مقالات

غاية أم وسيلة؟ لقد فقدت أعز ما أملك! فكيف لي إيجاد السعادة؟

غاية أم وسيلة؟

وجدتها مغموره بالحزن، منعزلة عن العالم، رأيتها تبكي

قلت لها: لماذا تبكي؟

قالت لي: لقد حُرِمت من أبسط حقوقي، فأنا لست كباقي البشر يتحركون كيف شاؤوا، لقد سُلِبَ منّي أكثر شئ أحتاجه، فلم أعُد أفعل ما أريد وقت ما أريد لست حُرّة!

وإن كان الوضع هكذا فلِم أفرح إذن؟! أنظر في عيون الجميع وهم فرحون بحريتهم فتزيد حسرتي على حالي!  قلت لها كفى.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

دعيني أتحدث إليكِ قليلاً، ليس بيدي أن أرد لكِ ما فقدتيه لأنكِ فى الحقيقة ما فقدتي شيئا!

دعيني أسألكِ سؤالاً: ما غاية الإنسان في هذه الحياة؟

أليست السعادة هى غايته الأسمى؟

وكل شخص منا يريد الوصول للسعادة، فكل شخص يختار ما يسعده، ويسلُك الطريق الذي يظن أن سعادته فيه بصرف النظر عن أنه في الحقيقة سعيد أم لا؛

فالذي يتزوج هو يلبي لنفسه ما يريد من إسعاد نفسه بذلك الزواج، والذي يتعلم ويظل طِيلَة حياته مغموراً بين العلوم فهو بالطبع قد وجد سعادته فى التعلم، والذي عاش حياته يجمع المال وينفقه وفق رغبته فهو سعيد بذلك أيضاً… وهكذا

اضغط على الاعلان لو أعجبك

لكن ليس معنى ذلك أن (الزواج أو العلم أو المال أو غيره) هم مصادر السعادة!

فهناك زواج تعيس وفاشل بما تحمله الكلمة من معنى، وهناك علم ضَرّ من تعلّمه!

وهناك أيضاً من انخدع بكثرة ماله وظن أنه يملك كل شئ بهذا المال، فى حين أن المال هو الذي تملكه وشغله عن كل شئ!

وهذا لأن كلاً من الزواج والعلم والمال وغيرهم مجرد وسيلة للوصول إلى الغاية الأسمى،

وكل شخص يخـتار الوسيلة التي تتناسب معه للوصول لغايته.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

فإن قال شخص أن الحياة ليست بها سعادة، فهذا يدل على أنه استخدم الوسيلة على أنها غاية،

وهو في ذلك مخطئ ولن يصل إلى السعادة الحقيقية، حتى يُميّز فى اختياره بين الوسيلة والغاية.

 

قالت لي: كيف أصل للسعادة وأنا لا أمتلك الوسيلة؟

قلت لها: توحدت الغاية وتعددت الوسائل؛

اضغط على الاعلان لو أعجبك

إذا فما الغاية؟

فالشخص الذي يفقد شيئا من أعضائه لا تنتهي حياته؛ فالأعضاء ما هي إلا وسيلة كغيرها، تؤدي وظيفة ما، لكنها ليست مصدر السعادة، وبفقدها لا تُفقد الغاية

فالسعادة غاية معنوية والوصول إليها لا يقتصر على الوسائل المادية كالمال وغيره، بل هناك جوانب أخرى معنوية أكثر أهمية كالقناعات والمعتقدات الفكرية التي تسيطر على توجيه الشخص ومن تلك القناعات الخاطئة “أن يعتقد الشخص أن فقده لشئ ما يُمثل عجزاً عن الوصول للغاية (السعادة)” وهذا ليس صحيحاً

فالعجز الحقيقي هو عجز الإرادة والاستسلام للمعتقدات الهدامة وليس شيئا آخر.

وهذا ليس مبالغة وأفضل مثال لذلك شخصية (نيك فيوتتش- Nick Vujicic(

الذي وُلد وهو يعاني من متلازمة الأطراف الأربعة لكنه بعد أن أدرك أن الحياة لا تنتهي عن هذا الوضع تحولت حياته بالكامل من إنسان مُصاب بهذه المتلازمة إلى إنسان تحفيزي ومُلهم لغيره، استطاع أن يؤثر على من حوله وذلك لأنه أدرك أن الإعاقة هى إعاقة الفكر وليس إعاقة البدن، ومن ثم استخدم أقوى الوسائل للوصول لغايته وهى قناعته وفكره الإيجابي وليس هو فقط بل هناك الكثير أمثال (طه حسين، الرافعي، عمار بوقس، هيلين كيلر، لويس برايل)

إن العلاج يكمن فى نظرتنا للأمور، فعندما نختزل الحياة في الوسائل ونعتبرها غاية فهذا ما يضُرنا حقاً

فمن فقد ماله، أو خسر وظيفته، أو أُصيب بمرض ما، فليعلم أن هذا الابتلاء ليس هو الغاية والنهاية!

ولا ينبغى أن يقف الشخص عند فقدان هذه الوسيلة بل يجتهد فى أن يسلك الطريق بوسيلة أخرى حتى يصل لغايته السامية.

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

 

 

علا حلمى

عضوة بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالإسكندرية

مقالات ذات صلة