أسرة وطفل - مقالاتمقالات

كيف لأطفال العرب أن يتعلموا من أطفال فلسطين؟ – الجزء الثاني

تحدثنا سابقا في الجزء الأول عن مغامرات صغار فلسطين وورودها التي تتفتح يوم بعد يوم، وكنا على وعد بلقاء ثاني لنكمل مسيرة حديثنا؛ وهي كيف لنا أن ننشأ الجيل العربي الصاعد ونجعل أطفالنا الصغار يتمسكون بالحق، ويكونون على وعي كامل بضرورة عدم التهاون في الدفاع عن القضايا الشريفة.

وكنا قد ذكرنا عوامل عدة ساهمت في العملية التربوية لأطفال فلسطين وكان على رأس تلك العوامل؛ البيئة المحيطة والقدوة، ومن هذا المنطلق نبدأ حديثنا.

أولاً: البيئة المحيطة

نقصد هنا بمصطلح البيئة المحيطة هو كل ما يحيط بالطفل اجتماعيا أي ليس فقط أسرته أو أقاربه؛ بل يمتد الأمر لأبعد من ذلك؛ فما يحيط بالطفل كالشارع الذي يقطن فيه وأيضا المدرسة التي يذهب إليها وما يحيط به من أصدقاء وجيران، صحيح أن كل ما سبق له حديث منفصل في تأثيره على الطفل، ولكن نقصد الرؤية العامة لكل ما يحاوط الطفل وما مدى تأثير ذلك عليه.

بمعنى أي موقف يتعرض له الطفل في البيئة المحيطة به لابد له من رد فعل، وأنت عزيزي المُربي تساهم بقدر ليس بهين في بوادر رد الفعل الذي يتخذه طفلك، فإذا زرعت به بوادر الشجاعة والإقدام والمروءة ومعاونة الآخر ورفض الظلم وإلى آخره من السمات الحسنة التي نلاحظها في أطفالنا في فلسطين،

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ستحصد ذلك في المواقف التي يتعرض لها طفلك، وإذا هيأت شخصية طفلك على الجبن والانسحاب والتملق والكذب والقلق والأنانية وغيره من الصفات المذمومة ستجني حتمًا ذلك من خلال المواقف.

أمثلة تطبيقية:

وللمزيد من الإيضاح؛ عندما تتعرض أنت وطفلك لموقف ما لا يكون لديك شك أن طفلك يتشرب منك ويراقب ما تصدره أنت من رد فعل.

مثال 1

فعلى سبيل المثال: اللقاءات العائلية للأسف في مجتمعاتنا لا تخلو من بعض أفعال التنمر والتقليل من الآخر بأشكال متباينة، هنا طفلك قد يتشرب ما يدور حوله في اللقاءات ولكن إذا كنت ممن يمنع مثل تلك الأفعال بكل شجاعة؛ لا تخشَ لومة لائم؛ فحتما ستحاول منع ذلك الأذى ولو بأقل الاستجابات،

هنا طفلك يشاهدك يدرك بحكم أنك مصدر الثقة لديه، أوقفت أذى رفضت ظلم يقع على الآخر وحبذا لو ناقشت الأمر معه بمفردكم واستطردت معه الحديث عن حقوق العباد ومدى ضرر ظلم أحدهم ولو بالعبارات. فما أشد وقعها على النفس! تُرى ماذا سيكون استجابة طفلك حينها؟

مثال 2

مثال آخر: طفلك يسرد لك أن زميلا له يتعرض للأذى من أولاد معهم في المدرسة وأن ذلك الزميل لا يقدر على مواجهة هؤلاء الأولاد مما يدفعهم للاعتداء عليه يوميا باللفظ والبدن، وأن طفلك هدد هؤلاء الأطفال أنه سيخبر المعلمة ومديرة المدرسة عنهم إذا لم يتوقفوا عن أذى زميلهم،

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ردة فعلك على ذلك الموقف قد توثق لدى طفلك معاني عديدة، فإذا أخبرته أن ليس ذلك من شأنك وعلى الزميل أن يساعد نفسه وأنه هكذا يعرض نفسه للأذى فقد أكدت بداخله معاني الانسحاق والانسحاب والأنانية وعدم مراعاة الآخر،

أما إذا قابلت موقفه بالتشجيع والثناء على مبادرته بالدفاع عن الضعيف؛ بل واستعدادك للتدخل إذا لزم الأمر واحتاج العون منك؛ فقد وثقت بإدخاله معاني الدفاع عن الآخر ونصرة الضعيف وأن يكون مسئول.

هكذا كرر الأمر بقياسه على مواقف عدة وبطرق شتى وفي البيئات المحيطة بكم كتعاملكم مع الجيران أو في الحي السكني أو السوق ..إلخ. ومع الوقت سَتُوطّن طفلك على أن يكون مؤثرًا في بيئته أن يكون فاعلًا وليس مجرد ترسًا في أفعال أحدهم.

وللحديث بقية عن العوامل الأخرى التي تساهم في إعداد الطفل العربي اقتداءا بأطفالنا في فلسطين.

يُتبع…

اضغط على الاعلان لو أعجبك

اقرأ أيضاً:

يعني اية تربية؟

كيف نشأ الكيان الإسرائيلي الصهيوني؟

عملية التربية بين الرب والإنسان

*****************

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

اضغط على الاعلان لو أعجبك

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

خلود أشرف

طالبة بكلية العلوم جامعة القاهرة

باحثة بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالقاهرة

مقالات ذات صلة