مقالات

في بلاد الذهب .. الجزء الثاني

“بلاد الذهب” هكذا عرفت مدينة أسوان منذ مئات السنين، فقد كانت بمنزلة كنز كبير أو مقبرة لملوك النوبة الذين عاشوا فيها آلاف السنين، وامتد سلطان ملكهم من إسنا شمالًا إلى السودان جنوبًا.

في مدينة أسوان دُحضت نظرية الأرض المسطحة، وحَسَب “إراتوستينس” محيط الكرة الأرضية لأول مرة، إذ اعتمد على تعامد الشمس على مدار السرطان المار تقريبًا في مدينة أسوان يوم ٢١ يونيو.

من أسوان انطلق متّى الرسول إلى الحبشة، وانطلق برثولماوس الرسول إلى أرمينيا لنشر المسيحية.

أسوان بلاد التصوف بلا منازع، فهنا ستجد الطريقة الجعفرية والأحمدية والشاذلية والقادرية والرفاعية والإدريسية والبرهانية والخلوتية والخليلية، وكلهم من رسول الله ملتمس غرفًا من البحر أو رشفًا من الديم، وإنهم ليقولون إن الولي الذي لا يترك علامة له في أسوان ليس بولي.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ضريح أغا خان .. قصة حب على ضفاف نيل مدينة أسوان

من المزارات الدينية البارزة في أسوان ضريح الأغا خان الثالث (السلطان محمد شاه)، الزعيم الشيعي الإسماعيلي، ويوجد هذا الضريح على ضفة النيل، وهو ضريح مستوحى من تصميم المقابر الفاطمية المصرية، وتوضع كل صباح وردة حمراء على قبر الأغا خان، في تقليد بدأته زوجته الرابعة والأخيرة البيجوم أم حبيبة (ملكة جمال فرنسا لسنة ١٩٣٠، والتي كان اسمها قبل إسلامها إيفون بلانش لابروس)، ويقول الناس هنا إن القرآن الكريم يختم في اليوم مرتين على ضريح الأغا خان، مرة في النهار ومرة أخرى في الليل.

مما يُروى عن الأغا خان أنه كان يعاني من الروماتيزم وآلام في العظام، وقد فشل أعظم أطباء العالم حينها في علاجه، فنصحه أحد الأصدقاء بزيارة أسوان، فإن فيها شتاءً دافئًا عجيبًا وشعبًا طيبًا حبيبًا، وفي أسوان التقى بأفقه شيوخ النوبة بأمور الطب، الذي نصحه أن يدفن نصف جسمه السفلي في رمال أسوان ثلاث ساعات يوميًا ولمدة أسبوع كامل، وبعد أسبوع من الدفن اليومي عاد آغا خان إلى الفندق ماشيًا على قدميه، وحوله فرحة عارمة من زوجته وأنصاره ومؤيديه.

اقرأ أيضاً: حريق مدينة الفسطاط زمن الفاطميين

أصل كلمة أسوان

f4b101aa fd5b 4ce7 9035 0d1d847139b6 16x9 1200x676 1024x576 - في بلاد الذهب .. الجزء الثانييقول المؤرخون إن أصل كلمة أسوان “سونو”، وتعني السوق الكبير، إذ كانت أسوان مركزًا تجاريًا للقوافل القادمة من وادي النوبة.

لا يزال سوقها السياحي الممتد موازيًا لنهر النيل معلمًا أساسيًا من معالم هذا البلد حتى يومنا هذا، فهو يحمل بين جنباته كل ما يذكرك بعراقة هذا البلد وعبق تاريخه، وللتجول في هذا السوق متعة ما بعدها متعة، فهو وبلا مبالغة سوق للجمال والإمتاع.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

تتمتع فيه عينك برؤية الجمال في البازارات الفرعونية المختلفة، وتستمتع فيه يدك بملمس الأقمشة النوبية المتنوعة، كما تستمع أنفك برائحة العطارات الذكية، وفمك بمذاق الأطعمة والحلويات الشهية.

مقالات ذات صلة:

الجزء الأول من المقال

الريف مكان بلا قلب

حضارة الصين النهرية

اضغط على الاعلان لو أعجبك

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

_________________________________

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

اضغط على الاعلان لو أعجبك

د. عمرو أبو الحسن المنشد

مدرس أمراض الصدر كلية الطب – جامعة أسوان

مقالات ذات صلة