مقالات

كان يجلس ويتناقش، ولكن لماذا لم يكن فاهمًا لما يقول؟

هل حقا نقول ولا نفعل؟

كان أحدهم يجلس في الميكروباص ويتحدث مع من يجاوره في موضوع (لماذا لا نتغير؟) وكأنهم في إحدى الصالونات الثقافية. تطرق نقاشهم إلى التغير الثقافي والأخلاقي والاجتماعي، كان حوارًا شيقًا، وفجأة فتح أحدهم النافذة ليلقي بقايا طعامه ويلحق بها ما تبقى في فمه!

لماذا نقول كثيرا ولا نفعل، وهناك من يفعل الخطأ ولا يقول، وهناك من لديه الفكر ولا يقول ولا يفعل، إنها المعادلة الصعبة دوما .

لماذا الأمر بهذه الصعوبة؟

فالكلام من أجل الكلام، فهذه وظيفة النفس الشهوانية التي تشبع رغبته، وهى من تسيطر عليه، هى التى تعطى له أفضل الكلام وأحسن الطرق المبدعة للحديث والإقناع.

تلك النفس الشهوانية للكلام تقنعه بأنه يتكلم لكي يغير، ولكن الجميع لا يستجيب له!
وهى التى تقنعه بأن من حوله هم من يرفضون التغيير، ولذلك ينساق معهم في الخطأ، ولكن يزيد عنهم بأنه يتكلم!

اضغط على الاعلان لو أعجبك

أما عن طريقة تنفيذ ذلك الكلام، فتدخل وظيفة نفس أخرى وهى النفس الغضبية، وهى تقع بين رذيلتين، فإما أن يكون شخصًا ضعيفًا لا يستطيع تنفيذ كلامه أو حتى إقناع الناس به، وإما أن يكون متهورًا، ينفذ كلامه بالعنف أو على الأقل يفرض آراءه.

لماذا تفشل النفس الغضبية ؟  لانها إما أن تقنع الشخص بأنه ضعيف لا يقدر على مواجهة المجتمع، وإما أن تُخيل له بأن أفكاره لن تخرج إلى النور إلا بالقوة.

أما عن طريقة التفكير في الكلام، فهي خطوة تسبق الخطوتين السابقتين -الكلام وتنفيذه-

فنجد من ليس لديه أى فكر، ولكن يتكلم ويدافع عن اللا شىء، وأيضا هناك من يتكلم فى كل شىء بغير تفكر. فإذا استطاع الإنسان أن يقوم بالفضيلة، في كل من حكمة التفكير، وشجاعة التنفيذ، وعفة الكلام، تتولد فضيلة العدل، وهذا العدل هو الوسط بين اللانظام في كثرة الكلام، والظلم فى التغير الخاطئ.

ولكن، هل هذا الكلام سيغير من الواقع شىء؟  لماذا نتغير ؟ فهذا مجرد كلام حتى لحظة القراءة، فمن يستطيع أن يشغله التفكير فى هذا الكلام ويتفاعل مع فطرته السليمة القائمة على التغيير.
فيستطيع الإنسان أن يتغير ويُغير.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

أحمد حافظ

عضو بفريق بالعقل نبدأ بالإسكندرية

مقالات ذات صلة