الكيف ( الجزء الثاني ) – تأملات في مشهد من هذا الفيلم عن المادية و الروحانية

الدقيقة: 31.18

صلاح: انت باين عليك رايق ومشخشخ الأنارخ!!

جمال: انت اللي صعبان عليا

صلاح: صعبان عليك ؟؟!!!

جمال: زنقت روحك في الكيميا، وفضلت تدح في ماجستير وفي دكتوراه، وتهرش نافوخك بيد 2 كب أ 4، ورجل 6 في هـ 18 ….. وآخرتها 250 جنيه في الشهر، يا مهرج !! …… انت عارف المهرج بياخد كام فى الليلة الواحدة يا دكتور ؟؟

صلاح: المسألة مش مسألة كام …. في اعتبارات كتير أهم من كام يا قفل

جمال: أنا بردو اللي قفل ؟؟!!!

صلاح: طبعا … لأنك بتحاول تعرف قيمة كل شيء …. لكن ما بتحاولش تعرف قيمة أي شيء

جمال: وقيمة الشيء مالهاش سعر ؟؟ … مالهاش تمن ؟؟ ….. في قيمة من غير تمن ؟؟!!

صلاح: القيمة لا تقدر بتمن …. تقدر تقول لي تمن الحق أو الخير ؟؟

جمال: وهو من الحق أو الخير إن واحد زيك، ما يحتكمش على 800 جنيه يدخل بيهم ابنه المدرسة ؟؟!!!!!!

………………………………

الصراع هنا بين النظرة المادية والنظرة الروحانية

الانسان مادة وروح، وبالتالي كما أنّ هناك اهتمامًا بالطعام والشراب والأموال، والسيارة والملابس الأنيقة آخر موضة، فالأمر لا يكتمل دون الالتفات الى الجانب الروحاني في الانسان، سواء الجانب العقلاني من حيث سبل التفكير السليم ووضع كل شيء في مكانه الحق، أو حتى الجانب العاطفى من حيث الاطمئنان إلى ذات علوية راعية، أو الإشباع العاطفي بين البشر، أو حتى السمو النفسي بالفن الراقي

كل هذه الجوانب الروحانية ، العقلية منها والعاطفية في حقيقتها لا تستطيع أن تقدر لها ثمنا وقيمة مادية …. فلا تستطيع بأي مبلغ من المال مهما علا، أن تشتري رجفة العاشق عند رؤية محبوبه … أو لذة الاستماع إلى مقطوعة موسيقية …. أو السلام في قلب عابد قائم في ظلام الليل متوجه الى ربه بالصلاة.

لكن، إحقاقا للحق، لا يمكن الاستمتاع بكل تلك اللذات الروحانية ، أو تكامل الجانب العقلاني إلا بعد إشباع القدر الأدنى من الجانب المادي …. على الأقل عند أكثر الناس، بعد استثناء خاصة الخواص من الناس فلن يستمع لك جائع أو خائف أو عارٍ وأنت تكلّمه عن كمال العقل والروح، حتى يشبع … أو يأمن … أو يكسى بما يستره
وفروا للناس الحد الادنى من الكفاف البشرى …. ومعه حدثوهم عن العقل والروح

اقرأ أيضاً:

تأملات في فيلم الكيف الجزء الأول

تأملات في مسلسل ذئاب الجبل

الكوميديا ودورها في الغزو الثقافي