مقالات

كوفيد 19، ضروريات مجتمعية لمواجهة الفيروس

“تجار يستغلون الأزمة لاحتكار المنظفات وزيادة أسعارها!”

“وسائل إعلام تنشر معلومات غير دقيقة عن الفيروس مما يسبب هلعًا واسعًا!”

“صاحب منزل يتنازل عن قيمة الإيجار لمساعدة المستأجرين لمواجهة الصعوبات الاقتصادية الحالية”

“دول تجد نفسها في أزمة كبيرة بعد إغلاق الحدود والطيران، لاعتمادها بالكامل على شركات ودول أجنبية”

اضغط على الاعلان لو أعجبك

هذه الأخبار وغيرها تشير لأهمية الجانب الاجتماعي في المعركة ضد الفيروس، فما الواجب على المجتمعات حاليًا؟ وما الذي ينبغي أن تقوم به الحكومات؟

أولًا: إجراءات عامة:

1- تحمل المسؤولية:

على كل فرد في المجتمع أن يعلم أن له دورا مهما في مواجهة الأزمة أيا كان موقعه، وأن يتحمل مسؤولياته. وعلى كل فرد دائمًا أن يتذكر أن تصرفاته تنعكس على الجميع!

2- التعاون والاتحاد:

من يستطع شراء احتياجات جاره المريض أو كبير السن عليه أن يبادر بذلك، وعلى كل قادر مساعدة غير القادر.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ويجب على الجميع الاتحاد والتناغم لمواجهة الأزمة، بل نتمنى وجود اتحاد عالمي لإدارة الأزمة ومساعدة الدول الأكثر احتياجًا.

إن المجتمعات لا تقوم إلا على الوحدة والتعاون!

3- الاصطفاف الوطني:

ليس الوقت هو وقت المعارك الانتخابية أو تسجيل النقاط السياسية.

يجب نبذ الخلافات غير الضرورية، والنقاش البناء والنقد الهادف للوصول لأفضل السياسات لمواجهة الأزمة، ثم الاصطفاف والاتحاد حولها.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

كما يجب استغلال الفترة الحالية للبحث في جدوى بعض السياسات التي تتبناها بعض الدول، وخطورتها وقت الأزمات وأيضًا وقت الرخاء، واستبدالها بسياسات تحقق مصلحة الجميع.

4- التكافل الاجتماعي:

أحد أهم أنواع التعاون هو التكافل الاجتماعي.

على الدول وأصحاب الأموال مساعدة الفئات الأكثر فقرا والتي قد تتأثر مصادر دخلها كثيرا بمنع التجمعات أو إجراءات الحظر، ويمكن تحقيق ذلك ببرامج تستهدف الأكثر فقرًا واحتياجا عبر دعم مالي أو عيني، أو تأجيل سداد بعض الديون، وضمان حصول الموظفين على رواتبهم الشهرية، وتأجيل أو إسقاط بعض فواتير المرافق الرئيسية كالماء والكهرباء خاصة للشرائح الأفقر.

ثانيًا: الإدارة:

1- تصدر أهل العلم والأمانة:

اضغط على الاعلان لو أعجبك

نحتاج لتصدر أفضل العلماء والأطباء وأكثرهم أمانة لقيادة الأزمة، وكذلك في كل قطاعات الدولة المعنية بمواجهة الأزمة.

معايير القيادة دائمًا يجب أن تُبنى على العلم والكفاءة والأمانة.

2- تغيير طرق الإدارة:

يجب تبني إدارة سريعة وحاسمة للأزمة، مبنية بشكل كامل على العلم، وهدفها الوحيد مصلحة كل أفراد المجتمع.

3- دور الأمن:

يظهر دور قوات الأمن والجيوش الآن في فرض النظام لمصلحة الجميع ولحماية الجميع.

ثالثًا: الاقتصاد:

١- إعادة هيكلة الاقتصاد:

هدف الاقتصاد الآن هو توفير احتياجات الجميع الضرورية، وتوفير أدوات مكافحة الفيروس، وليس ترفيه بعض الطبقات أو تحقيق مصالح القلة.

