مقالات

وسع أنا اللي هاسوق!، بس أنت أساسا مش معاك رخصة!

خليني أنا قدام!

” المركب اللي بريسين تغرق” هذا المثل الشهير الذي نردده كثيرا خاصة إذا أردنا، نحن، أن نكون في مقعد القيادة و أصحاب القرار. ذلك المقعد الذي يشع ضوءاً يخطف الأنظار ويتنافس حوله الكثيرون في كل نواحي الحياة، ففي المنزل نجد أكبر الخلافات التي تنشأ بين الأزواج تأتي نتيجة عدم  حسم أو عدم الاتفاق بينهما حول من يتولى مقعد القيادة ومن له الحق في اتخاذ القرارات المصيرية المتعلقة بحياة الأسرة. وفي العمل لا توجد معايير ثابتة لاختيار القائد، معايير لا تخضع للعلاقات بل تخضع للكفاءة

وسع أنا الي هسوق

فمثلاً المسئول حينما يتولى سلطة أو إدارة مؤسسة يبدأ أولا بهدم كل ما كان قبله ويتصرف وكأنه لن يغادر هذا المنصب وتظل المؤسسة عند نقطة البداية دائما. إذن فهذا الصراع الأبدي حول القيادة والذي هو نابع من غريزة حب السلطة والسيطرة لدي النفس البشرية لن يتوقف. ولكن تستفحل اَثاره السلبية كلما قلت الرقابة وضعفت القوانين المنظمة لعملية تداول أي سلطة  داخل أي مؤسسة ويصبح معياراختيار الكفاءات في كثير من الأحيان هو درجة القرابة أو اختيار أهل الثقة، في مناصب لا تعتمد على أو لا تشترط وجود عنصر الثقة بقدر ماتحتاج الكفاءة

وتضيع الكثير من الخبرات والمواهب الحقيقية مما يفقدها الثقة أو الأمل في إمكانية حصولها على المركز الذي تستحقه. أما المعاناة الحقيقية فتكمن في بقاء الوضع دائما على ما هو عليه فلا تقدم ستحرزه أي مؤسسة مع انتهاج هذا الطريق، وستظل تهدر الكثير من الطاقات من أجل الوصول للكرسي  وتضييع كثير من الوقت ومن الفرص في رحلة الوصول إليه.ويصبح الشغل الشاغل للفرد في أثناء رحلة حياته هو أن يظل يبحث عن هدف مبهم ليس لديه الوسائل التي تجعله مؤهلا للوصول إليه أو حتي السير في الطريق الصحيح لذلك.

ومن أوضح الأمثلة أيضا على مدى تحكم هذا النوع من الصراعات في حياتنا هو العلاقة بين الرجل والمرأة وصراعهم الدائم حول مقعد القيادة، فكلاهما يرى أنه الأجدر ليكون ربانا لسفينة الحياة، وخلال الرحلة يضع الجميع طاقاته كاملة لإنهاء الصراع لصالحه دون أن ينتبه أي منهم للطريق وتقلبات الأجواء حولهم التي قد تعيق سير سفينتهم على نحو قد يتسبب في حدوث كارثة. فلا أحد يكترث لهذه التقلبات وما قد تسببه غفلتهما  عن مراقبة شراع سفينتهم.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

حب السلطة

وهكذا يظهر الصراع حول السلطة فهو سبب رئيسي لأغلب خلافات الأزواج، فكلا الزوجين يقرر أن يخوض معركة من أجل الاستئثار باتخاذ القرارات أو السيطرة والتحكم بالطرف الاخر.

إن الزواج قوامه التوافق والتكامل ووضوح المسئوليات لكل طرف ووضوح هذه النقطة بالتحديد يجنبنا الكثير من الخلافات.فلن يصمد طويلا زواج أمام صعوبات الحياة إذا كان قائما على احتكار الآخر للسلطة واتخاذ القرارات وإلغاء سلطة الطرف الثاني ووجوده تماماً. والدخول في هذا التنافس ينتج عنه إهدار الكثير من الطاقات وتضيع بسببه الكثير من المشاعر الطيبة داخل كل منهما.

الإنسان بطبعه اجتماعي يحتاج إلى التواصل مع العالم الخارجي ولا يمكن أن يعيش منغلقاً على نفسه، وكذلك تحكمه سلسلة من الاحتياجات للآخرين لا يمكننا إغفالها.  المجتمعات أو الجماعات  الإنسانية لابد وأن تتسم بالوعي بضرورة ترابطها ليتشكل لدينا مجتمع منسجم متكاملا لكل فيه يعرف دوره ولا يتعدى أحد على حقوق الاَخر ولا يتطلع أحد للوصول لمركز أو مكانة لا يملك القدرات والمهارات التي تؤهله لها.والإنسان في سعيه في هذه الدنيا ينشد السعادة، فهي بالفعل محطة الوصول التي يتحمل الجميع مشقة رحلته في الحياة من أجل الوصول إليها.

فمن أكبر الأخطاء التي ينتهجها الكثيرون في أثناء تلك الرحلة تظل تبحث عن هدف ليس لديك الوسائل التي تجعلك مؤهلا له ولا حتي السير في الطريق الصحيح لتصل إليه، ولا تسأل نفسك هل تعرف ما هى متطلبات المنصب وهل هي متوفرة لديك أم لا؟ وهل أنت قادر على اكتسابها أم لا؟

وهذا الصراع الأبدي على القيادة هو مقدمة لمشكلات أعمق كالبيروقراطية والمحسوبية والوساطة، ثم تنتقل من مجرد مشكلات إلى أن تصبح جزءاً من ثقافة المجتمع. كلنا ننشد الكمال ونسعى لتحقيقه ولكن علينا أن نبدأ بأنفسنا.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

شيماء ماجد

عضوة بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالإسكندرية

مقالات ذات صلة