إصداراتمقالات

شمس فلسطين

شمس فلسطين

عندما كان جاليليو يُعذب على عقيدته في حركة الأرض حول الشمس ومركزية الشمس للكواكب فإنه هُدد بالإحراق بالنار فاضطر لإعلان توبته من تلك العقيدة ولكنه في الوقت نفسه كان يخط على الأرض شيئًا ولما لاحظوه وجدوه يكتب (توبة جاليليو لا توقف الأرض عن دورانها)

سبتمبر 2000 ,,, انتفاضة فلسطين الثانية
كنت حينها في الصف الثالث الإبتدائي … أتذكر إذاعتنا المدرسية وقتها التي لم تكن تخلوا من الأناشيد الحماسية عن فلسطين وخاصة أوبرت الحلم العربي الذي ذاع صيته في هذه الفترة وعن مقطعي المفضل فيه ماتت قلوب الناس ماتت فينا النخوة يمكن نسينا في يوم إن العرب إخوة !!
أتذكر المسرحية القصيرة التي شاركت عن الشهيد محمد الدرة رغم صغر سني
وأتذكر مُعلمي وتدريبه لنا حتى أتقن كلٍ منا دوره ..
أحن إلى مظاهراتنا البريئة داخل أسوار المدرسة وفرحتنا حين نتخطاها والهتافات الحماسية التي كنا نرددها بكل ما أوتينا من عزم .. خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود .. وبنرددها يل ورا جيل تسقط تسقط إسرائيل ..
أتذكر رفاهية حرق علم إسرائيل التي كانت تتوفر لبعض الطلبة ولكن للأسف لم تتوفر لنا
أتذكر دعاء الائمة في المساجد عند كل صلاة ل”إخواننا” في فلسطين
وعلى “أعدائنا” من الصهاينة ومن ولاهم ,,

العدوان على غزة ,,، يوليو 2014
وافق هذه المرة شهر رمضان ,,,
أطفالنا .. جُل اهتمامتهم ألعاب الكومبيوتر والموبايل ومحمد رمضان وأغاني المهرجانات والرقص المبتذل عليها ولا يعرفوا حتى ما معنى فلسطين ؟ !
شيوخنا ,, لم يجرؤ أحدهم على الدعاء لأهلنا في غزة مرة واحدة في صلاة تراويح أو تهجد إلا من رحم ربي ..
إعلامنا .. أصبح شاغله الشاغل الإساءة لشعب فلسطين واتهامهم زورًا بأنهم “باعوا أرضهم” وإقناع المشاهد بأن المقاومة إرهابيين وأنهم السبب في كل ما يحدث لشعب فلسطين ..
حكامنا .. لا هم لهم غير الشجب والإدانة وحث الطرفين “بكل بجاحة” على وقف الصراع !!
شعبنا .. تم إلهاؤه في مطالبه اليومية من مأكل وملبس وكهرباء ومياه
ومتابعة الإعلام لتسكين ضميره وتزييف وعيه
وعندما يفكر يفكر في “جثة سيد نفيسة راحت فين ؟!”

اضغط على الاعلان لو أعجبك

لا تبك عينك أيها المنسي من متن الكتاب
لا تبك عينك أيها العربي واعلم أنه
في القدس من في القدس لكن
لا أرى في القدس إلا أنت [1]..

القضية الفلسطينية باقية ولو تخلى عنها الكل وحقيقة أن فلسطين أرض مغتصبة وأن إسرائيل غازية وأن القضية الفلسطينية قضية إنسانية وعقائدية لا يمحوها كلام العرب المتخاذلين أو الإعلام أو حتى إعتراف العالم كله بإسرائيل
وأن أي حضارة تقوم بها إسرائيل فهي حضارة مادية بهيمية لا ترتقي بالإنسان وإنما مجرد إضافة لمعمار ومباني دون أي إسهام حقيقي في رقي الإنسان وتكامله ..

فالمجد كل المجد لمن حافظ على عقيدته تجاه فلسطين في ظل كم التشويه المتعمد من حكامنا المتخاذلين ووسائل الإعلام المتصهينة الذين أرى أنهم إختبارمن لله لنا ليبلونا أنصبر ونعمل ونحافظ على القضية و ننشرها بكل ما أوتينا من قوة ووعي أم نكن من القانطين اليائسين !!

القدس تعرف نفسها
اسأل هناك الخلق يدلك الجميع
فكل شيء في المدينة
ذو لسانٍ، حين تسأله يبين [2] [1] قصيدة في القدس للشاعر تميم البرغوثي
[2] نفس المرجع السابق

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

نوران فؤاد

طالبة بكلية الطب – جامعة المنصورة
عضو في أسرة الصفوة الطلابية
باحثة بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالمنصورة

مقالات ذات صلة