لغة العالم الأوسع انتشارا
سألني صديقي: عاوز أعرف يا دكتور إيه أكتر لغة منتشرة دلوقتي في العالم: الإنجليزية – الفرنسية – الصينية – البرتغالية؟ وإيه وضع العربية يا دكتور؟!
أجبته: أكثر لغة منتشرة في دول العالم كلها “لغة المصالح الذاتية” التي ضربت لغات البشر كلها في مقتل، واستحوذت عليها وجعلتها طوع بنانها!
زمن المصالح الذاتية
نظر إليَّ صديقي نظرة اندهاش مشوبة بالاستغراب والحيرة وعدم الاقتناع، فبادرته قائلا: “لغة المصالح” يا صديقي اللغة السائدة في عالم اليوم، وشواهد ذلك عديدة متنوعة، أهمها:
- “باسم المصالح الذاتية” تنهار القيم وتنهار مثاليات فلسفة الفضائل كلها، وتبقى المصلحة وحدها سيدة المشهد الأخير ملكة متوجة على عرش لغات التواصل العالمي!
- “باسم المصالح الذاتية” يتحول الأصدقاء أعداء، ويصير الناصحون خناجر سامة تطعن في مقتل كل من تسول لهم أنفسهم أن يتجرؤوا على عفن الواقع ومتطلبات الظروف الراهنة ومستحدثات الضغط القهري الإجباري!
- “باسم المصالح الذاتية العفنة” تتغير النفوس وتتبدل القلوب وتنهار مواثيق الود الكاذبة، وآيات العرفان البالية ويبقى “الغدر البشري” وحده فارس الرهان في ساحة النفاق الملطخة بدماء السذج من البلهاء الأنقياء التعساء!
- “باسم المصالح الذاتية” العفنة “تتعرى رموز” كنت تظنها يومًا ملء سمعك وبصرك، وكنت تراها “أيقونات إلهام ذاتي”، ومصابيح نور تنير ظلام دروب حياتك، فإذا بها عندما هبت عواصف خريف المصالح غدت أوتادًا عارية تمترست في الأرض تُروى بماء الغدر، وتتنفس هواء الخيانة والنكران!
- “باسم المصالح الذاتية العفنة” ترى المتشدقين بالقيم يرتدون أقنعة المصالح، وقد توارت ملامح وجوههم الحقيقية تحت وطأة الظروف رافعين شعار “نحن فقط ومن بعدنا الطوفان” وليذهب كل متضرر إلى الجحيم!
- “باسم المصالح الذاتية العفنة” تُضرب المودة في مقتل ويُذبح الصدق ويُغتال الوفاء، وتبقى المصلحة وحدها في ساحة القتال مسلحة بخناجر الغدر السامة القاتلة!
- “باسم المصالح الذاتية العفنة” يموت بأعماقنا كل جميل وتبقى الجراح وحدها “ميراثنا الأليم”، نواجه بها سطوة الأيام وبطش الظروف ونبكي بها ومعها على أطلال الزمن الغابر الجميل الذي كان صرحًا من خيال فهوى!
تلك لغة المصالح الذاتية العفنة يا صديقي، لغة القوة في عالم لا مكان فيه للسذج الأنقياء البلهاء أمثالي وأمثالك.
دمت بود يا صديقي، ودام وصالنا منزهًا من المصالح العفنة، وهذا عهدي بك ويقيني وثقتي المطلقة فيك، وإياك أن تخون ثقتي يا صديقي، وإياك أن تقول يومًا:
“سامحني ظروفي أقوى مني”، وهنا سأقول لك: “فلتذهب أنت وظروفك إلى الجحيم!”.
مقالات ذات صلة:
امتحان الأخلاق وأبعاد الكون التسعة!
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا