مقالات

كنت “أبدو” ولكنى لم ” أكن”

أنهيت كلمتى أمام الجمهور واتجهت إلى الباب المؤدى لجهة الخروج من المبنى المقام به مراسم هذا الحفل العظيم.

لم أنسَ بالطبع أننى أحد أهم المدعوين لهذا الحفل والمنتظَر كلماتهم بفارغ الصبر من صغار القوم وكبارهم، والترحيب الجليل والتصفيق الحار أثناء إلقاء كلمتى أكد لى ذلك، لذا تأنيت كثيراً فى انتقاء كل حرف يُقال واستغرقت ما يقرب من عشر ساعات منفصلة وساعتين متصلتين قبل الحفل مباشرة لتجهيز هذا الخطاب وتنقيحه وإعادة تنسيقه مراراً وتكراراً. كنت أتمرن لأصل لأفضل طريقة لإلقائه، فأنا أعى جيداً أن الآلاف ستسمعه ولا أريد أبداً أن يمل أحد أو أن ينتهى بريق نظرة الإعجاب والانبهار بي ولو من أصغر الجمهور مكانةً وسناً.

كانت كلماتى ترن فى قاعة الحفل، الكل يرقبها ويتشوق لنيل المزيد منها، فكان حديثى عن آخر أبحاثى العلمية التى ستغير مسار البشرية وترقى به إلى مستوى أقل معاناة وأكثر راحة! فكرة البحث ببساطة هى بذة مصنوعة من مادة تُخلص مرتديها من التغيرات الفسيولوجية غير الطبيعية داخل جسده -والتى يتعرض لها المعظم فى حياته اليومية خاصة كبار السن- عن طريق مجسات وتتابعات مدروسة بدقة لتؤدى وظائفها بصورة احترافية غير مسبوقة.

إنها بالفعل قادرة على تيسير حياة الكثيرين من أصحاب الأمراض والاضطرابات والأزمات، إنها بالفعل فريدة.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

رغم أن محور الخطاب كان هذا الابتكار، إلا أننى كنت أدهى من ذلك، أو دعونا نقول الآن أننى كنت أكثر خبثاً ومكراً، فلقد انتهزت الفرصة وأخذت أسترسل فى الحديث عن نفسى: كيف جاءتنى الفكرة وأنا أحتسى فنجان القهوة فى شرفتى المطلة على حديقة منزلى العريض، وكيف أننى دعمت الفكرة بالخبرة المتراكمة جراء سنوات من العمل والكدح، وكم كنت ذكياً فى مواجهة الصعوبات والعقبات التى اعترضت أهدافى النبيلة، وكم كنت متفانيا ومخلصا طوال تلك الرحلة فى سبيل خدمة البشرية.

لم أنس بالطبع سرد المواقف والحكايات التى تبين رفضى التام للشهرة والرغبة الصادقة فى النفع لا غيره، وكم أنا نقِى بالحد الذى أخجل فيه من تسميتى بالعالِم.

نلت ما نلت من نظرات الدهشة الممزوجة بالإعجاب الشديد، ومن التصفيق ما بلغ مسامع أناس خارج القاعة متلهفين على الدخول لينالوا فرصة مشاهدتى ولا يفوتهم كلمات شخص عبقري متواضع مثلي.

انتهى الخطاب… ولم تنته قصتى بعد.

البداية كانت وأنا فى الخامسة عشر من عمرى تقريباً، كنت ابناً لعائلة بسيطة جداً لا تعى من العالم إلا أنه واسع، ولا يشغلها إلا طرائق الحصول على ما يشبع جوف بطونهم. ومع اختلافي الملحوظ آنذاك فى كلماتى وأفعالى، كان الجميع ينظر إلىّ ويتفقدنى بأعين متسائلة: ماذا يريد هذا الفتى؟

اضغط على الاعلان لو أعجبك

كان تمردى طبيعيا فى مثل هذا السن ولكنه لم يستمر فى طوره الطبيعى، فانقضت السنوات تلو السنوات وأنا أجاهد لإثبات لكل من حولى أنى أفهم ما لا يفهمونه، فأقوم بتأليف القصص وأستسيغ الأقاويل للفت النظر. ثم بات الأمر أيسر عندما التحقت بالجامعة وأصبح كلامى يتخلله الكثير من المصطلحات والرموز التى تشير إلى عقلية ليست بالهينة –رغم أنها غير مفهومة– وهو ما أعطاها غموضا ودهشة لسامعيها.

وانقلب الصراع الذى كان يعج بداخلى لجذب عيون عائلتى إلى لا مبالاة بهم، بل ومسحهم من دائرة اهتماماتى وجدول مواعيدي الذى أصبح مزدحماً بالأسماء والأشخاص المستهدفين الجدد.

كبرت وكبرت معى رغبتى فى الظهور وجمع أصابع العالم حولى، بل كان هو الدافع الحقيقي نحو سهرى بالساعات للمذاكرة وصبري السنين لذل الألقاب والتعاملات والوسائل.

أصدقائى طوال تلك الفترة من ذوي المستوى الأقل فكرياً واجتماعياً وقدرة، لا شفقة وتواضع ولا صدفة وإنما اختيار بعناية حتى أكون أنا –دونهم جميعاً– الأذكى والأمهر.

وعلى نفس المنوال كان اختياري لزوجتى الأولى، فقد عاتبنى الكثيرون ولكن تناولى لطبق الخضار المسلوق الذى كنت أمقته كثيراً كان أهون من سماعى لهم وانتباهى لعتابهم.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

وصلت إلى الثلاثينيات من عمرى ومعى عدة أبحاث علمية دقيقة ومميزة ونظرات متزايدة من الإعجاب وأخطاء خفية غير معترف بها وورقة طلاق زوجتى الأولى، المسكينة لم تحتمل.

تغيرت الأمور بعد ذلك كثيراً واستبدلت أصدقاء المستوى الأقل بذوات المستوى الأرفع –على حد تقديري حينها- من كبار الشخصيات وجلساتى مع أصحاب الأعمال والإعلاميين والباحثين، والزوجة المسكينة بالزوجة الجميلة ذات العقل الاجتماعى الذكى والمدبر العاشق للظهور، كنا على قدر كبير من التفاهم فى هذه النقطة وهو ما جعل زواجنا مستمراً حتى وقت قريب من تسجيلي لهذه الكلمات.

الشعور بالتميز كان فى أوجِه مصاحباً له نظرة الازدراء للناس والاستخفاف بهم والذى دفعنى كثيراً إلى السخرية والاستهزاء والأذى المعنوى لهم.

لم أكن أفهم إلا حاجتى إلى المزيد من التقدير لأشعر بالسعادة والنشوة، فكان مؤشر سعادتى وراحتى يزداد بزيادة إقبال الناس علىّ ويتدنى كلما ابتعدوا، وهو ما كان الدافع الخفى وراء سلوكيات غير مفهومة ولا تعبر عنى تماماً. وإن كانت استجاباتهم سلبية رددتها لضعف فى فهمهم وقصور فى وعيهم، فأنا الأفضل بالطبع.

الأمر تفشى داخل عائلتى وأصبح أولادى غرباء.
لمَ لا يحتفون بى بالقدر الذى يليق بأبيهم؟ فلقد أعطيتهم من المال والمكانة الاجتماعية ما يملأ مدينة كاملة، لمَ لا أرى فى عيونهم حبّاً متدفقاً كما أراه عند لُقياهم لجدهم؟!

اضغط على الاعلان لو أعجبك

المساكين أيضاً لم يفلتوا من أنياب نفسي.

لقد كنت أعنفهم فى صغرهم إن أحرجونى أمام الناس رغم صغر سنهم وعدم تعمدهم، وإن أخطؤوا أخذت خطأهم سيفاً فى وجهى فسريعاً أرده فى وجوههم! كانت عباراتى لا تنم إلا على الأنا: “لا بد وأن تسمع كلام أبيك” ، “أبوك لا يتكلم هباءاً”، “لقد أخجلتنى وسط الناس”، “أنا من سيحدد طريقك فأنا أعلم منك”، “رأيك لا يهم” وغيرها من الكلمات والأساليب المفجعة!
كم من مرة حاولوا توضيح بشاعة الأمر ولكن ردود فعلى لم تختلف كثيراً عن طبيعة ما قبلها: قاسية وعنيفة، وكم من مناقشات تمت محاولين من خلالها بيان خطأ أو تصحيح فكرة ولكن هيهات؛ فشعورى بملكيتهم وضرورة إخضاعهم لى كان سيد جميع المواقف، وأمهم كانت العلاقات الاجتماعية والمواعيد والمؤتمرات الفكرية ذات الحضور الاستقراطى الرفيع هو شاغلها الوحيد، لكم أن تتخيلوا!

بات الأمر جنونيا، شيئاً ما بداخلى غير مستقر، أتألم ولا أفهم السبب!
أنا الأفضل فلم لست الأسعد؟!

ثم جاء يوم قابلت فيه صديقاً قديماً جداً، كان هو الوحيد أيام طفولتنا الذى يرعانى ويحاول أن يفهمنى ولن يصيبكم الدهشة إن ذكرت أنه كان أول ضحايا نفسي وقتها.

كنت جالساً أتناول الغذاء فى أحد المطاعم الفخمة وفجأة وجدته أمامى بنفس نظراته الحنونة اللوامة، واجهنى بكلمات جريئة مختصرة وأسلوب منمق وترك لى رقم هاتفه وانصرف.

لم أفهم مقصد كلماته تحديداً لأن الدهشة والذكريات والنظرات قواها أكبر من تركيزى وقتها، فاتصلت به واتفقنا على المقابلة.

اللقاء هذه المرة كان حاراً أكثر والعناق استغرق وقتاً، لم أفهم سبب الرقة التى حللت به حينها ولكن أدركت كم أن نفسى هشة متعطشة للمشاعر الراقية المخلصة والمحبة الصادقة، وكم أن علاقاتى –رغم كثرتها– جافة وخاوية.

قال لى أنه يراقبنى منذ زمن بعيد ويتابع جميع أخبارى ويسأل الناس عنى ويتفقد خطواتى وقراراتى، وفوجئت بأنه على اتصال مع أولادى طوال هذه المدة وكان خير مرشد لهم فى حضورى الغائب، وأنه قرر مواجهتى بما يملأ صدره وبما يملى عليه ضميره وشعوره بالمسؤولية وبمقتضى الصداقة القوية أيام الطفولة والصبى.

واجهنى بأننى وقعت فريسة للـ “الأنا” وأنها سيطرت واجتاحت كل ركن فى نفسي حتى باتت عازلاً بينى وبين حقيقـتى، صعقنى عندما وجدته يحلل دواخلى كما لو أنه أنا وكيف جادلته حتى فاز بِصَمتى واستسلامى واستماعى لباقي حديثه دون مقاطعة، فرغم النار التى شعرت بها فى تلك الجلسة ورغم قواى العنيفة التى استيقظت داخلى لتدافع وتصرخ وتوضح وتجادل، كان وقع كلماته أقوى وكان كآلام نزع الجلد عن اللحم أو جلىْ الصدأ!

وإن لم أكن متأكداً من حبه الصادق لى وثقتى فيه لما كان أصابنى ما أصابنى، فلقد حاول الكثير قبله تمرير نفس الكلمات على مسامعى ولم أتأثر.

انكشف الصوت الخافت… الخافت جداً الذى لا أكاد أفسر منه شئ، والذى كان اختفاؤه سبب تعاستى وفراغى من الداخل. كانت البداية لمعرفتى بنفسي، كأنى أتعرف على شخص جديد لا أدرى عنه الكثير.

أصبت بعدها بضيق وإرهاق نفسي ثقيل وتيه شديد، وكان لسان حالى يقول: “حسناً أنا لا أفهم شيئاً الآن”.

من أنا إذاً؟

وإن كان ما يقوله صديقي صحيحاً، فهل كل ما مضى كان عبثاً؟ كل تلك الصراعات والجهود والألقاب والثناءات هراء؟

هل يصح أن يفقد العمل العظيم قيمته إن كان وراءه هدفا تافها؟ وما هو الهدف التافه؟

أثار صديقي تساؤلات فى ذهنى لا حصر لها وجميعها موضع بحث وتحليل.

أيقنت بعد مدة -ليست بالقليلة– أن ما مضى كان بالفعل عبثاً وهراء.

أيقنت أن الوهم كان هو المسيطر وأن كل ما تم كان بهدف تغذية الأنا وإشباع الكبر ولم يكن يُفعَل لجميل أثره.

أيقنت أن الكثير من الجهود المتواصلة والمهارات والكلمات كانت مُسخّرة لهدف خسيس هش لا قيمة له.

أيقنت كم كنت مخدوعاً فى نفسي وظالماً لها.

أيقنت أنى كنت “أبدو” ولكنى لم ” أكن”!

حاول صديقى أن ينير لى الطريق شيئاً فشيئاً حتى لا يصيبنى الجنون فكان ملازماً لى ملازمة الطبيب للمريض.
ما أجمل أن يرزقك الله بسبب متمثل فى رفيق ينتزعك من الغفلة إلى الصحوة ومن ظلمات الباطل إلى نور الحق.

لقد قال لى أن النفس بها ملكات أو ما يسمى بـ “الأخلاق” وهى ما رسَخ فى النفس ومارسه الإنسان بتلقائية وراحة وحب، فإن كان الخلق الراسخ خيراً فالسلوك سيكون خيراً وإن كان شراً فشرٌّ. ويتفاوت الناس فى ذلك، فمنهم من يميل إلى الخير ومنهم يميل إلى العكس وبين المرتبتين آلاف المستويات والدرجات.

واستأنف قائلاً: والكِبر من الملكات السيئة التى تشبه العفن، عندما يرسخ داخل الإنسان يعميه عن رؤية الحقائق، وما أشقى من انزاح عن رؤيتها. إنه يمنع الإنسان من فهم حدود نفسه وقدراتها الواقعية ويأخذه إلى حدود أوسع خيالية، وكلما دارت الأحداث لتُريه أنها وهمية سيمنعه الكبر من الاعتراف ومن التحقق وسينقله إلى عالم من الاحتقار والازدراء والشعور الوهمى بالتميز.

وأضاف أن الناس متفاوتون وكل فرد منهم مطالب أن يفهم قدراته ومهاراته ويحسنها ويغتنمها فى الخير قدر استطاعته، فكيف لمن لا يرى قدراته بحقيقـتها ومن لا يرى فى نفسه نقصاً أو عيباً أن ينمىَ نفسه ويرقى بها ؟ كيف لمتكبر أن يسمح أن يتعلم على يد من هم أعلى منه قدرة أو علم أو مهارة ؟ وكيف له أن يعترف بأنهم الأعلى؟

أدار وجهه ناحية النافذة وأشار إلى ما يوجد خارجها، فانتبهت لما يشير فوجدت مشاهد اعتدت رؤيتها ولكن هذه المرة رؤيتها كانت مختلفة تماماً.

وجدت امرأة كبيرة السن على كرسى متحرك ويدفعها زوجها لتتحرك.

وجدت طفلا صغيرا يبكى ويقبض بشدة على ساقه المجروحة وأمه تحمله مسرعة لتخفف ألمه.

وجدت أحد العمال يُصلح بالوعة الشارع وآخر يصلح عمود الإنارة.

ثم عاد صديقى إلى الحديث وقال: كما رأيت، كل منا يحتاج غيره، هذه أمثلة بسيطة لذلك وحياة الإنسان لا يمكن أن تستقيم وهو منعزل أو مكتفٍ بنفسه، فكيف للمتكبر أن يحترم غيره ويعترف بحاجته إليه؟

إن الكبر بداية الهلاك الحتمِى للإنسان.
إنه راية السقوط والانحدار.
إنه علامة على جهل عميق استولى على النفس فأفسدها.

 

خفت كثيراً وظهر الخوف جلياً على وجهى فطمأننى قائلاً: لا تخف فتلك الملكات يمكن تغييرها من الحسن للسئ أو العكس.

هدأت ملامح وجهى قليلاً ولكن لم تهدأ نفسى وأسرعت متسائلاً بلهفة: حقاً! كيف ذلك؟

الملكات ليست جامدة دائمة، فهى كما ذكرنا راسخة فى النفس ولكن يمكن تغييرها، ولو لاحظت حولك لوجدت أشخاصا كانوا كرماء ثم تغير الحال وأصيب البعض منهم بداء البخل، أو من كان جباناً ثم تجلت الشجاعة فى كثير من مواقفه لاحقاً… وعلى نفس المنوال يكون التخلص من الكِبر.

سألته ثانية: كيف ذلك؟

أجابنى: إن أراد المتكبر أن يتخلص من الكبر فعليه بالخُلق المناظر له وممارسته والاستمرار عليه -ألا وهو التواضع- سيكون الأمر شاقاً جداً فى البداية ولكنه سيهدأ شيئاً فشىء حتى يُنزع الكبر ويترسخ مكانه التواضع.

وأضاف أن الأمر يحتاج إلى الفهم والمعرفة أولاً، فكيف لمن لا يدرى ما هو الكبر وما هو التواضع أن يفهم داءه ودواءه، فأمراض القلوب لا سبيل لتغييرها إلا بالفهم والعلم والمعرفة بالخلل والعلاج. ثم تأتى الإرادة فتنقل هذا العلم من الجمود فى العقل إلى الفعل فى الواقع، وكلما كان الإنسان أقوى فى إرادته وعزيمته كان اجتيازه للتغيير أيسر وأهون.

وأن المعرفة الصحيحة بالإنسان وحجمه وحدوده ستُهيئ نفسه لفهم الواقع ومن خلال ذلك فهم حقيقة وهْم الكِبر وسيعى قدرات من حوله وقيمتهم الحقيقية.

انتهت الجلسة بعد حديث دام قرابة الثلاث ساعات، ذاك الحديث كان بمثابة طوق النجاة لى والمياه التى تروى صحراء نفسي الجرداء.

ظللت بعدها شهور أراجع وأحلل وأسأل وأتبع نصائح صديقى بضرورة تحصيل معرفة الإنسان بنفسه وفهمه لطبيعتها حتى يفهم كيفية التعامل والتحكم بها ومن ثم التحكم بقرارته وتوجهاته، وأن أفهم كيف للإنسان أن يكون ذا قيمة حقيقية ولا يكون مجرد صورة لحقيقة مفقودة وجوهر ضائع.

شريط حياتى بكل ما فيها من أحداث وأعمال وعلاقات وقرارات لازمنى وأصبح موضع مراجعة واستخلاص.

كل الأبحاث المفيدة للبشرية والإنجازات أعمال صالحة وجليلة ولكن بدوافعى الواهنة وأهدافى الذليلة باتت شؤماً يسحبنى للأسفل وسلماً يلقى بى فى القاع!

أدركت لماذا لم أكن سعيداً رغم كل ما أملك، فلا قيمة حقيقية كانت متحققة واقعاً وكان الأمر برمته كالفقاعة اللامعة الفارغة.

كم كان إدراك الحقيقة صعباً ولكن الاستمرار فى الوهم كان أصعب وأبشع.
كم شعرت بقيمة الأمل الحقيقى، الأمل فى التغيير والنوم والاستيقاظ وهو نصب العين ومرتكز الفكر.
كم أن رحلة الإنسان تكون على قدر اجتهاده الحقيقى وقيمته فى كيفية هذا الاجتهاد وأثره.
كم من أناس أحياء أموات… وكم من أموات أحياء.

انتبهوا لأنفسكم، راقبوها! ولا تأخذكم الغفلة كما أخذت نصف عمرى.

واسعوا لإدراك الحقيقة فبها تكون النجاة

ولا تفقدوا الأمل.

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

هبة علي

محاضر بمركز بالعقل نبدأ وباحثة في علوم المنطق والفلسفة

مقالات ذات صلة