مقالات

“الي نعرفه أحسن من الي منعرفهوش!” – لماذا التغيير صعب علينا؟

العجوز

“أنا لا أريد التغيير ، لأنني أجهله؛ كما أنني بدأت آلف تمامًا نمط حياتي”.

هذا ما قاله بالفعل رجل مسن عندما سُئِل عن التغيير! ولم يتطلب من هذا العجوز تغيير حياته بأكملها وإنما تغيير بعض الأشياء التي ألِف وجودها مع فقد لذتها ومتعة وجود الحياة التي تتصل بها.

عزيزي القارئ لا تستنكر فعل هذا العجوز، هذه الفكرة تترد على أذهان الكثير منا! فمعظمنا بالفعل هو هذا الرجل بشخصه أو نسير على نفس خطاه بدون أن نشعر، تُصادفنا الكثير من الفرص المتاحة أمام أعيننا ولكن بقليل من الخوف من مبدأ التغيير نفقد هذه الفرص.

أصناف من الناس

التغيير لا يتطلب قلب موازين حياتك وإنما يمكن أن يكون في قرار الارتباط، أو تغيير عملك، أو سفر، أو روتين اعتدت عليه. التغيير ما هو إلا اتخاذ قرار، واتخاذ القرار يترتب على أنماط شخصيتنا فيوجد بيننا المندفع الذي لا تهمه النتائج سواءً كانت في صالحه أو ضده، وإنما كل همه التخلص من التفكير وشبح الخوف عند اتخاذ القرار الذي سوف يعتمد عليه تغييره.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ويوجد أيضا المتأني الذي يفكر بشكل مستمر وصحيح في الطريق الذي سوف يسلكه للتغيير ويرسم خطاه بحيث لايخطئ إلا بالمعدل المقبول، ويوجد المتباطئ الذي لا يريد أي تجديد يطرأ على حياته أو مواكبة عصره. كل هؤلاء الذين لا يريدون المحاولة في الخضوع لرحلة التغيير، إنما هم يريدون البقاء في منطقة الأمان والراحة لهم وعدم تعكير خطة حياتهم ولأنهم اعتادوا على الثبات في نقطة واحدة بمبدأ “اللي نعرفه أحسن من اللي ما نعرفهوش!”

أنواع التغيير وشروطه

توجد معايير وشروط لأي تغيير يطرأ عليك وهو مدى إقبالك واقتناعك بالفكرة والقدرة على ترسيخها؛ ليكون  نابعًا من الداخل وليس مجرد قشور سطحية وتغيير خارجي لأن التغيير الداخلي هو النبتة التي تنبت داخلك وتثمر وتزداد يومًا بعد يوم.

يمكن أن يكون التغيير كليًّا أو جذريًّا، ولكن لا يدوم أي تغيير كلي إذا كان قائمًا على تغيير كل شيء بسرعة رهيبة ونحن لا يمكننا تغيير حياتنا وأسلوبنا وطريقة تفكيرنا في لمح البصر؛ لذلك لن يجدي نفعا وبعد فترة سوف يعود  من حيث أتى، ولكن التغيير المفضل لدى المعظم هو التغيير الجذري الذي يبني خطوة بخطوة حتى ينتج تغييرًا مبنيًا على أسس وأجوبة لجميع الاستفسارات التي يواجهها الشخص الذي يتبنى هذا النوع لتفادي هدم الفكرة التي قام على أساسها التغيير وثباتها وترسيخها جيدا.

إنه مغامرة

لماذا لا نأخذ التغيير كمغامرة؟ يمكن أن نعتبرها كذلك إذا بدلنا مخاوفنا من المجهول واعتبرناها ثقافة وتجربة جديدة سوف نخوضها، وتجريب المجهول والبدء في رؤية مميزات تغييرنا وتحبيب أنفسنا في هذا التغيير الذي طرأ..

في هذا الوقت نكتشف أنه لم يصبح مجهولًا بعد أن بدأنا أن نألفه. كثير من الناس يخشون التغيير لمجرد أنها كلمة مجهولة، وإذا تعرفوا على الفائدة التي سوف تعود عليهم من هذه التجربة لانفتح الناس في عالم جديد ورأوا الكثير من النعم، وسوف تظهر الحياة للناس بإثارة ولون جديد كلوحة فنية قاموا برسمها بأيديهم، ولسوف يفتح لنا أبوابًا جديدة ويظهر الكثير من الأشخاص الذين يضيفون بهجة وطعمًا للحياة من بعد فقد لونها وبشجعوننا على استئناف حياتنا على وتيرة جديدة.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

أرجوك عزيزي القارئ: إذا وجدت هؤلاء الأشخاص لا تدعهم يمرون بسهولة من أمام عينيك ولكن تمسك جيدًا بهم. في النهاية الوصول إلى التغيير المطلوب يتطلب منك ثقافة ووعيا كافيا بالنقطة التي تريد تغيرها، ويتطلب أيضا علمًا شاملًا وفكرًا متفتحًا للقيام بعملية تغيير فكرة معينة أو أسلوب اعتدنا عليه.

عليك معرفة ما تريده بالفعل والسعي إليه.

 

اقرأ أيضا

هاري بوتر والجمل الطيب …. الإعلام والأضرار التي يقدمها لأطفالنا الصغار

اضغط على الاعلان لو أعجبك

حب عاقل ينعش صاحبه.. لما لا نحاول أن نرتقي بقيمة الحب

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط

ندعوكم لزيارة قناة الأكاديمية على اليوتيوب

إيمان حمدى

عضوة بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالإسكندرية

 

مقالات ذات صلة