مقالات

مشاكل لا تنتهي، ياريتني مكنتش موجود! – متى نقدر حياتنا؟

المشاكل والوجود

كان هناك رجل طموح لديه عمله الخاص يعرف ما الذي سيفعله مستقبلًا يعيش في وسط أسرته بين زوجته وأولاده دون مشاكل وكان والده ووالدته يسكنون بالبيت المجاور له، تمنى ذلك الرجل تلك الحياة وعندما حصل عليها كان يَعُمه شعور الفرحة والانبساط بهذه الحياة التي يُريدها الكثير من الناس لما تتميز بالاستقرار وراحة البال وهدوء النفس.

لكن سُرعان ما اختلفت ظروفه بما حدث فيها من مشاكل سواء على مستوى أسرته التي لم يستطع التعامل معها ليست لصعوبتها بل لأنه لم يتصور حدوثها أبدًا، بالتالي لم يكن لديه القدرة على التعامل معها، وأيضًا مشاكل جوهرية في عمله فعجز عن حلها لأنه لم يكن يتصور أنه من الممكن أن تقابله مشاكل في أي فترة أثناء عمله، تلك المشكلات قد يمر مثلها على كثير من الناس فإن لم يكن لدى الإنسان العقلية المنطقية التي تُحدد المشكلة أولًا ثم ترجع خطوة إلى الخلف لكي تنظر إلى أبعاد تلك المشكلة ثم يُحلل المشكلة ويعرفها تعريفًا ذاتيًا فيأتي بجذور المشكلة لكي يجد لها حلًا فلن يستطيع أن يتعامل مع تلك المشاكل لوحده أبدًا.

الهروب من المشاكل

فابتعد الرجل عن تلك المشاكل بدلًا من أن يحاول أن يجد لها حلولًا بالمشي في فضاء المدينة وسمح للاكتئاب أن يُسيطر عليه وشعر بأنه ليس له أي فائدة، تلك الحالة التي يقع فيها كل منْ ليس لديه معنى لحياته وقيمة فاضلة يسعى إليها فرُب قيمة يسعى الإنسان إليها فتعلو بصاحبها وأُخرى تهوي بصاحبها إلى الأسفل.

… ثم تعب من المشي فجلس في مكان غير معتاد على الجلوس فيه حيث لا يراه أحد أبدًا ثم تمنى وقال: «ياريتني مكنتش موجود» فلم يُدرك قيمة الوجود! تلك النعمة العظيمة التي وهبها الله له لكي يسعى في الأرض إصلاحًا ولنشر الخير فيها ولتطبيق العدل، وأخذ يبكي كثيرًا فاستُجيبت أمنيته حيث أصبح وجوده كعدمه لا يعرفه أحد كرجل غريب يراه الناس لأول مرة لكنه لم يُدرك أن أمنيته استُجيبت حقًا.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

وامتلك الفرصة لكي يرى العالم كيف يبدو بدونه من غير أن يشعر بامتلاكه لتلك الفرصة، فرجع إلى بيته فوجده مهجورًا من عشرين عامًا وأخذ يبحث عن زوجته وأولاده فلم يجدهم ثم ذهب إلى والده ووالدته مُسرعًا فوجدهما، ولكن لم يتعرفا عليه لا والده ولا ووالدته فأخذته الدهشة بما رأى بل إن والدته منعته من دخول البيت فأخذ يبكي مرة ثانية فأدرك أن أمنيته استُجيبت.

الحل

وبعدها أدرك أن حياة كل إنسان متصلة بالعديد من الحيوات الأُخرى وحينما لا يكن موجودًا يترك فجوة كبيرة ثم أدرك أنه ارتكب خطأ كبيرًا عندما تخلى عن حياته .

فعاد إلى نفس المكان الذي تمنى فيه أمنيته لكي يتمنى أن تعود إليه حياته بكل ما تحملها من مشاكل في أسرته أو في عمله فاستجيبت أمنيته مرة أُخرى، فرجع إلى بيته بعد غياب فكان أولاده ووالده ووالدته في انتظاره وكانوا في قمة الشعور بالسعادة لرؤيته ولوجوده بينهم، بينما كانت زوجته تبحث عنه وأيضًا كانت تبحث عن حلول لمشاكله في عمله باستشارة الخبراء في مجال عمله، وبعد فترة قصيرة كل مشاكله في عمله تم حلها وكذلك مشاكل أسرته فقد استعان بزوجته لحلها وكانت أكثر منطقية في التعامل مع المشاكل عنه بعد أن أدرك نعمة وجوده بين أسرته وهم أيضًا أدركوا تلك النعمة العظيمة.

طالع أيضا:

خلود جلجامش في عصر العولمة .. ولنا من روايات السابقين عبرة

اضغط على الاعلان لو أعجبك

المعاناة والألم … هل من سبيل للخلاص من المعاناة ؟ ولماذا نعاني من الأساس ؟

بعد فضيحة الفيسبوك… ما هو مصير المعلومات المسروقة؟

*************

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط

ندعوكم لزيارة قناة الأكاديمية على اليوتيوب

اضغط على الاعلان لو أعجبك

خالد حسام

عضو فريق مشروعنا بالعقل نبدأ المنصورة

مقالات ذات صلة