مقالاتمنطق ومعرفة - مقالات

5 أشياء عليك أن تفهمها قبل إتخاذ أي قرار في حياتك

قبل الفعل ما يجب ان يفعله الإنسان

يسعى الإنسانُ بالفِطرَةِ إلى تحقيق كَمالِه الإنسان، أن يرتقي سُلَّمَ السعادة إلى نهايتِه، ألَّا يترُكَ بابًا للسعادَةِ دونَ أن يطرُقَه، فتجِدُهُ يُوظِّفَ جُلَّ أفعالِه لتحقيق ما يراهُ كَمَالًا.وأثناء رِحلَةَ بحثِهِ تِلك، يمرُّ الإنسانُ بخمسَةِ مراحِلٍ قبلَ أن يفعَل، وكل مرحلةٍ من تِلك المراحِل تعتَمِدُ على سابِقتِها فإذا فَسَدَت إحداها فَسَدَتِ النتيجة ووجَدَ نفسَهُ غارِقًا في بحرٍ من التعاسَاتِ المتلاحِقَة، فلا هُوَ وَصَلَ إلى السَّعادَةِ التي كان ينشُدها ولا هو وَجَدَ شاطئٍ آمنٍ لا سعادَةَ فيه ولا تعاسه.

أولًا التَصَوُّر:

والتَصَوُّر هو إدراكُ الشيء دونَ الحُكم عليه، كتصوِّرِ العدل على أنَّهُ إعطاءُ كل ذي حقٍ حقه، وتصوِّرِ الإنسان على أنَّه حيوانٌ ناطِق.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

 ونَجَاحُ تِلكَ المرحلةِ يكونُ في صِحَّةِ التصُّور، فإذا أدرَكَ الإنسَانُ شيئًا على صورةٍ مُخالِفةٍ لحقيقَتِهِ في الواقِع عامَلَهُ بما ليس هُو أهلٌ له.

وكُلَّما تحلَّى الإنسانُ بالمعرفة، وكلَّما راعَى قوانين التفكير السليم من حيثُ تعريف الأشياء بما هي هي، أي أنَّ صورَتها في الذهن هي نفس حقيقتها في الواقِع، كلُّما صحَّ تصوُّره، وكُلَّما عامَل الأمور بما هي أهلٌ له بلا زيادةٍ أو نُقصان.

ثانيًا التصديق:

والتصديقُ هو الحُكمُ على ما سَبَقَ تَصَوُّرُه، ونَجَاحُ تِلكَ المرحَلةِ يكونُ في سلامَةِ التَصوٌّر أولًا ثُمَّ في مُراعاةِ قوانينِ التفكير السليمِ من حيثُ ترتيبِ المعلومات بالصورَةِ السليمة للوصولِ إلى النتائِجِ السليمةِ ثانيًا.

فإذا تصَّورنا الإنسان على أنَّهُ حيوانٌ ناطِق (حيوان أي جِسم حساس نامٍ مُتحَرِّك بالإرادة، وناطِقٌ أي مُفَكِّرٌ بِطبعِه) حَكمنَا لَهُ بكمالاتِ الجَسَد وكمالات الروح، كذلك إذا تَصوَّرنا الإنسان على أنَّهُ حيوانٌ فَقَط وأغفلنا الناطقيَّةَ فيه، حكمنا لَهُ بكمالاتِ الجَسد فقط وصارَت كمالاتُ الروحِ فرعٌ ثانوي لا قيمَةَ لَهُ إذا ما قورِنَ بكمالاتِ الجَسد.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ثالثًا الاشتياق:

قبل أن يحكُمَ الإنسان بخيريَّةِ فعل ما، و قبل أن يُوقِنَ أنَّ هذا الفِعلَ هو كمالٌ له، وتحقيقٌ لسعادَتِه، يشتاقُ إلى تحقيقِ ذلِكَ الكمال.

والاشتياقُ درجَات، وتتوقَّفُ درجَةُ الاشتياقِ على شِدَّة التصديق، فمن استخدَمَ في إثباتِهِ الخيريَّة لفعلٍ ما مُقدِّماتٍ يقينيَّه، كانَ الاشتياقُ عِندَهُ أقصَاه، ومن استخدَمَ في إثباتِهِ تِلكَ الخيريَّة مُقدِّماتٍ ظَنيَّة قد تحتَمِلُ الخطأ، كان الاشتياقُ عِندَهُ أٌقل درجة.

