إصداراتمقالات

فلسفة الحج

الحج هو رمز الوحدة الإسلامية ، والذي تسقط فيه كل النعرات الطائفية والعرقية و المذهبية و القومية ليتوحد جميع المسلمين على صعيد واحد معلنين ولاءهم لله رب العالمين ، وبراءتهم من كل قوى الاستكبار والظالمين.

إن فلسفة الحج يجب أن تربط بين تطهير النفوس من المعاصي والذنوب ، وتحرير الأمة من كافة أشكال الاستعمار ، فهذه المناسك العجيبة كلّها إشارات إيمانية و روحية و إجتماعية و سياسية .

فعند البدء بالتلبية استشعر أنك تتحرر الآن من كل قيد أو أسر ، ولا تخضع إلا لله الواحد الأحد .. أنت الآن تعلن توحيداً خالصاً صافياً من كل شرك أو صنم – مهما اختلفت مسمياته – فحب الدنيا شرك والانغماس في الماديات وتعلق القلب بها و ملذاتها و شهواتها شرك ، و الخوف من الطواغيت و نفاقهم شرك ، فلبي نداء الله بقلبك قبل لسانك و إلا فستصبح كلماتنا مجرّد صور جامدة في الفكر، وطقوسٍ ميتة في الواقع، و سيصدق فينا القول (ما أكثر الضجيج و أقل الحجيج !)

فإذا انتقلت لرجم الشيطان ..اعلم أولا من هو الشيطان !!

اضغط على الاعلان لو أعجبك

فرجم العقبات هو رجم لشياطين الإنس والجن معا، فمهما أعلنا برائتنا من مخالب شياطين الأنفس تلك.. لن بستقيم حالنا وحال أمتنا ..لأن كيد الجن سيظل ضعيفا ، أما شياطين الإنس التي تكيد لنا ليل نهار لتستنزف ثرواتنا وتتغلل في أوطاننا لتشكل وعي شعوبنا وتسيطر علينا اقتصادياً و سياسياً و ثقافياً بما يحقق مصالحها فهذه هي الخطر الأكبر ومالم نتوحد ضدها ستظل آلاتهم الخبيثة تبث فينا نيران الحقد و الانقسام و الحرب و لن تجف دماءنا أبدا .

ولتتأمل شعيرة الذبح العظيمة وكيف وصل أبو الأنبياء عليه السلام إلى هذه الدرجة من التضحية و التسليم إنه يفدي ثمرة فؤاده امتثالا لأمر الله، لنعلم جميعا أن نصرة هذه الأمة لن تتحقق إلا عندما تتعلق قلوبنا بالله ، ويبذل كل منا مايملك جهداً أو روحاً أو مالاً رخيصة في سبيل الله لنقيم المجتمع العادل الذي يؤثر الناس فيه بعضهم على بعض .

ثم انظر إلي السعي بين الصفا والمروة و تذكر أمنا هاجر هذه السيدة العظيمة الصابرة والتي سكنت في واد غير ذي زرع امتثالاً لأمر الله ، لكنها لم تستسلم لواقعها هذا بل سعت سعياً حثيثاً لتبحث عن الماء، حتى إذا ما بذلت جهدها واستنزفت طاقاتها فجّر الله الماء بين يدي إسماعيل جزاءً لها وتكرمة لسعيها .

تفكر في هذا الركن العظيم ، واعلم أن حال بلادنا الاقتصادية لن يتحسن أبدًا ببضعة معونات من دولة هنا ، أو من قرض صندوق نقد هناك ، إن ثرواتنا و مواردنا هي تحت أقدامنا كما البئر تماما ، و لكنا تركناها متطوعين في أيدي حفنة من الأشرار ، أو استسلاما لنظام عالمي باطش لا يريد لبلادنا أن تنعم بخيراتها أبدا .

هذه إشارات لبعض مناسك الحج ، نعم فهذا هو ديننا و تلك عباداتنا ، فلكل شعيرة بُعد فلسفي يربط الدين بجوانب الدنيا الإجتماعية والاقتصادية والسياسية من أجل إصلاحها ، ولم يكن الحج وغيره من التكاليف يوما ما طقوسًا جافة منفصلة عن الواقع ، ولكن أراد علماء السلاطين أن يختزلوا تلك العبادات في بعض الطقوس والمظاهر الخارجية القشرية التي لا تبني فردا ولا تنهض بأمة .

اضغط على الاعلان لو أعجبك

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

أحمد السيد

بكالوريوس تجارة
خريج معهد إعداد الدعاة بوزارة الأوقاف
باحث بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالمنصورة

مقالات ذات صلة