مقالاتمنطق ومعرفة - مقالات

هل تقلق من التلاعب بك ببعض المصطلحات؟ إليك الحل وطريقة التمييز بين الحقيقة والكذب

مصطلح التضليل

من يقرأ منكم عنوان هذا المقال قد يتبادر إلى ذهنه أن هنالك بعض المصطلحات تستخدم للتضليل. فما هي تلك المصطلحات؟ ومن هم  الأشخاص الذين يستخدمونها؟ ولماذا؟ وماهي كيفية استخدامها؟ وما هو التضليل ؟ومن هم المضللون؟ ولم يصعب على عقولنا أن تدرك أنها تنخدع وتنساق وراء مرونة لفظية لا تطابق المنطق؟ سوف نجيب على هذه التساؤلات إن شاء الله.

وفي البداية نفصل العنوان شطرين: أولهما مصطلح وهو: رمز لغوي لمفهوم معين، أما التضليل فهو يطلق على إبطال الشئ أو خسارته، وعرفه “فولكوف” بأن التضليل يتم عند معالجة خبر معين بطريقة ملتوية من أجل تحقيق أهداف سياسية أوغيرها  قبل تحويل أنظار الجماهير واستغلال تلقائيتهم وجهلهم بالأشياء.

إذا تعريف العنوان هي أن يتم معالجة رمز لغوي لمفهوم معين بطريقة ملتوية من أجل تحقيق أهداف سياسية أوغيرها  قبل تحويل أنظار الجماهير واستغلال تلقائيتهم وجهلهم بالأشياء.

أمثلة هامة

ومن أمثلة مصطلحات التضليل: “العدالة”، وهنا تستوقفني كلمة فولتير عن العدالة وهي “ويبدو لي أن فكرة العدالة فكرة ذات أهمية عظمى يقر لها الكون أجمع بحيث أن جميع الجرائم التى يقترفها المجتمع الإنساني إنما يقترفها تحت ستار كاذب من العدالة. والحرب هي أعظم جريمة وأشدها مخالفة للطبيعة، ولكننا لا نجد معتديا لا يحاول تغطية عدوانه باسم العدالة”

اضغط على الاعلان لو أعجبك

وهنا نسأل ما السبب في كونها مرنة وتسمح للبعض باستخدامها في أكثر من موقف متناقض.. هل لأنها نسبية؟  فتكون متساوية في كل شئ حتى في وجودها وعدمها وما هي إلا مجرد ألفاظ تحمل في طياتها جذور التحايل والتدليس على المجتمع.

أم أنها على العكس تماما هي مطلقة، ولكن الخطأ يكمن في مستخدميها ومتلقيها. وللإجابة عن هذا سوف نعرف العدالة بأنها إعطاء كل ذي حق حقه. وهذا التعريف جامع مانع. فهو جامع  لكل أصحاب الحقوق مهما كان الحق، ومانع من دخول غيرهم. إذا لا يوجد خلل في التعريف، وبالتالي تكمن المشكلة في المستخدم والمتلقي، أما القول بنسبيتها فهذا غير صحيح فهي مطلقة في جوهرها ولكن استخدام الناس لها هو النسبي مثلها في ذلك مثل الحق والخير.

 من يستخدم مصطلحات التضليل ؟ ولماذا؟

هم النخب الفاسدة في كافة المجالات سواء السياسية أو الرياضية أو الإعلامية وهي الأخطر حاليا وإذا كانت النخب غير فاسدة فإنها لا تكون في حاجة إلى التضليل بل إلى كشف الحقيقة، وتستخدم النخب الفاسدة مصطلحات التضليل للسيطرة على العقل الجمعي وذلك لأن العقل الجمعي سهل الانقياد بالخطابات الرنانة، ولا تخلو هذه الخطب من هذه المصطلحات أيضا،

أما بالنسبه للمضلَّلين فهم الطبقة العريضة من الشعب وهم الجمهور وذلك حينما يكون غير واعٍ، وأضف إلى ذلك أن مصطلحات التضليل تعد من المغالطات المنطقية التي يستخدمها المغالط غالبا لتوجيه المتلقي أو لجعله يؤيد فكرة دون الآخرة فلا يختصر التضليل على تغير المعنى الحقيقي للحقائق بل أيضا يعتمد على طريقة عرض هذه المغالطات سواء كان يقصد ويعي صانع المغالطة بالهدف النهائي المراد تحقيقه أو لا.

ولم لا تستطيع عقولنا اكتشاف هذه المغالطة بسهولة؟

لأن المصطلحات من أصعب إدراكات العقل لأنها معقدة؛ إذ لابد من تعريفها بالذاتي وهذا حمل ثقيل على عقول الجماهير فهي ليست مطالبة به بل هي مطالبة بأن تختار نخبًا صالحة تبحث عن الحقيقة والخير، وليس المنفعة والضلال؛ فحل المشكلة هي في انتقاء النخب.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

اقرأ ايضاً:

المغالطات المنطقية في الحياة العملية

كيف يتم التلاعب بالعقول وخداعها

العقل الجمعي والتقليد الأعمى

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

مؤمن أحمد سيف

عضو بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ أسيوط

مقالات ذات صلة