مقالاتأسرة وطفل - مقالات

ابنك هو نبتتك، ازرعها في تربة خصبة واسقيه من ما يحتاج

هل يمكن زراعة الأطفال؟

فى زراعة يتم إحضار البذرة ووضعها فى تربة صالحة وتعريضها لعوامل معينة فتنتج شجرة لها ثمار صالحة يمكن الاستفادة منها.. ولكن ما علاقة هذا بالأطفال ؟!

منذ الولادة يفهم الطفل مشاعر الأم وذلك من تعابير الوجه ونبرة الصوت وسرعة التنفس ولمعان العين، حيث أن الأطفال فى الشهور الأولى يكون قريبًا من أمه فيتعرف على العالم الخارجى من خلالها، وفى الأشهر التالية يواصل الأطفال الانتباه لكل ما يحدث حوله، فهو يعرف أنه عندما يجوع ستأتى أمه لتطعمه أو عندما يشعر بالضجر ستلعب معه لتسليه، ثم يضيف بعض أصوات القرقرة إلى ابتسامته ويتحاور مع أمه بصورة بدائية، بعد ذلك يصبح الطفل أكثر تفهمًا فيستطيع التفريق بين صوت الأم عندما تكون سعيدة وقد يضحك، أو حدة صوتها عندما تكون غاضبة، وفى الأشهر التالية يفهم الطفل التعليمات البسيطة كسؤاله إن كان يريد المزيد من الطعام، ثم يقوم باختبار بعض الأشياء كرمى الطعام أو الأشياء من أماكن عالية كالشُرفة؛ ومعرفة رد فعل الأم وتخزينه فى الذاكرة وقد يتكرر الأمر كثيرًا فى هذه الفترة، وبعد فترة قليلة يستعوب الطفل اسمه وأنك تنادينه فيستجيب لك، بعد ذلك يستطيع الطفل فهم واستخدام عدد من الكلمات والإيماءات لطلب ما يريد ويمكنه أيضا من فهم تعليماتك ولو كانت مركبة من أكثر من أمر مثل “اجمع هذه المكعبات وضعها فى الخزانة” …..

وهكذا تتطور مراحل تعلم ونمو الأطفال . لكن قد يواجه الوالدان بعض الصعاب عند التربية وهى عدم إدراك مستلزمات كل مرحلة وعدم إعطاء ردود أفعال مناسبة لكل موقف، وأيضًا المشاكل التى قد تحدث بين الوالدين والطلاق وترك الأطفال فريسة للشارع والعالم الخارجى أو عدم أخذ التربية على محمل الجد فلا يقوّموا سلوك أولادهم. أو اعتبار أن المال هو الوسيلة الوحيدة للمحافظة على الأبناء وحسن تربيتهم. فكم من رجال ونساء صالحين نشأوا فى بيئة فقيرة أو أبوين بسيطين.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

فيما يلى أمثلة لبعض الأخطاء التى يقع فيها الوالدان سواء بقصد أو بدون قصد ونتائج كل خطأ على الأبناء:

التسلط أو السيطرة :

ويعنى تحكم الأب أو الأم فى نشاط الطفل ومنعه من القيام بسلوك معين لتحقيق رغباته التى يريدها حتى ولو كانت مشروعة أو إلزام الطفل بالقيام بمهام وواجبات تفوق قدراته وإمكانياته مثل أن تفرض الأم على الطفل ارتداء ملابس معينة أو طعام معين أو أصدقاء معينين.

حيث ينتج عن هذا الخطأ طفل لديه ميل شديد للخضوع واتباع الآخرين فلا يمكن أن يبدع أو أن يفكر، وكذلك عدم القدرة على إبداء الرأى والمناقشة، وتكون شخصيته قلقة خائفة دائما من السلطة تتسم بالخجل والحساسية الزائدة، وتُفقد الطفل الثقة بالنفس وعدم القدرة على اتخاذ القرارات وشعور دائم بالتقصير وعدم الإنجاز .

الحماية الزائدة :

اضغط على الاعلان لو أعجبك

قيام أحد الوالدين أو كلاهما نيابة عن الطفل بالمسؤوليات التى يفترض أن يقوم بها الطفل وحده فلا يتاح للطفل فرصة اتخاذ قراره بنفسه وعدم إعطائه حرية التصرف فى كثير من أموره مثل حل الواجبات المدرسية عن الطفل أو الدفاع عنه عندما يعتدى عليه أحد الأطفال.

وذلك يؤثر سلبًا على نفسية الطفل وشخصيته فينمو الطفل بشخصية ضعيفة غير مستقلة يعتمد على الغير فى أداء واجباته الشخصية وعدم القدرة على تحمل المسؤولية ورفضها، وتحصل له مشاكل فى عدم التكيف مستقبلا بسبب أن هذا الفرد حرم من إشباع حاجته للاستقلال فى طفولته ولذلك يظل معتمدا على الآخرين دائما.

وهناك الإهمال كأن يقضى الأب معظم وقته فى العمل والأم تنشغل بكثرة الزيارات أو الحفلات، والتفرقة كعدم المساواة بسبب السن أو الجنس أو التفوق أو الجمال أو … ، والعديد من العادات والسلوكيات التى تؤثر سلبًا على تربية الأبناء. قد يفعلها الآباء والأمهات بطريقة تلقائية أو عدم وعى لعدم معرفتهم بأضرار هذه العادات، وقد يكون أيضا لعدم مبالاتهم بالأمر أو عدم تقدير أهميته.

إذا ما الحل؟

زراعةالأبناء

اضغط على الاعلان لو أعجبك

حيث يكمن الحل فى الوقوف على المشكلة وتحديدها فى وقت مبكر، حيث إنه كلما كان عمر الطفل صغيرًا يسهل تعديل سلوكه وتقويمه.

فلنبدأ دائمًا بأنفسنا قبل أبنائنا، بتعديل سلوكياتنا الخاطئة بحيث نكون خير قدوة لأولادنا.
ثانيًا: أن ندرك تفكير أطفالنا وكيفية نظرتهم للحياة؛ فربما سلوك قد نظنه خاطئًا ولكنه تلقائيًا عند الطفل بغرض التعلم أو الفهم أو الإدراك. ثم تحمل المسئولية وحل المشكلات بين الزوجين بعيدًا عن الأبناء ومحاولة تصحيح سلوك الأبناء أولًا بأول وعدم تكرار مقولة “مازالوا صغارًا ليتعلموا”؛ لأنك ستفاجئ أن طفلك قد كبر ولم تستطع تربيته بسبب تهاونك، والاستعانة بالقراءة والاطلاع لتوسيع الآفاق والمدارك وزيادة الخبرة فى التربية

وهكذا يمكن أن تكون زراعة ناجحه و مثمرة.

ويقول الإمام على بن أبى طالب ” لا تربوا أبناءكم كما رباكم آباؤكم فقد خلقوا لزمان غير زمانكم “

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ندعوكم لزيارة قناة الأكاديمية على اليوتيوب

أحمد خيرى

عضو بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ الإسكندرية

مقالات ذات صلة