مقالاتمنطق ومعرفة - مقالات

العاطفة والعقل .. حرب لا تنتهي وصراع يصعب على الكثيرين حسمه

لم يعِ الكثير منا أنه كثيراً ما يتم التحير فى اختياراتنا…
أختار هذا أم ذاك؟
أفعل هذا أم هذا أولى؟
لم نعِ أن صراعاتنا تلك ناتجة عن أهوائنا التي تطغى علينا عند الترجيح بين خياراتنا ليجعلنا نقوم بأشياء ربما تكون خاطئة، لأننا وبكل بساطة لا نعى ولا نحيط علماً بما نختار بقدر أننا يستهوينا ذلك الشىء؛ لذلك قمنا باختياره لا لأى سبب آخر!

العقل و العاطفة

نجد أنفسنا أمام طغيان العاطفة التى قد تختار لنا اختيارات خاطئة فى حياتنا؛ فقط لأننا لا نعلم ما عواقب اختياراتنا بعاطفتنا، العقل حين يختار يجد سبباً للاختيار، وهنا نتذكر مغالطة قديمة وهى حين يحب الشخص لا يجد سبباً لحبه! يا سادة اذهبوا واسألوا المحبين عن محبوبيهم لماذا أحببتوهم سيسردون لكم كمّاً هائلاً من الأسباب؛ لأنه حين عرف العقل، عشق القلب!

تلك أجدها نقطة تحول لاختياراتنا النابعة فى الأصل من قلوبنا وكأننا نعيد تهميش ما يميزنا عن سائر المخلوقات! أنذهب لحيونة جديدة فى عصر غابت عنه قيم الإنسانية فأصبح لا يهتم بما يميز بشريته! انظروا لما فعل ذلك فى عالمنا وإن لم تروا شيئا فأعيدوا النظر فى أنفسكم إذن!

غاب العقل وانهارت القيم

قضايا ومشكلات حياتية مختلفة منها أسرية أو اجتماعية وأخلاقية… لن ننتهى منها طالما لم نقدر أن نرسخ القيم فى نفوسنا، ولم نهتم ببناء ذواتنا بقدر ما نهتم بما نرتديه، وأى ماركة كانت ملابسنا وكأننا نتجرد شيئاً فشيئاً من إنسانيتنا، وكأننا فصيل حيواني شهواني متغطرس ينادى بشعارات لا يعرف أيها أصلح له، ويسير أيضاً وراء شعارات أخرى لا تجعل منه سوى قطيع من الأغنام والماعز، هذا القطيع الذى كان يرعاه الإنسان البدائى فى السابق،

اضغط على الاعلان لو أعجبك

أما الآن فقد سار مع نهج الحداثة دون أن يأخذ معه عقله ليدله أى الأشياء أصلح له، غاب عقلهم أو أصبح بلا قيمة لغياب العلم عنه، ليس العلم المادى وإنما العلم المعنوى الذى بناه الإنسان فى ذاته ويزداد نموه طالما ظل يحاسب نفسه ويتجرد من أخطائه التى يراها.

العقل واجب لحمايتنا

انظر إلى كل مشكلاتنا ستجد أن غياب العقل هو السبب فيها ، انظر مثلا إلى ظاهرة انفصال الأزواج سريعاً خصوصا هذه الزيجات التي ينتج عنها أطفالاً يحملون وزر اختيارات آبائهم السيئة، وربما لو وعى المجتمع حينها أن أغلب الكوارث التي تحدث في مجتمعاتنا هى من نتاج الدائرة الصغيرة المسماة بالأسرة، لعلم أن التوعية وإرشاد العقول بل بالأحرى إيقاظ العقول هى من أوجب الواجبات.

هل لن نتمكن حقاً من تسليط الضوء على واجبنا لأننا لسنا مسئولين! فلنسلط الضوء إذن بحروفنا تلك؛ فهى سلاح تغييرنا وأمانتنا.

اقرأ أيضاً .. قواعد الحب

اقرأ أيضاً .. التعقل والتقلب

اضغط على الاعلان لو أعجبك

اقرأ أيضاً .. رتب دماغك تنعم بحياتك

محمد سيد

عضو بفريق بالعقل نبدأ أسيوط

مقالات ذات صلة