مقالات

الإسقاطات اللي في الأحلام دي ليها إشارات في الواقع؟

يعني أنا لما آجي أجيب تعريف للواقع، بيكون هو العالم “المضاد” للأحلام وده بشكل علمي يعني.

فإذًا أنا عشان أكون موجود في ما يُسمّى بالواقع لازم أكون “صاحي” أصلًا وقادر أحدد ده عن طرق كتيرة زي التعامل مع البشر أو الاحساس بالمادة.

هل الواقع وهم؟

بس لو تطرقنا لفكرة إن الواقع أو الغطاء اللي عيوننا بتشوفه ده، ما هو إلا عبارة عن “وهم” بحت.

أو بلاش كده، رؤية محدودة، بسبب رؤيتك المحدودة، لأن بالاستدلال القرآني هتلاقي مثلًا بسم الله الرحمن الرحيم: “لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22)” ق.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

يعني أنت العادي بتاعك ده واللي أنت بتقول عليه واقع، ما هو إلا غفلة، وفي الآيات دلالة على محدودية قدرتك على الرؤية.

ولأن الرؤيا محدودة بسرعة الضوء، من خلال ارتداد الضوء الساقط على “الواقع” اللي حواليك فأنت قادر تُبصره، لكن أنت متقدرش تُبصر ما يخترق سرعة الضوء مثلًا أو الجسم اللي بيتحرك بسرعة بطيئة جدًا.

حدود الرؤية البصرية للعين

17764 - الإسقاطات اللي في الأحلام دي ليها إشارات في الواقع؟أنت ليك حدود في الرؤيا والتبصُر، ودي اللي بتُمثل كلها على بعضها حدود الواقع بتاعك. يعني العالم حواليك مُمكن جدًا ووارد يكون أكتر من اللي أنت شايفه.

زي فكرة بقى “الماتريكس” وإن العالم اللي “نيو” كان فيه مرسوم قدامه رائع والجودة عالية، وفي الحقيقة العالم كان مُزري بصورته الحقيقية.

واللي بالقياس على الآية مثلًا في حاجة زي كده، أو المثال ده يعني (عشان محدش يقولي بتفسر الأفلام بالقرآن)، أنا بقول ده مثال مرئي مُصوّر طرح الفكرة اللي بشرحها.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

المُهم.. قياسًا يعني..

عالم الغفلة ده هو الواقع اللي أنت محبوس فيه بإمكانيات رؤيتك المحدودة، بينما العالم فيه أكتر من ما أنت شايف. مُمكن يكُون العالم فيه ألوان أنت مثلًا مش شايفها.

يعني علميًا برضه، عمى الألوان درجات ومستحيل حد يكون مولود بيه ويكون قادر يبصر ألوان هو مش شايفها أصلًا، ولا يحدد درجة عمى الألوان عنده قد أيه؟

طيب..

اقرأ أيضاً:

اضغط على الاعلان لو أعجبك

هل تختلف حقيقة الواقع باختلاف نظرتنا له؟

بين التعقل والوهم قد تفقد حياتك

لماذا ننام

الفيلسوف الصيني وحلم الفراشة

عليّ بن أبي طالب له مقولة قال فيها “الناس نيامٍ، فإذا ماتوا انتبهوا”، يعني الواقع اللي أنت فيه ده له مواصفات زي أنه “مُؤقت – وهمي – مرحلي – نوم” والانتباه بيدُل على الحرص الشديد والتركيز.

يعني مرحلة ما بعد ما نُسميه “الواقع” مرحلة أشد تركيزًا ووعيًا وكمان أكثر حقيقة.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

لأن اللي إحنا بنسميه “واقع” هشّ جدًا، لدرجة إن تلميذ “كُونفوشيوس” مرة نام فحلم أنه “فراشة” بتضرب الهواء بجناحها وحاسس بإحساس ضرب الهواء ومُلامسة جناحيه، ومُتوحد تمامًا مع الفراشة اللي في الحلم كانت “هو” نفسه.

فلما استفاق مبقاش عارف إذا كان هو فراشة بتحلم إنه إنسان ولا إنسان بيحلم إنه فراشة.

كهف أفلاطون

1 hwatXSU4lxZRhIBsLH6WVA - الإسقاطات اللي في الأحلام دي ليها إشارات في الواقع؟نفس الفكرة طرحها “أفلاطون” فيما يُسمى بكهف أفلاطون واللي مثل فيه العالم بأنه مجرد إسقاط من وعينا على خيال مش حقيقي.

بميل جدًا لتصديق فكرة إننا في Simulation أو مُحاكاة يعني المقصود منها انتقاء وتصفية عشان هدف أكبر.

واللي أنت محتاجه في المحاكاة دي عشان تعدي بيها للهدف الأسمى إنك تمسك على الجمرة، وتحقق أعلى Score.

بس قبل ما تحقق أي Score كده في زي Agreement أنك عشان تتحسب لك النقاط دي لازم تكون صحيت من النومة اللي بتنيمهالك المادية.

واللي هي السلاح الأعظم للشيطان، اللي هيخليك غرقان جدًا في الأسئلة والإجابات والمسارات الحياتية المادية، وبعيد تمامًا عن حقيقتك الروحية وهي الأهم.

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

**********

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

أ. مصطفى محمود حسن

باحث وكاتب روائي

مقالات ذات صلة