رابِعًا الإرادةُ والعزم على الفِعل:

يَسْلُك الإنسانُ بفطرَتِهِ دُروبَ سعادَتِهِ فورَ حصول الشَّوق، إلَّا أنَّهُ قد يتأخَّر في ذلكَ إذا ضَعُفَت إرادَته وعزمه، بل وقد يُغيِّر وجهتهُ تمامًا إذا اصطدَمَ ما يُعَوِّق إرادتهُ تِلك.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

وتتوقُّفُ إرادةُ الإنسان على مدى تَجَرُّده للحق وتخلُّصهُ من موانِع التفكير السليم كالانسياق خلف ما يُعرَفُ بالتيَّارِ العام خشيَةَ مُخالفةِ الرأي السائِدِ في المجتَمع حتى لو كانَ الشَّوقُ عِندَه أكبَر ما يُمكِن.

كذلِك قد يشتاقُ الفَردُ كثيرًا؛ إلَّا أنَّ موانِعَ نفسيَّة قد تُعيق حَرَكته صوبَ السعادةِ والكمال، كالقلق المَرَضِى والاكتئاب وغيرها، وقد يُعيقُ حركَتُهُ موانِعَ أخلاقيَّة كالعُجب والحَسَد، فمن الصَعبِ أن يُغيِّرَ الإنسان وجهَته الخاطئة؛ إذا كان مُعجبًا برأيِهِ ظانَّا في نَفسِهِ العِصمَةَ من الخَطأ حتى ولو كان طَريقُ السَّعادةِ واضِحًا جليَّا، ومن الصَّعب أيضًا أن يَعرِفَ الإنسانُ لسعادَتِهِ سبيلًا إذا ظلَّ مشغولًا بأحوالِ غيرِهِ حاسِدًا إيَّاهُم على كمالاتٍ ماديَّةٍ لا يمتَلِكها مُتناسيًا عَدل السَّماءِ وحِكمَةَ الإله، مُتغافِلًا عن كمالاتِ الروح التي هي الكمالاتُ الحقيقيةُ والباقية.

خامِسًا الفِعل الاختياري نفسه:

وكما رأينا، فالفِعلُ الاختياري هو الخُطوَةُ الأخيرة قبل سلسلةٍ من الأفكار، فإذا صَحَّت صَحَّ الفِعل وأدَّى إلى تحقيقِ الكَمال والسعادة، وإذا فَسَدَت إحداها فَسَدَ الفِعل وأدَّى إلى التعاسة حتى ولو غُلِّفَت بلذَّةٍ زائِفةٍ زائِله.

فإذا عَرَّف الإنسانُ نفسه على غيرِ حقيقَتِها بأنَّهُ حيوانٌ فقط، سَعَى إلى تحصيلِ كل ما يُكَمِّل جَسَدُه دون النَّظر إلى العدل مع نفسه، فاستغرَقَ في تحصيلِ المأكل والمشرب والملبَس والزواج، فإذا تمَّ لهُ ما يكفيه من ذلك؛ انصَرَف إلى العَمَلِ على رفاهيَّةِ جَسَدِه حتى ولو زادَ عن حاجته من سيَّاراتٍ فارهه و”فيلَّا بـ 3 جناين” وغير ذلك من الأمورِ المادِّية.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

وإذا عَرَّفَ الإنسانُ نفسه على حقيقتِها بأنَّهُ حيوانٌ ناطِق، سَعى إلى تحصيل ما يكفيه من كمالات الجسد، ثُمَّ انصَرَفَ إلى تحقيق كمالاتِ روحِه من معرِفةٍ وأخلاق، فجَعلَ من جَسَدِه وسيلةً لتحقيق سعادته، لا غايةً تحولُ بينَهُ وبينها

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط

ندعوكم لزيارة قناة الأكاديمية على اليوتيوب

.

عبد الله عامر

مهندس

باحث بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالمنصورة

مقالات ذات صلة