يجب أن يتم تصحيح بوصلة الاقتصاد الآن، ومواصلة هذا النهج بعد جلاء الأزمة، وهو النهج الباحث عن مصلحة الجميع وليس رفاهية القلة.

2- تأميم المرافق الحيوية:

لا يمكن ترك علاج المصابين لرحمة شركات أو رجال أعمال، أو قصر العلاج على القادر ماديا فقط، وقد بدأت بعض الدول الرأسمالية بتأميم المستشفيات بالفعل مثل إسبانيا.

أيَضا لا يجب ترك إدارة الأزمة الاقتصادية الحالية لأصحاب المال الراغبين في الربح فقط، ولا يمكن ترك التوعية الإعلامية لأهواء أصحاب المصالح فقط، بل يجب امتلاك الدول السيطرة على قدر كاف من المرافق الحيوية لإدارة الأزمة.

3- الاكتفاء الذاتي:

الدول التي تعطل إمكاناتها الداخلية وتعتمد على الخارج بشكل تام ستواجه صعوبات ضخمة مع توقف السفر وتقليل التنقلات بين الدول.

فترة الإغلاق العالمي الحالية هي فرصة ذهبية لإعادة الاهتمام بالموارد والطاقات المحلية، والاعتماد على النفس، والتخفف من قيود التبعية الاقتصادية أو هيمنة بعض الشركات والحكومات. هي فرصة ذهبية لبدء مشوار الاكتفاء الذاتي.

4- ترك الجشع الاقتصادي:

ليس هذا وقت مراكمة الأرباح، على أصحاب الأعمال والتجار تحمل مسؤولياتهم في حماية موظفيهم وفي توفير السلع بالأسعار العادية أو أقل، وعلى الدولة المساعدة والمراقبة لتحقيق ذلك.

رابعًا: التربية والتعليم:

1- المؤسسات التربوية والتعليمية:

يجب أن تستمر التربية والتعليم في جميع الظروف لكن بشكل يحمي الأرواح مثل التواصل الإلكتروني، فهما من الاحتياجات الأساسية للإنسانية، وقد ظهر لنا أهمية العلم والاخلاقيات الاجتماعية بشكل كبير في الأزمة الحالية.

2- التوعية:

على الدول والعلماء والفئات الأكثر تعليمًا توعية باقي المجتمع، وذلك بتواضعٍ ورحمة، فوعي الجميع ضروري لنجاة الجميع.

3- المؤسسات البحثية:

لعله من قبيل البديهيات الآن أن نؤكد على أهمية البحث العلمي للدول بل وللبشرية جمعاء!

خامسًا: الإعلام والفن:

1- الرقابة العلمية والأخلاقية:

يجب فرض رقابة تمنع أية شائعات أو معلومات خاطئة، أو تثير مخاوف غير حقيقية فتسبب الهلع للمجتمع.

2- دور الفن والإعلام:

كما يجب أن يقوم الإعلام والفن بدورهما في التوعية وشحذ الروح المعنوية والحث على السلوكيات الضرورية لتجاوز الأزمة.

المجتمعات تواجه الفيروس:

لن نتمكن من مواجهة الفيروس إلا بتكاتف اجتماعي، وبإجراءات اجتماعية شبيهة، والوضع الحالي فرصة ذهبية لعمل هذه التغييرات المهمة لجميع الأوقات.

اقرأ أيضا:

كوفيد 19، مناهج المعرفة في مواجهة الفيروس

عندما تتخذ المجتمعات قرارات كارثية

عن مفهوم القوة وصورة البطل الحقيقي

أحمد عزت هلال

د. أحمد عزت

طبيب بشري

كاتب حر

له عدة مقالات في الصحف

باحث في مجال الفلسفة ومباني الفكر بمركز بالعقل نبدأ للدراسات والأبحاث

صدر له كتاب: فك التشابك بين العقل والنص الديني “نظرة في منهج ابن رشد”

حاصل على دورة في الفلسفة من جامعة إدنبرة البريطانية

حاصل على دورة في الفلسفة القديمة جامعة بنسفاليا

مقالات ذات صلة