مقالاتأسرة وطفل - مقالات

يعني ايه تربية ؟ ( الجزء الخامس ): أساليب وفنون التربية فى سبع نقاط

فنون التربية السبع :-

أولا: فن الخطابة والإقناع (الإعلام)

والإعلام والخطابة يشملان كل بوق يعد إعلاما بدءًا من ميكروفون المسجد والمدرسة وحتى الإذاعة والتليفزيون والإنترنت حديثا، أما الخطابة فقد استخدمت منذ قديم الأزل وحتى الأنبياء والصالحين استخدموها ومارسوها كنوع من التربية لمخاطبة جميع مقومات الشخصية من حيث العقل والقلب والإرادة لتستدعِى فيها عناصر الخير والفلاح.
ولا ننسى الخطب المميزة للنبى حتى أنه ختم حياته بخطبة سميت (خطبة الوداع) وتعد الخطبة وسيلة لتحريك وتربية العقل الجمعى، وهى وسيلة تقتصد فى الوقت والجهد؛ حيث توجه عددًا كبيرًا من الناس معا فى وقت واحد، ولا شك أننا جميعا كآباء وتربويين لا نستطيع إنكار أثرها على المجتمعات كافة، وتأثير الإعلام والإنترنت وغيرهما على أطفالنا اليوم هو أشد أثرا عليهم من أى أسلوب تربوي آخر مما يترتب عليه مسئولية عظيمة فى انتـقاء ما يعرض لأطفالنا ويتعرضون له من تلك الأبواق الإعلامية المختلفة وضرورة انتقاء ما يناسبهم جيدا.

ثانيا: الأسلوب القصصى

للقصص دور فى تحريك عقولنا جميعا؛ فهى تربى القيم والأخلاق والعقول وقد استخدمها الله سبحانه وتعالى كأسلوب تربوى فى الخطاب القرآنى لبنى البشر وكذلك استخدمتها أمم سابقة كثيرة لنقل الحضارات والتاريخ فلا شك أنها من أقدم الأساليب التربوية الناجحة المثمرة أيضا يقول تعالى
﴿َفاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ سورة الأعراف الآية
176

ثالثا: ضرب الأمثال

ويستخدم أسلوب ضرب الأمثال لتقريب المعانى والمفاهيم لأذهان الناس
وأيضا تم استخدام هذا الأسلوب فى كلام الله سبحانه وتعالى، حيث ضرب أمثالا لأقوام قبلنا، وبضرب الأمثال علمنا الله الكثير ونُقلت ثـقافات إلينا وتعلمنا ما ينفعنا وتركنا ما يضرنا، كما أنه أسلوب مميز ومحبب للناس لأنه يسرد لنا تجارب الآخرين لنتعلم منها أو يسرد لنا قيما وأفكارا قد لا نتعلمها إلا بتخطى مواجهات وصعوبات الحياة، إلا أن ضرب الأمثال يحفظنا من خوض تلك التجارب المؤلمة ويضمن لنا الانتفاع بفوائدها دون ألم أو معاناة.
يقول تعالى ﴿وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ سورة الحشر

اضغط على الاعلان لو أعجبك

                ﴿وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ﴾ سورة العنكبوت

رابعا: العبر والمواعظ

وفى العبرة والموعظة آثار وفوائد جمة، فمثلا فى قصة الحمار والرجل الذى مر على قرية وهى خاوية على عروشها علّم الله سبحانه وتعالى الرجل من خلال التجربة العملية، وعلّمنا من خلال نقل تلك التجارب من الأمم السابقة إلينا حفظا لنا من تكرار أخطاء من سبقونا ولنعتبر ونتعظ مما مروا به.
قال تعالى:
﴿هَٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ﴾ آل عمران: 138
كما ذكر فى قصة الرجل والقرية ليعلمنا من خلالها عن قدرته ويعطينا موعظة عن الحياة
قال تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۖ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ۖوَانظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ ۖ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾
 سورة البقرة الاية259

خامسا: القدوة

 ﴿َّلقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ الأحزاب 21
وقد مر فى مقالنا الأول الحديث والتأكيد بإسهاب على دور القدوة فى التربية، والقدوة لا تكون فقط فى الآباء بل هى فى البيئة المحيطة بالطفل عموما بداية من المنزل وحتى النخبة والصحبة والمعلمين…
وأسلوب التربية بالقدوة هو أهم ألف مرة من باقى الأساليب التربوية لأنها تحدث سواء عن قصد منا أو حتى دون قصد؛ فهى أساس التربية والمؤثر الأول فى تربية الأبناء، فبالقدوة والنخبة تبنى الشعوب، وبالقدوة يتربى الصالحون كما يتأثر الفاسدون أيضا، وعلى القدوة مسئولية عظيمة، كل فى موقعه مسئول بما هو قدوة لغيره ومن هم تحت مسئوليته فلنكن على قدر المسئولية أيها الآباء وأيها المربون.

سادسا: أسلوب الحوار وطريقته

والحوار الصالح والممتلئ بالحكمة يؤتى أفضل ثمار التربية، فيتمكن المحاور من معرفة وتقييم الآخرين على كل المستويات، ويستطيع أن يحدد نقاط القوة والضعف فى الشخصيات ويتعرف على مشكلاتهم وتجاربهم، وعلى هذا الأساس وبتوجيه الحوار بشكل سليم يستطيع توجيه كل فرد لما يناسبه وما فيه صالحه، كما يستطيع بالحوار أن يثبت حقا أو ينفى باطلا وأن يوضح الأمور فيقرب أطفاله والمسئولين منه إليه…
قال تعالى فى رسالة لنا ووصية لرسوله الكريم
قال تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ النحل:125

سابعا: فنون وأساليب الشعر والمراسلات

وهما آخر الأساليب وهما متداخلان مع بقية الأساليب السابقة، فكلما كان الأسلوب شيقا وجذابا كان الحوار مثمرا، وكان ضرب الأمثال والقصص مسموعا ومؤثرا، وكانت الحكمة شيقة ومحققة للمغزى من العبرة والموعظة، ويتقبلها المتربى بأحسن القبول وتؤثر فى نفسه وعلى حياته بالغ الأثر.
وطريقة وترتيب الرسالة -حتى شكلا- له أثر فى نفس الإنسان أيًّا ما كان  فما بالنا بالطفل الذى لم يتعكر صفو نفسه بعد بضغوط وتعقيدات الحياة،
كما أن الأثر لا يكون بطول الرسالة أو بلاغة الشعر فقط ولكنه يعود إلى صدق المحتوى وصدق النية فى الإصلاح والتربية بمحبة وعطاء وإيثار.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

 

اقرأ أيضا :

يعني ايه تربية ؟ ( الجزء الأول ) – ما المقصود بالتربية ؟ وما هو تأثير القدوة ؟

يعني ايه تربية؟ ( الجزء الثاني ) – دور البيئة في عملية التربية وصناعة الإنسان

يعني ايه تربية ؟ ( الجزء الثالث ): تأثير الصحبة والمدرسة ووسائل الإتصال والقادة

اضغط على الاعلان لو أعجبك

يعني ايه تربية ؟ ( الجزء الرابع ): 6 فنيات تربوية فى المعاملة الأبوية مع الطفل

رحيل محمد

عضوة بفريق بالعقل نبدأ بالقاهرة

مقالات ذات صلة