مقالات

يوم القيامة

من مات قامت قيامته، وماتت الطبيعة وقامت قيامتها، لقد شهدت في هذا الصيف متغيرات كثيرة لم تشهدها الإنسانية من قبل أعاصير وفيضانات وحرائق وارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة في أماكن كانت تعرف بدرجات حرارة معتدلة، إنها الحرب التي لا هوادة فيها على الإنسان الفاسد المفسد بحق؛ الذي لن يهدأ له بال إلا بعد أن يجهز على الطبيعة الإجهاز التام،

هذه الطبيعة التي تنفست الصعداء وقت كورونا، عندها توقف الإنسان عن النشاط الصناعي وبالتالي قلة الانبعاثات الكربونية من المصانع المسببة للتغيّر المناخي، كذلك توقف حركة السيارات في الطرقات نتيجة حظر التجوال عالميا. وللسيارات كذلك أثرها الضار للبيئة خاصة لو علمنا أن عددها يزيد على المليار ونصف مليار .

وبعد مرور أكثر من عام على كورونا رجع التسابق الدولي المحموم على النشاط الصناعي وزادت الحركة مرة أخرى بعد رفع حظر التجوال، واختنقت الطبيعة مرة أخرى بعد فترة استجمام قليلة، ولكن هذه المرة لن تستسلم الطبيعة ولن تخنع مرة أخرى، فها هي تعلن تمردها وحربها على الإنسان ولسان حالها لا تراجع ولا استسلام .

ذوبان غرينلاند

تبلغ مساحة جزيرة غرينلاند بالقطب الشمالي تقريبا نفس مساحة ولاية ألاسكا الأمريكية. حيث تبلغ مساحتها مليون وثمانمائة ألف كيلومترمربع، هذه الجزيرة بها مليارات الأطنان من الكتل الجليدية، وبسبب ارتفاع درجات الحرارة يذوب ثمانية مليارات طن من الجليد يوميا في هذه الجزيرة؛ الأمر الذي يسبب بدوره زيادة في منسوب البحار والمحيطات التي تُصرف فيها هذه المياه من الجليد المذاب، مما يسبب الفيضانات التي تأكل اليابس وتغرق الدول .

اضغط على الاعلان لو أعجبك

احتراق السمك

في مياه المحيط الهادي بالقرب من الولايات المتحدة الأمريكية نُشر فيديو فيه السمك يتساقط لحمه داخل المياه نظرا لارتفاع درجة حرارة المياه إلى سبعين درجة، هذا ناهيك عن التغيّر الكيميائي لمياه المحيطات والبحار وزيادة الحموضة فيها الناتج عن الغازات الدفيئة التي تخرج من المصانع والتي تنزل في صورة أمطار على البحار والمحيطات، الأمر الذي يهدد الشعاب المرجانية التي تعيش فيها المئات من الكائنات البحرية الدقيقة، و يحتاج الوضع كما يقول المختصون لعشرات الأعوام حتى تستعيد البحار والمحيطات عافيتها.

دول الخليج

في عام 2050 لن يكون هناك عمل نهاري بل ستكون كل الأعمال بالليل؛ لأن وقتها درجات الحرارة ستكون في السبعينات؛ لأنه بهذا الشكل ستزيد درجات الحرارة كل عامين بواقع درجتين، الأمر الذي يهدد نمط الحياة بدول الخليج مما قد يؤثر اقتصاديا عليها.

الفيضانات والحرائق

الفيضانات التي عمّت مناطق واسعة في الصين ودول أوروبية عديدة، والفيضانات إما لارتفاع منسوب البحار والمحيطات لزيادة معدل التبخير الناتج عن ارتفاع درجات الحرارة، و بالتالي زيادة الأمطار المسببة للفيضانات، بالإضافة لحرائق الغابات في تركيا واليونان والولايات المتحدة الأمريكية.

ما العمل؟!

على الإنسان أن يتدارك غضبة الطبيعة التي بدأت ولن تنتهي، وكما قلت لسان حالها لاتراجع ولا استسلام، وكلنا يرى أن الوضع من سئ لأسوأ، والكرة الأرضية هي الكوكب الوحيد الصالح للحياة في مجرتنا، وعلى الإنسان أن يتبنى النهضة البيئية كبديل عن النهضة الصناعية، وأن يركز على الحلول البيئية، وعلى البدائل المختلفة عن الصناعة، ولا أقول إلغاء الصناعة، ولكن الحد من الملوثات الناتجة عنها، والإنسان يستطيع ذلك ولكنه عدو ما يجهل صديق ما يألف .

والبدائل كثيرة ومتوفرة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح كبدائل رخيصة عن البترول والفحم والغاز، هذه البدائل من الحلول البيئية.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ولكن تحارب لأن شركات النفط العابرة للقارات ليس من مصلحتها توجه البشرية لمثل هذه البدائل الآمنة والصحية، ولاننسى الوعى البيئى ويدخل ذلك في المناهج التعليمية لتعليم الصغار أهمية البيئة وأهميتها للحياة، وأن يدرك الإنسان أن النهضة الصناعية انتهت بالكارثة على هذا الكوكب وآن الأوان أن يفكر الإنسان في نهضة مغايرة، وأن يؤمن أن القرن الواحد والعشرين هو قرن النهضة البيئية.

اقرأ أيضاً:

التغير المناخي قادم

البناء الأخضر

اهتمامٌ ببناءِ البنيانِ وإهمالُ بناء الإنسانِ

*****************

اضغط على الاعلان لو أعجبك

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

على زين العابدين

باحث بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالمنصورة

مقالات ذات صلة