إصداراتمقالات

من يقود المجتمع؟

نعيش في عالمنا اليوم وقد خاب رجاء البعض في تغير هذا الواقع الأليم والذي يمر به المجتمع والذي يتمثل في الكثير من المواقف التي نتعايش معها يوميًّا ولكن دعونا نبحث سويّا لماذا هذا الواقع هو أليم وهل هو خارج عنا إراديا ونحن ليست لدينا الإرادة الكافية لتغييره إنما هو الحظ والقدر والبيئة التي ننشأ فيها هي الحاكمة للموقف فتوجب علينا أن نسلم بها فدعونا نرى الأمور من منظور آخر؟.

 خلق الإنسان على هذا الكون تنفيذا لإرادة الله والتي تتمثل في إصلاح هذا الكون والتحلي بصفاته العلى. خلق الإنسان مجبرًا في عدم اختيار أبويه وفي عدم اختيار بيئته أو دولته التي نشأ فيها ولكن مخيرًا في تغيير هذا المجتمع وتغيير هذه البيئة مخيّرًا في اتّباع طرق الصلاح أو الفساد وصولا لتحديد مصيره في النهاية، وإن لم يكن مخيّرًا لما وجب عليه الحساب ولكن ماذا نفعل نحن بهذه الخيرة هل بعد كل ذلك نعيش مستسلمين لما يدور حولنا أم نوثر في المجتمع لنقله من ذلك الواقع الأليم ومن براثن الاضمحلال إلى الوعى والصلاح ونشر صفات الله العلى؟

هل نحن مؤمنون بقدرتنا على التغير أم كسالى منتظرون للمخلص؟ وباتفاقنا على قدره الإنسان على التغير بل هو واجب على كل فرد وفق إرادته واستطاعته فوجب عليه التنفيذ في نقل هذا المجتمع إلى أحسن صورة وتأسيس ذلك المجتمع الفاضل وبحديثنا عن المجتمع وجب علينا أن نعرف ما هو المجتمع ذلك المفهوم الدارج في الكثير من كلامنا المجتمع.

هو اجتماع بعض الناس للتعايش وفق أهداف مشتركة فيما بينهم فالدولة تقسم إلى ثلاث طبقات الطبقة العريضة وهى الشعب والطبقة الوسطى والتي تعلوها وهي طبقة النخب ومن ثم الطبقة الأولى وهي النظام وهذا يأخذنا إلى أنّ في اجتماع بعض من الناس لا بد من أن يكون لهم رئيس أو قائد يقودهم إلى طرق الصلاح والإصلاح في هذا المجتمع فالقيادة إن لم تكن للعالم ستكون للجاهل وإلا سيتحول إلى حالة من الفوضى والعشوائية إن لم يكن هناك عالم قادر على قيادة هذا المجتمع.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ويقودنا هذا لتعريف من يقود المجتمع “النخبة” ذللك المصطلح الذي تدارج على سمعنا الكثير وفق تعريف المجتمعات فكما يقول القائل إن كنت تريد أن تعرف المجتمع عليك بمعرفه نخبته فعلى مرّ العصور توجد تلك النخبة وهي الطبقة الوسطى في المجتمع كما أسلفنا فعلى مر العصور توجد تلك النخب بالمجتمعات والتي تقودها إلى الصلاح أو الفساد، إلى إقامه الحضارة أو إلى هدم القيم مرورا بالأنبياء الذي أرسلهم الله إلى هداية الناس وأرشدهم إلى طريق الله ونشر المحبة والسلام فكانوا خير نخبة ومصداقا لتلك المكانة التي وكلهم بها الله سبحانه وتعالى وصولا إلى نخب مجتمعنا اليوم والتي نحن في غنى عن تعريفها لإدراكنا لها.

ومن أهم ما يجب أن تمتاز به تلك النخب المعرفة السليمة والحكمة ولما لها من أدوات تأثيرية في المجتمع قادره على الرسوخ في نفوس العوام ولما يشعر به البعض من الناس الذين هم على مقدار قليل من المعرفة والعلوم “العوام” شعور الطمأنينة لما هو عالم بأمور الواقع والذى يقود المجتمع نحو الصلاح فأين نحن من تلك النخب هل نقتدى بها ونحتذي فكرها وندرك خطاها ومن ثم نتعرف على علمائنا الذين لطالما كانوا مؤثرين في ذلك المجتمع تحت ضغوط سياسية وحكمية وفى ظل ذلك استطاعوا في إيصال ذلك العلم لنا الآن ووضع تلك اللمسات التي منها نتتبع خطاهم بها اليوم فوجب علينا أن نقدر مجهوداتهم بل ونكمل مسيراتهم في نشر إرادة الله سبحانه وتعالى وكما يقول الله في القران الكريم ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) فنحن وبعون من الله قادرون على حمل مشكاة هذه الأمة إلى التقدم والصلاح بالعلم والمعرفة والمنهج العقلي السليم الذي يرى به الإنسان الواقع رؤية سليمة تتحتم في وجود أيدولوجية سليمة ومن ثم سلوك سليم ….

محمد حسن

 

طالب

باحث بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالقاهرة

مقالات ذات صلة