معضلة الحرباء
“أولًا: عند سكان الغابة:
كم كانت الحرباء برتقالية جدًا!
لونها برتقالي بامتياز! كلامها برتقالي بإتقان! تصرفاتها برتقالية بانضباط! نقاشها برتقالي بإقناع! هزلها برتقالي بإمتاع! جدها برتقالي بحزم! حضورها برتقالي بتلقائية! غيابها برتقالي بفقد! دهشتها برتقالية بصدمة! غرورها برتقالي بثقة! جرأتها برتقالية بتهور! ترددها برتقالي بحذر! خوفها برتقالي برعب! تواضعها برتقالي بقرب! حذرها برتقالي بحيطة! سلوكها برتقالي بنمطية! تفكيرها برتقالي بتكرار! انتماؤها برتقالي بالفطرة! وجودها برتقالي بتوافق! إيمانها برتقالي بورع! صدقها برتقالي بكذب! صداقتها برتقالية بشدة! ولاؤها برتقالي بقوة! مظهرها برتقالي بدهاء!
كم كانت الحرباء برتقالية جدًا! حتى خُدع سكان الغابة في لونها الحقيقي!
فلما تغير لون الغابة، فُضحت! وفُضح لونها!
معضلة الحرباء عند سكان الغابة، في تأخر معرفتهم أو توقعهم لتلك الفضيحة!
ثانيًا: عند نفسها:
إذا كانت حيوانات الغابة التي تفترض الفضيلة والمصداقية في الثبات، فكيف تتعامل مع عدم تكيف الديناصورات مع متطلبات التغيير؟! وكيف يكون انقراضها ثمن ثباتها؟! البحث عن لون الحرباء الأساسي الأصلي يفترض أن للحرباء لونًا أساسيًا أصليًا! وينكر أهم صفاتها التي تساعدها في الحفاظ على حياتها بذلك التأقلم وتلك المراوغة المتغيرة مع البيئة المحيطة، ذلك التوافق لحمايتها من أشرار الغابة الذين تعلمهم، والذين لا تعلمهم! وما أكثر الأشرار! تبحث عن حياة أطول وحماية أكبر! ويوفر لها التوافق اللوني فرصة أكبر لتحقيق ذلك! لا لإيذاء الآخرين والعبث بالثوابت! فلا يكون التخفي عن رأيها الحقيقي لنفاق، أو عن جبن وخوف! لكن لأن الصدام باللون المختلف قد يأتي بالإيذاء لها! واستمرار حياتها هي أولويتها الأولى ومعضلتها الأساسية!
إذا كانت حيوانات الغابة تنتقدها على كل حال وتذكر عيوبها في كل مناسبة! فليكن ذلك مع حياة أطول أفضل من أن يكون مع موت مبكرة ونهاية سريعة! كما أن كل تلك الحيوانات التي تعجز عن التلون مثلها! فإن استطاعت، لفعلت! فالحياة الأطول هي الهدف الأسمى لكل حيوانات الغابة، الطيب مع الشرير!
معضلة الحرباء عند نفسها، أن التلون لم يكن من أجل إيذاء الآخرين! بل لتجنب الإيذاء من الآخرين!”
مقالات ذات صلة:
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا
