، وأكثر دافعًا للرفض والإنكار حتى وإن سطعت شمس الحقيقة على شغاف قلب المرء واعتقده ضمير المتجرد، فربما من يناطح الظالمين والمستبدين ينل بذلك حظوة وافتخارا من العوام والمصلحين ترضي ضميره وتكون له حافزا في المضي في طريقه، أما من يغير ما ورثه من بيئته، فلن يجد إلا حربا شعواء أو احتقارا وتلسينا وسخرية وشفقه في أحسن الأحوال!

تلك الأفكار يبدو من البديهي أن تكون حاضرة في عقلك بداية، وفي أثناء طرقك  لباب الحقيقة

؛ فمن أكثر قرع الباب يوشك أن يُفتح له، شريطة أن تجعل المنطق عينيك التي تميز بها الصحيح من السقيم، حتى لا يخدعنك بريق المجادلين ولا فصاحة البلغاء والمتكلمين.
وإن خالجك الشك فتذكر قول الغزالي “من لم يشك لم ينظر ومن لم ينظر لم يبصر ومن لم يبصر بقي في العمى والضلال”.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

اقرأ أيضاً:

الحياد عن الفطرة “لا تخربن حدائقكن” .. المرأة والمجتمع

خبز وورود … اليوم العالمي للمهدور حقهن

الفلسفة والدين … كيف ولماذا!

اضغط على الاعلان لو أعجبك

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط

ندعوكم لزيارة قناة الأكاديمية على اليوتيوب

أحمد السيد

بكالوريوس تجارة
خريج معهد إعداد الدعاة بوزارة الأوقاف
باحث بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالمنصورة

مقالات ذات صلة