مقالات

معاداة الصهيونية

معاداة الصهيونية

ألا ترى أن إسرائيل في كل مرة تمد يدها بالسلام والحب، ألا ترى أنها تبحث دائما عن حل وإقامة مجتمع يحتوي فيه اليهود والمسلمين والمسيحيين والعرب وغيرهم.

كانت هذه أول كلمات سمعتها عندما صعدت للمترو في نقاش يدور بين شخصين أحدهما يؤيد إقصاء الشعب الإسرائيلي وقتل كل يهودي في المنطقة، وآخر يرى أن الحل الوحيد هو الاعتراف بدولة إسرائيل وإقامة مجتمع يشمل جميع الأطراف ويقبل اختلاف رؤية كل واحد منهم.

الأول: هؤلاء لا يفلح معهم سلام لا بد من سحقهم وقتل أحفاد الخنازير والقردة.
الآخر: ومنذ متى كان العنف هو الحل؟! كل الأمور يمكن حلها بالتفاهم والتفاوض.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

حقيقة الصهيونية

ظل هذا الحديث في دائرة مغلقة حول الإقصاء أو التسامح والتفاهم، حتى نزل أحدهما، كثيرا ما ألتزم الصمت في الحديث عن السياسة ولا أبوح برأيي أبدا إلا في مواقف مناسبة لذلك اضطرت أن أصمت وقتها لأن تدخلي كان سيشيط الوضع أكثر وأكثر، ولكن في ظل هذا النقاش بدأت أفكر في وجهة نظر كل منهما وأحاول أن آخذها بحسن نية، واتضح لي أنه لا أحد يقبل بأن يكون خائنا أو ظالما! الأول شخص أرهقته مشاهد الحروب والدم فلم يرَ إلا الاعتراف وأن التفاهم هو الأسلم، والآخر يرى أن الاعتراف خزي وإهانة لا يقبل بها الشرف، ولكن في الحقيقة الإنسان العاقل دائما يرى نتيجة أفعاله قبل حدوثها، ماذا لو اتفقنا على إقصاء كل يهودي يعيش في فلسطين. هل هذا عدل؟ هل كل اليهود معترفون بدولة إسرائيل؟ بالطبع لا، هناك يهود لا يؤيدون إسرائيل ولا يطيقون أفعالها وهناك يهود عرب لهم حق في الأرض مثل المسلم والمسيحي، فالتعميم بإقصاء الجميع ليس حلًّا سالما يقبله العقل، ولكن هل يعني كلامي بأن نقبل بالتفاوض على مقدساتنا وحقوقنا؟ بالطبع لا، هناك أمور لا يمكن التفاوض عليها والذين يقترحون حل التصالح مع إسرائيل لا بد أن يعرفوا تاريخ نشأة إسرائيل من أول 1948 إلى وقتنا هذا وماذا فعلوا، بل ومازالت مذابحهم وجرائمهم وأفعالهم الدنيئة من تهجير واعتقال واغتيال حاضرة دوما، ربما ستقولون أن كلامي فيه بعض التناقض ولكن ما أسعى له هنا هو الفصل بين من له ذنب ومن ليس له ذنب، لا يمكنني كعاقل أن أذهب وأحرق كل اليهود كالنازيين ولا يمكنني أيضا كعاقل أن أذهب وأضع يدي في يد من استباح دمي ودنس مقدساتي، تخيلوا أن هناك لصًّا هجم على بيت وقتل شبابه وهجر أصحابه واستباح دماء كل من يقف في وجهه ثم بعد ذلك مدَّ يده بالسلام لنعترف به كجار لنا، هل نضع يدنا في يده؟ سيقولون جئناك كي تحقن الدم سيقولون نحن أبناء عم. قل لهم إنهم لم يراعوا العمومة في من هلك، حسنا وما الحل؟ هل نقصيهم أم نرحب بهم؟ الحل يمكن في الخروج من هذة الثنائية الفكرية ومعرفة من له ذنب ومن ليس له ذنب لا بد من محاكمة الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على أفعالهم الدنيئة نحو العرب، لا بد من حل أي اتفاقيات تكبل الدول العربية وتمنعها من النهوض والوقوف على قدميها واعتمادها على نفسها في الصناعات الحربية وغيرها، لا بد من حل الخلافات العربية التي ورثناها عن الاحتلال ليضمن وجود النازعات بيننا وعدم الاتفاق، لا بد من معرفة العدو الحقيقي ومواجهته وتحريك البوصلة تجاهه، بدلا من أن يضرب بعضنا بعضا! فأيا كان المنتصر، سيلتهم الصهيونية المنتصر لضعفه، بينما الصهيونية جمهم وطنهم المزعوم! أذكر كل المسلمين والمسيحين واليهود العرب بأن هناك مشتركا يجمعهم يسمى العرب، يستحق أن نتوحد لأجله، وأن الخلافات الدينية أيا كانت لا يمكن حلها برفع سلاح طرف على الآخر، المسلمون والمسيحون واليهود يعبدون إلها واحدا، إله إبراهيم، والمذاهب الإسلامية تجمعهم مشتركات تجعلهم مترابطين لأنهم يعبدون إلها واحدا ويتبعون رسولا واحدا وقرءانا واحدا ولهم قبلة واحدة، فلا تسمحوا رجاء بأن يدس هؤلاء نار الفتنة بينكم، هم لا يهتمون بأي ديانة أو مذهب، كل مرادهم هو تشتيتنا وتفرقنا لأن توحدنا يساوي ضعفهم وقلة حجمهم

.

اقرأ أيضاً:

اضغط على الاعلان لو أعجبك

المصرف المتحرك – ما هو تأثير المشروع التحديثي الغربي على الزواج ؟

معيار ” الخيار والفقوس ” يحكم والبقاء “للخِيار” الأقوى!

امسك بوكيمون

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط

ندعوكم لزيارة قناة الأكاديمية على اليوتيوب

اضغط على الاعلان لو أعجبك

أحمد عادل

طالب

باحث بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالقاهرة

مقالات ذات صلة