مقالات

قبل أَن تَذبُل زهرة العمر

قبل أَن تَذبُل زهرة العمر

لا ملاذ من حتم الفناء والرحيل، وتمني العودة لما قد مُضي منه مستحيل، فقد صار أثراً بعد عين، كلحظة ارتداد طرف، لا دهراً وسِنين..

فما لها قد أُهملت زهرة العمر ، وتجرعت جفاف السفك والهدر، وأُلقي في حقلها ببذور الفراغ الفاسد، وغمرها وابل من التململ الكاسد؟ على إثره تخمرت العقول، واشتد سجنها خلف قضبان الجهل والضلال، حتى استوحشت المعرفة الطريق إليها، في دُجى ظلامها الحالك، فأضحت خاوية الفكر شريدة الرُؤّى.

وفي لحظة ذهولها، طويت الدقائق والثواني، ونقص العمر واندثر أثره.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

حرب اعتزلت ميدان الأرض السافر نحو غزوٍ لميدان العقل والفكر بحشوٍ بائسٍ يهدف لتوفير سُبُلٍ للهروب، وقتل فراغ الوقت بالقول والفعل الفارغ عن الهدف والغاية فلا يُسمن ولا يُغني من جوع النفس وحاجتها لتحصيل المعرفة والقيمة.

وأُديرت رحى حرب ناعمة خفية استنزفت زهرة العمر وريعانها. حرب تعبث في أجّل موارد النفس وأزهارها. اعتلت بعض المنابر المؤثرة المرئية والمسموعة لتلقي ببضاعة رديئة قد اعتراها البخس والرَدَّى؛  فغُلِفتْ تفاهةٌ وابتزالٌ في الأقوال والأفعال تحت سِتارٍ من التسلية وملء الوقت والترويح عن النفس، فأعيت وعي من سمعها بالجهل، وسيرت سلوك من قادته نحو الانحراف والتسافل.

حقاً لابد لزهرة العمر من ذبول يَسلُبها الجمال والرونق، ويُسقط عنها البتلات والورق، ويمحو ما لها من عبير وعبق.

فما سبيل عِصمة أيامها من الضياع، وانشغالها بالباطل والخداع قبل أن تُغطّى بفرش التراب؟

أدرك حقيقة النفس، وما لها من أهداف وغايات، وما اصطفاها الخالق عن سائر مخلوقاته بهبات تتجلى في عقل يمنحها الرقي والسمو علماً وخلقاً.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

فأعقل مسيرة العمر فهي رحلة ذهاب بلا عودة، قصيرة الأجل، تتطلب إرادة وكِفاحاً وعمل،  فاستشعر دائماً دنو الفوت ولقاء الموت، ومتى تملكك الفراغ دعك من قتله بالتفاهة والسفه، وألهم ساعاتك بالنافع المفيد من علم نافع، وسلوك قويم – دائم وإن قلّ – ليبدد عنك شيئاً من غيام الجهل، ويشرق على حياتك بالمعنى والهدف.

غادر مقعد فراغك، واحجز لنفسك مقعداً في مجالس العلم والأُنس، فانهل من معين معارفها العذبة، واستسقي من روادها السند والعون.

أخيراً تقع مسئولية بالغة على عاتق كل مفكرحكيم، حامل للواء المعرفة السليمة، والخلق القويم، أن يقدم قدوة حسنة، وخطاباً يافعاً بنّاءً يقدم من خلاله النصح والإرشاد المتدرج الواعي، والساعي نحو إصلاح ما اعوَج من أفكار وسلوكيات لدى أفراد مجتمعه بالتذكرة والتنبيه على عِظم ثروة الوقت، وكيفية اثرائِه بالنافع المفيد.

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

 

 

ندى علاء منصور

عضوة بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالمنصورة

مقالات ذات صلة